حفل زفاف يتحول إلى كارثة.. 140 تحت حراسة كورونا و35 مصابًا وحالة وفاة
مأساة عائلة فلسطينية شاركت في حفل زفاف فتفشى فيروس كورونا المستجد بينهم، وكانت النتيجة حالة وفاة و35 مصابا و140 تحت الحراسة
لم تكن الفلسطينية آسيا أبو عودة، تعلم أن مشاركتها في حفل زفاف شقيقها ستنقل إليها فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ليصيبها دون أن تعلم على مدار أيام خالطت فيها أسرتها الممتدة قبل أن تكتشف الإصابة وتحول العائلة تحت رهن الحجر الإلزامي.
ظروف صعبة للغاية عاشتها العائلة، بعد نقل المصابة آسيا لمستشفى العزل الصحي، في حين بقي أفراد العائلة الآخرين الذين يقدر عددهم بنحو 140 فردًا في منازلهم تحت حراسة الشرطة، التي منعت خروجهم دون أن تتوفر لهم على مدار أيام مقومات المعيشة أو أدوات التعقيم اللازمة.
عبدالعزيز أبو عودة (52 عاما) أحد أفراد العائلة أوضح لـ"العين الإخبارية" ملابسات ما حدث معهم، مشيرا إلى أنهم 140 فردا يعيشون في 3 بنايات سكنية في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وفق أبو عودة، كانت البداية قبل اكتشاف الإصابات في قطاع غزة في 24 أغسطس الماضي، عندما ظهرت أعراض ارتفاع الحرارة على زوجة شقيقه، آسيا، بعد مشاركتها في حفل زفاف شقيقها.
وقال: "ظهرت عليها أعراض ارتفاع درجة الحرارة واحتقان بالحنجرة، وتناولت بعض أقراص الدواء ظنا منها أنها إنفلونزا عادية، غير أن حالتها الصحية لم تتحسن خلال 4 أيام من أخذ العلاج والمسكنات".
وأشار إلى أنه بعد إعلان وزارة الصحة بتاريخ 25/8/2020 ظهور حالات لإصابات بفيروس كورونا داخل المجتمع، وبعدها انتشر الفيروس بمناطق متفرقة من القطاع، وبعدها جرى أخذ عينة فحص "مسحة" منها ليتبين إصابتها بالوباء.
ونظرا لطبيعة العلاقات الاجتماعية وحجم المخالطة داخل الأسرة تفشى الفيروس وأصاب حتى الآن 34 شخصًا، والعدد مرشح للزيادة، وفق أبو عودة.
وقال: "طلبت منا وزارة الصحة حجر انفسنا منزليا ونقلت 20 منا لمحاجر خارجية بينهم والدي المسن ووالدتي التي توفيت بعد نقلها بقليل وزوجة عمي".
أطفال ونساء وشباب جميعهم محجورون ويحاولون التأقلم لتجاوز آثار كورونا التي فقدوا بسببها والدتهم (78 عاما).
صرخات عديدة وجهها أفراد العائلة عبر الفضاء الإلكتروني لإنقاذهم وسط الإهمال الصحي لأوضاعهم كونهم مخالطين، قبل أن تجري وزارة الصحة فحوصات لهم وتنقل بعض المصابين وتبقي المخالطين رهن الحجر المنزلي.
وقال أبو عودة: عندما تبين إصابة زوجة اخي أجروا فحصا ل35 عينة عشوائية من العائلة تبين إصابة 13 منهم بمن فيهم والدتي، وأخذوا المصابين ال13 لمحجر دير البلح ولم تكن الرعاية متوفرة بداية حيث توفيت والدتي هناك، ثم وزعوا المصابين على عدة محاجر متفرقة في جنوب قطاع غزة ما زاد من معاناتنا.
وبعد أيام بات أفراد العائلة مشتتون، فجزء محجور تحت حراسة الشرطة في المنازل، وجزء في مركز الحجر الصحي بتل السلطان برفح وجزء آخر في مركز الحجر في خان يونس، وجزء آخر في المستشفى الأوروبي.
وقال: "نتوزع في الجغرافيا الغزية المحاصرة، ونتواصل يوميا عبر الهواتف المحمولة وتطبيقات التواصل الاجتماعي للاطمئنان على بعضا البعض".
وأضاف قضيتنا اخذت تعاطفا واسعا بعد وفاة والدتي وبعد إصابة العدد الكبير من بيننا ونقص الرعاية في البدايات"، مشيرا إلى أن المؤسسات الخيرية الآن وفرت المواد الأساسية لهم في البيوت لأنهم لا يستطيعون مغادرتها.
وجاء صوته عبر الهاتف حزينا، وهو يروي كيف تبدلت حياتهم الاجتماعية بسبب قيود كورونا،، وقال: "لا استطيع الجلوس مع إخوتي ولا التسامر معهم ولا اعرف مصير والدي وفقدنا والدتنا.. نحاول أن نخلق جوا إيجابيا للأطفال خصوصا ممن نقل آباؤهم او امهاتهم لحجر خارجي".
وأشار إلى أن زوجته التي تبين إصابتها تقيم حاليا في المستشفى الأوروبي، بينما ابنته الثانية محجورة في مدرسة الاغا المجاورة للمستشفى، الأمر الذي يزيد المعاناة.
وقال: "نتمنى ان تمر الأيام المتبقية لنخرج من هذا الكابوس غير المسبوق في حياتنا.. تجربة قاسية نتمنى أن تنتهي بسلام للجميع".
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز