"كورونا" الجديد.. الدليل الشامل لمواجهة الفيروس
تقرير يقدم دليلا شاملا يتضمن كل ما تحتاج إلى معرفته عن فيروس كورونا الجديد، وكيفية انتشاره والإجراءات اللازمة للحماية منه.
مع انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين وعدد من دول العالم مؤخرا، عقدت منظمة الصحة العالمية لقاءً في جنيف، الأربعاء، لتحديد ما إن كان سيتم توصيف تفشي الفيروس الغامض حالة طوارئ صحية عالمية، لكنها بحلول الخميس، قالت إنه من المبكر جدًا اتخاذ مثل هذا القرار.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تصنيف منظمة الصحة العالمية لهذا الوباء كحالة طوارئ صحية عالمية من شأنه مساعدة الدول في تنسيق إجراءات تعاملها معه، مشيرة إلى أن الوضع الرهان مخيف بالنسبة للناس في الصين وغيرها من الدول مع انتشار الفيروس ومخاوف احتوائه.
وفي هذا التقرير، نقدم دليلًا شاملًا يتضمن كل ما تحتاج إلى معرفته عن الفيروس، وكيفية انتشاره والإجراءات اللازمة للحماية منه.
ما هو كورونا فيروس؟
طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد فيروسات كورونا أو الفيروسات الإكليلية عائلة من الفيروسات التي تتسبب في حالات تتراوح من البرد الشائع إلى الأمراض الأشد خطورة بكثير، ويمكن لهذه الأمراض إصابة البشر والحيوانات.
والسلالة المنتشرة في الصين ترتبط باثنين آخرين من فيروسات كورونا التي سببت حالات وباء كبرى خلال السنوات الأخيرة، وهي: متلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق أوسطية أو المعروفة باسم (ميرس/MERS)، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس/SARS).
وتمتد أعراض الإصابة بعدوى فيروس كورونا من مشاكل في الجهاز التنفسي، وصعوبات في التنفس، وحمى وسعال، إلى حالات أشد خطورة؛ مثل الالتهاب الرئوي، والفشل الكلوي، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (عندما تمتلئ الرئتان بالسوائل) والموت.
وكذلك تتضمن الأعراض: رشحا، والتهابا في الحلق، وربما الصداع، ويعد كبار السن والصغار وأولئك ممن يعانون ضعفًا بالفعل في جهاز المناعة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلى، مثل التهاب الشعب الهوائية وذات الرئة، طبقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويعتقد أنه أخف من سارس وميرس، ويستغرق وقتًا أطول في تطور الأعراض، كما أن المرضى حتى الآن عانوا من نوبات سعال معتدلة لمدة أسبوع تبعها ضيق في التنفس، ما دفعهم للتوجه إلى المستشفى.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسؤولي الصحة لم يحددوا السلالة الأخيرة من الفيروس في البشر من قبل؛ ولذلك لا تزال تحتفظ باسم "فيروس كورونا الجديد"، في الوقت الحالي، بينما يواصلون تقصيهم بشأن الأمر.
كيف ينتشر؟
هناك حالة ضمن الحالات المكتشفة في الصين، كان 14 طبيبًا وممرضان يعالجنها –لم يكن معروفًا أنها تحمل الفيروس– وأصيبوا جميعهم بالعدوى؛ ما يرجح قدرة الفيروس على الانتقال بسهولة نسبيًا من شخص لآخر.
ويحقق مسؤولو منظمة الصحة العالمية في الحالات المشتبه في إصابتها بهذه الطريقة الآن، لكن في تطور مقلق، قال المسؤولون الصينيون، الإثنين، إنهم وثقوا حالات انتقل فيها الفيروس من إنسان لآخر، ما يعني أنه يمكن للفيروس الانتقال إلى البشر من خلال الرزاز المحمول جوًا. لكن الطرق الدقيقة التي ينتشر بها ومرحلة الحضانة لازالت قيد التحقيق.
في حالات نادرة، يمكن لفيروسات كورونا الانتقال من الحيوانات مثل الجمال والخفافيش إلى الإنسان، لكن لا تشكل الحيوانات المنزلية الأليفة خطرًا مثل القطط والكلاب حتى الآن.
وأوضحت سلطات الصحة في الصين، أن أول مرة رصدت فيها السلالة الجديدة للفيروس كانت في 31 ديسمبر/كانون الأول في ووهان، وفي البداية ربطوه بطعام ملوث من السوق الذي تباع فيه مأكولات بحرية، لكن أغلق السوق اليوم التالي، وقال العلماء إن ما حدث على الأرجح هو أن الناس تناولوا شيئًا مصابًا بالفيروس أو لمسوا شيئًا فأصيبوا بالعدوى.
لكن في حالات المرضى اللاحقة لم يحدث أي تواصل مع هذا السوق، بل ذهبوا لأسواق أخرى أو تواصلوا مع أشخاص آخرين في ووهان. وفي حالات انتقال الفيروس من شخص لآخر، يمكن للمرض الانتشار من خلال السعال والعطس، والتواصل مع شخص مصاب، ولمس سطح مصاب بالعدوى ثم ملامسة الفم أو الأنف أو العينين.
كيف تحمي نفسك؟
للحماية من الإصابة بالعدوى، تنصح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها باتباع طرق النظافة الصحية الأساسية؛ مثل غسيل اليدين باستمرار، والمحافظة على الجسم رطبًا، وتجنب التواصل مع أي شخص مريض وتعقيم الأسطح.
وحال كانت هناك مخاوف من نقله عن طريق الحيوانات، يحث مسؤولو مراكز مكافحة الأمراض الناس على غسل الأيدي بعد أي تواصل مع الحيوانات والطهي الجيد جدًا لأي لحم قبل تناوله.
وقال توم فريدن المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الأقنعة قد تكون مفيدة حال ارتداها من يشعرون بأعراض المرض، مشيرًا إلى أن ارتداء الأقنعة على الوجه أمر شائع في آسيا ومقبول اجتماعيًا عندما يشعر الناس بالمرض. وقد حثت السلطات الصينية الجميع على ارتدائها.
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية عبر حسابها على "تويتر" عدة إجراءات احترازية للمساعدة في حماية نفسك والآخرين من الإصابة بالفيروس؛ تضمنت: تغطية الفم والأنف بمحارم ورقية أو المرفق أو الأكمام أثناء السعال أو العطس، ثم التخلص من المحارم في سلة قمامة محكمة الغلق.
كما يتعين غسل اليدين بعد السعال أو العطس وبعد الاهتمام من العناية بأحد المرضى، فضلًا عن ضرورة تجنب التواصل مع الآخرين عن قرب حال كنت مصابًا بأعراض مشابهة للإنفلونزا أو الحمى أو البرد، مع ضرورة تجنب البصق في الشارع والتوجه للحصول على الرعاية الصحية حال ظهور أعراض مثل السعال والحمى أو صعوبة في التنفس.