كيف تؤثر لقاحات كورونا على "شديدي الحساسية"؟ دراسة تجيب
وجد فريق من الباحثين أن الغالبية العظمى من متلقي لقاح كورونا من الأشخاص شديدي الحساسية لا يعانون أي رد فعل تحسسي بعد اللقاح.
وأظهرت دراسة جديدة أن رد الفعل التحسسي للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد يحدث بشكل نادر فقط، وذلك حتى بين متلقي اللقاح الذين لديهم تاريخ من المضاعفات الشديدة استجابة للتطعيم أو الأدوية أو مسببات الحساسية الأخرى، وفقاً لموقع "يو بي آي" الأمريكي.
وأضاف الموقع، في تقرير نشره الخميس، أن الباحثين في الدراسة قد نصحوا بأنه مع ذلك فإنه يجب اتخاذ الاحتياطات الخاصة بالتطعيم حتى يحصل أولئك المعرضون لخطر الإصابة بالحساسية عليه بأمان.
وأظهرت البيانات أنه من بين أكثر من 400 مشارك وصفوا بأنهم "شديدو الحساسية"، فإنه لم يكن لدى 98% منهم أي رد فعل تحسسي فوري بعد تلقي اللقاح، فيما كان لدى 6 أشخاص أو أقل من 2% من المشاركين في الدراسة رد فعل تحسسي طفيف، وعانى 3 أشخاص أو أقل من 1% من الحساسية المفرطة.
وأشار الباحثون في الدراسة، التي تم نشر نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن رد الفعل التحسسي، خاصة التفاعلات تجاه لقاح "فايزر- بايونتيك" كانت أعلى من التفاعلات تجاه اللقاحات الأخرى الشائعة الاستخدام، وذلك خاصة بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ من رد الفعل التحسسي.
وتابع الموقع: "ومع ذلك فإن الباحثين قد أكدوا أنه حتى أولئك الذين لديهم تاريخ من رد الفعل التحسسي للقاحات فإنه يجب أن يحصلوا على لقاح كورونا ولكن تحت الإشراف الطبي، وذلك بالنظر إلى الطبيعة المميتة للفيروس".
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بإعطاء لقاح "فايزر-بايونتيك" لـ429 بالغاً لديهم تاريخ من الحساسية، ومن بين المشاركين في الدراسة، كان 68 شخصا أو 16% يعانون من الحساسية تجاه بعض الأطعمة، فيما كان 141 منهم أو 33% لديه حساسية متعددة للأدوية، فيما كان 95 أو 22% من المشاركين يحملون معهم حقنة أدرينالين بشكل روتيني وذلك لاستخدامها كعلاج طارئ للحساسية المفرطة.
ووفقاً للموقع فإنه لضمان إعطاء لقاح كورونا بأمان لهؤلاء المشاركين، وضع الباحثون بروتوكولاً يحدد المرضى المعرضين للخطر، وتثقيفهم بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة باللقاح، وتطلب هذا النهج فترة مراقبة مدتها ساعتان بعد تلقي كل من الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح.
وتابع: "خلال فترة المراقبة التي استمرت ساعتين بعد الجرعة الأولى، عانت 9 نساء من ردود فعل تحسسية، مع تفاعلات حساسية خفيفة وفورية، مثل الطفح الجلدي أو تورم اللسان أو السعال".
وقال الباحثون إن كل هذه التفاعلات تم حلها بعد العلاج بمضادات الهيستامين، فيما ظهرت أعراض تحسسية شديدة على 3 مرضى في غضون 10 إلى 20 دقيقة من أخذ اللقاح، وتم علاجهم بالأدرينالين ومضادات الهيستامين وموسع الشعب الهوائية المستنشق، وذلك لإرخاء العضلات حول مجرى الهواء، والتي يمكن أن تتقلص أثناء التفاعلات التحسسية، ولكن لم يطلب أي من المشاركين الحصول على رعاية في المستشفى، وتعافوا جميعاً بشكل كامل خلال ساعتين إلى 6 ساعات.
وأظهرت البيانات أنه من بين 218 مشاركاً تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح، أصيب أربعة منهم برد فعل تحسسي خفيف تم علاجه خلال فترة المراقبة التي استمرت لمدة ساعتين.