كورونا والحمل.. 7 مضاعفات خطيرة بينها وفاة الجنين والأم
منذ تفشي جائحة كورونا، قبل أكثر من عامين، والمخاوف تطال النساء الحوامل من توابع الإصابة بفيروس لا يزال العلماء يجهلون عنه الكثير.
ورغم توقع الخبراء أن "كوفيد-19" لن يمر على الحوامل مرور الكرام كون الجسم يدخل في حالة من كبت المناعة، فإن الأدلة على حدوث مضاعفات بعد الإصابة بالفيروس لم تكن واضحة بشكل دقيق.
لكن قبل أيام، أظهر بحث جديد ممول من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة أن الحوامل اللاتي يصبن بفيروس كورونا من متوسط إلى شديد معرضات بشكل أكبر للإصابة بمضاعفات أكثر من غير المصابات.
أيضا وجدت الدراسة أن الحوامل اللواتي عانين من عدوى غير مصحوبة بأعراض أو عدوى خفيفة لم يكن لديهن مخاطر أكبر بشكل ملحوظ من حدوث مضاعفات.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية التطعيم ضد الفيروس التاجي لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض متوسطة إلى شديدة.
مخاطر كورونا على الحوامل
توصلت دراسة جديدة إلى أن الحوامل المصابات بـ"كوفيد-19" متوسط إلى شديد هم أكثر عرضة لمجموعة من المضاعفات الخطيرة، مثل الولادة القيصرية أو وفاة الجنين.
وتُظهر الدراسة، التي مولتها NIH ونشرت في دورية JAMA بتاريخ 7 فبراير، أن الحوامل المصابات بفيروس COVID-19 المعتدل إلى الشديد هم أكثر عرضة لما يلي:
- الولادة القيصرية
- الولادة المبكرة
- وفاة الجنين
- وفاة الأطفال حديثي الولادة
- خطر أكبر لوفاة الأمهات
- اضطرابات ارتفاع ضغط الدم (سكري الحمل)
- نزيف ما بعد الولادة
وأوضح الباحثون في الدراسة أن الحوامل اللاتي يعانين من التهابات عديمة الأعراض أو خفيفة لم يتعرضن لمخاطر الحمل المتزايدة.
قيمت الدراسة 14104 من الحوامل في 17 مستشفى في الولايات المتحدة، من بينهن تم تشخيص 2352 مصابات بفيروس كورونا.
وأنجبت المشاركات في الدراسة بين 1 مارس و1 ديسمبر 2020، أي قبل توفر لقاحات فيروس "كوفيد-19".
وفقا للدراسة فإن أكثر من 13% من الحوامل اللائي ثبتت إصابتهم بـCOVID-19 طورن مضاعفات، مقارنة بـ9% من أولئك الذين كانت نتائج اختبارهم سلبية.
بالمقارنة مع أولئك الذين لم يكن لديهن عدوى فيروسات التاجية، فإن الحوامل المصابات بعدوى فيروسات التاجية واللاتي أصيبن بمرض متوسط إلى شديد كانوا أكثر عرضة بنسبة 40% للإصابة بمضاعفات الحمل الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو الولادة المبكرة أو نزيف ما بعد الولادة أو يموتن أثناء حمل.
وعلقت الدكتورة كريستيان بيتكر، أستاذ التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب ومدير الجودة المساعد في Yale Medicine: "النتائج تسهم بمعرفة إضافية مهمة لما نعرفه عن مخاطر كورونا أثناء الحمل".
وقالت بيتكر: "حتى خارج عدوى COVID-19 الحادة ومخاطرها الكبيرة أثناء الحمل، فإن الحوامل المصابات بالفيروس لديهن أيضًا مخاطر متزايدة من مضاعفات الحمل الشديدة مثل ارتفاع ضغط الدم والنزيف والالتهابات وعدم وضوح وقت الولادة".
بينما قالت كيسيا جيثر، الحاصلة على شهادتين في طب النساء والولادة وطب الأم والجنين: "هذه النتائج السيئة التي لوحظت بالاقتران مع عدوى كورونا المتوسطة إلى الشديدة ترتبط بمدى الضرر الجسدي الذي يسببه COVID-19".
ونقل موقع healthline عن جاثر: "لقد ساءت الحالة لدى النساء المصابات بحالات مرضية مصاحبة، لا سيما مع مرض السكري الذي يتم التحكم فيه بشكل سيئ وارتفاع ضغط الدم، والمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة".
كيف يؤثر كورونا على الحمل؟
قال تيم بروكنر، الأستاذ المشارك في الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا، إن العلماء ما زالوا يستكشفون الآليات الكامنة وراء تسبب فيروس كورونا في حدوث مضاعفات للحوامل.
وأضاف: "تتضمن المسارات المحتملة التهابًا خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل يؤثر على المشيمة والحمل مع تقدمه نحو نهاية الحمل، إضافة إلى أعراض من مسار عدوى COVID-19 التي تؤثر سلبًا على الشخص الذي يولد عند الولادة أو بالقرب منها".
أثناء الحمل، يدخل الجسم في حالة من كبت المناعة للسماح للجنين النامي بالبقاء والنمو، وأيضا تتأثر وظائف الرئة بسبب نمو الرحم الذي يحد من تمدد الرئة، وفقا للطبيب.
وأوضح: "تغلف عدوى كورونا الرئتين بشكل أساسي بتبادل الأكسجين السائل اللزج لتغرق في الإفرازات، كما أنه يضعف أعضاء الجسم ووظائفه الأخرى".
تكون مضاعفات COVID-19 أكثر حدة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مصاحبة، مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وفيروس نقص المناعة البشرية وأنظمة المناعة الضعيفة بالفعل.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن "كوفيد-19" يمكن أن يؤدي إلى تجلط الدم وارتفاع ضغط الدم، ما قد يساهم في حدوث مشكلات صحية أثناء الحمل.
وقال بروكنر إن اللقاحات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض كورونا بدرجة متوسطة إلى شديدة، التي بدورها قد تساعد في تقليل مخاطر الولادة المبكرة ومضاعفات الحمل.
وأيدته بيتكر: "يجب على الحوامل التفكير في اللقاح ليس فقط لتجنب الإصابة بعدوى كورونا، ولكن أيضًا لتجنب كيفية تأثير هذه العدوى على نتائج الحمل".
تطعيم الحوامل ضد كورونا يحمي النسل
كشفت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة أن التطعيم ضد فيروس كورونا أثناء الحمل قد يساعد في حماية النسل من SARS-CoV-2 حتى سن 6 أشهر، وفقًا لدراسة مولتها.
وتشير دراسة صغيرة، نشرت نتائجها في دورية JAMA، إلى أن تلقيح النساء ضد SARS-CoV-2 في منتصف الحمل إلى أواخره يمكن أن يوفر لأطفالهن بعض الحماية على الأقل من الفيروس التاجي خلال 6 أشهر من العمر.
ومقارنة بالأطفال المولودين لأمهات مصابات بـCOVID-19 أثناء الحمل، كان الأطفال المولودين لأمهات تلقين اللقاحات أكثر عرضة للإصابة بأجسام مضادة للفيروس.
يؤدي التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد أثناء الحمل إلى إنتاج أجسام مضادة في دم الأم ضد بروتين السنبلة، الذي يستخدمه SARS-CoV-2 لإصابة الخلايا.
ويمكن الكشف عن هذه الأجسام المضادة للارتفاع المفاجئ في دم الحبل السري وحماية الرضع من كورونا.
خلال الدراسة، سعى الباحثون لتحديد المدة التي بقيت فيها الأجسام المضادة ضد بروتين السنبلة في دم الرضيع.
واقتصرت دراستهم على الأفراد الذين تم تطعيمهم ضد SARS-CoV-2 أو المصابين بالفيروس من 20 إلى 32 أسبوعًا من الحمل.
وجمع الباحثون عينات دم من الأطفال المولودين لأمهات تم تلقيحهن عندما كان عمر الأطفال شهرين.
أيضًا جمعوا عينات من هؤلاء الرضع في عمر 6 أشهر، وكذلك من أطفال بعمر 6 أشهر ولدوا لأمهات مصابات بـ COVID-19 أثناء الحمل.
وخلصت الدراسة إلى أنه "عند الولادة كان لدى الأمهات اللاتي تم تلقيحهن مستويات أعلى من الأجسام المضادة لمضادات الارتفاع المفاجئ مقارنة بالأمهات المصابات بـCOVID-19 أثناء الحمل".
أما في عمر شهرين، كان لدى 48 من أصل 49 (98٪) من أطفال الأمهات المحصنات مستويات يمكن اكتشافها من الأجسام المضادة.
في عمر 6 أشهر، كان لدى 16 من 28 (57٪) من أطفال الأمهات المحصنات مستويات قابلة للاكتشاف من الأجسام المضادة، مقارنة بـ1 من 12 (8٪) من الأطفال المولودين لأمهات مصابات بكورونا.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز