قاتلة كورونا.. كيف تمكنت وزيرة صحة هندية من إنقاذ ولايتها؟
بعد مرور 4 شهور على جائحة كورونا المستجد، لم تبلغ ولاية كيرالا سوى عن 524 إصابة بكوفيد-19 و4 وفيات فقط.
في 20 يناير الماضي، أجرت كيه كيه شايلاجا، وزيرة الصحة في ولاية كيرالا الهندية، اتصالا هاتفيا بأحد نوابها المدربين طبيا، وسألته عن خبر متداول عبر الإنترنت حول انتشار فيروس جديد ظهر في الصين، وعما إذا كان هذا الفيروس سيصل إلى الهند. وبعد ما رد النائب على سؤالها بالإيجاب، على الفور بدأت الوزيرة استعداداتها لتجنب تفشي وباء كورونا.
وبعد مرور 4 شهور على جائحة كورونا المستجد، لم تبلغ ولاية كيرالا سوى عن 524 إصابة بكوفيد-19 و4 وفيات فقط، وظهرت الحالات بدون انتقال مجتمعي.
ويبلغ عدد سكان كيرالا حوالي 35 مليون شخص ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 2200 جنيه إسترليني فقط، على عكس المملكة المتحدة التي تمتلك ضعف عدد السكان ويبلغ نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي 33.100 جنيه إسترليني، وشهدت أكثر من 40 ألف حالة وفاة جراء كورونا المستجد.
ومقارنة بالولايات المتحدة ذات عدد سكان يساوي تقريبا 10 أضعاف سكان كيرالا ويبلغ نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي 51 ألف جنيه إسترليني، وشهدت أكثر من 82 ألف حالة وفاة جراء كورونا المستجد. وتعاني هي والمملكة المتحدة من انتقال مجتمعي سريع جدا لعدوى كوفيد-19.
وأرجعت صحيفة (الجارديان) البريطانية النجاح الساحق الذي حققته هذه الولاية الهندية إلى وزيرة الصحة ومدرسة العلوم السابقة، شايلاجا، التي حصلت مؤخرا على العديد من الألقاب مثل "قاتلة فيروس كورونا" و"وزيرة الصحة نجمة الروك".
وتروي وزير صحة كيرالا تفاصيل معركتها الشرسة ضد كورونا المستجد، في مقابلة مع الجارديان. وقالت إنها عقدت أول اجتماع مع فريق الاستجابة السريعة الخاصة بها في 24 يناير الماضي، وأعد الفريق غرفة تحكم لتوجيه المسؤولين الطبيين في مقاطعات كيرالا الـ14 إلى القيام بنفس الشيء على مستوى كل مقاطعة.
ووصلت أول حالة مصابة بكوفيد-19 إلى الولاية في 27 يناير في رحلة قادمة من ووهان الصينية، وكانت الولاية تبنت بالفعل بروتوكول منظمة الصحة العالمية والذي يتضمن الاختبار والتعقب والعزل والدعم.
بعدها فحصت الولاية ركاب الطائرة جميعا، ووجدت 3 أشخاص مصابين بالحمى، فعزلتهم في مستشفي قريب، في حين خضع باقي الركاب إلى عزل منزلي لمدة أسبوعين وفي صحبتهم كتيبات تحتوي معلومات عن فيروس كورونا المستجد مطبوعة باللغة المحلية.
وتوضح شايلاجا أن الجزء الأول من المعركة حقق انتصارا وجرى احتواء المرض، لكن الفيروس كان قد بدأ في الانتشار السريع خارج الصين وحول العالم.
في 23 مارس الماضي، تم وقف جميع رحلات الطيران من وإلى مطارات الولاية الدولية الأربعة، وبعد ذلك بيومين، فرضت الهند إغلاقا على مستوى البلاد.
وفي ذروة تفشي كورونا في كيرالا، خضع 170 ألف شخصا إلى العزل الصحي والمراقبة الصارمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية الزائرين، وتقلص هذا العدد إلى 21 ألف شخصا.
وأشارت إلى أنه يوجد في كل قرية داخل ولايتها مركز صحي أساسي بالإضافة إلى وجود مستشفيات في كل مستوى من مستويات إدارتها، فضلا عن 10 كليات طب في أنحاء الولاية. وعندما بدأ تفشي المرض، طلب من كل منطقة تخصيص مستشفيين لكوفيد-19، في حين خصصت كل كلية طبية 500 سرير للمصابين، فضلا عن تحديد مداخل ومخارج منفصلة لهم.
وتابعت وزيرة صحة كيرالا أنهم كانوا يوفرون الإقامة والغذاء إلى 150 ألف عامل مهاجر من دول مجاورة علقوا في الولاية بسبب إجراءات الإغلاق.
وعن فحوصات كورونا المستجد، قالت الوزيرة الهندية إن ولايتها كانت تعاني من نقص في إمداداتها، خصوصا بعد وصول الفيروس إلى الدول الغربية، ما دفعها إلى قصر الاختبار التشخيصي على المصابين الذين ظهرت لديهم أعراض أو تواصلوا مع مصابين بكوفيد-19، علاوة على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مثل العاملين في الرعاية الصحية ورجال الشرطة والمتطوعين.
وأضافت أن نتيجة الاختبار تظهر خلال 48 على عكس دول أخرى بما في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حيث تظهر النتائج خلال أسبوع.
وتحظى شايلاجا بشهرة واسعة النطاق بالفعل حتى من قبل تفشي كورونا المستجد، والعام الماضي عرض فيلم تدور أحداثه حول انتشار فيروس مستوحى من تجربتها في احتواء سابق لفيروس مميت آخر عام 2018.
وعن تجربتها السابقة في احتواء فيروس نيباه، قالت شايلاجا إن هذه التجربة مهدتها لاحتواء كوفيد-19؛ إذ لقنتها دراسا حول طريقة التعامل مع الأمراض سريعة العدوى والانتشار والتي لا يوجد لها علاج أو لقاح.
وتخطط الحكومة الهندية لرفع الإغلاق في 17 مايو الحالي. وأخيرا قالت الوزيرة إنه في حالة ظهور موجة ثانية من كوفيد-19، فهم مستعدين لأي زيادة في الإصابات وهناك 3 خطط للتعامل مع الأزمة.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز