ما مخاطر الحصول على جرعة أكبر من لقاح كورونا؟
سجلت دول عدة تلقي أشخاص بالخطأ جرعات أكبر من لقاح فيروس كورونا مقارنة بالكمية التي حددتها الشركات المصنعة.
وجميع الحالات التي حصلت على جرعات أكبر من لقاح "كوفيد-19" كانت تابعة لشركة فايزر، التي يحتوي لقاحها على مادة وراثية تسمى mRNA (ترمز لبروتين السارس SARS-CoV-2)، إضافة إلى حفنة من المكونات الصيدلانية التي تساعد على استقراره.
ووفقا للجهة المصنعة للقاح فايزر/بيونتك، فإن الجرعة المناسبة من المصل هو 30 ميكروجراما على جرعتين بينهما مدة 21 يومًا.
في التجارب المبكرة لشركة Pfizer فإن الأشخاص الذين تناولوا جرعة أعلى كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن إحمرار أو تورم في موقع الحقن وألم شديد من المشاركين الذين تلقوا جرعات أقل.
في 5 ديسمبر/كانون الأول، كشفت السلطات الألمانية تلقي 8 عمال في دار رعاية المسنين في مدينة شترالسوند، جرعة زائدة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا تقدر بـ5 أضعاف المقررة.
وخلال فبراير/شباط، أعلنت الحكومة الأسترالية تلقي 2 من المقيمين في دار رعاية المسنين بالخطأً جرعة أعلى من الموصى بها من لقاح فايزر، لكن لم تظهر عليهما أي علامات أو رد فعل سلبي على الإطلاق.
هامش الأمان
طمأن عدد من الأطباء متلقي لقاح "كوفيد-19" أو من ينتظرون دورهم بأن زيادة جرعة اللقاح عن المقررة لن تؤذي، وإن كان الأفضل عدم المخاطرة.
في التجارب الأولية للقاح فايزر، تم إعطاء جرعات تصل إلى 100 ميكروجرام للمشاركين دون آثار جانبية خطيرة.
وكشفت الجهة المصنعة عن إعطاء المشاركين الآخرين في تلك التجارب المبكرة جرعة 10 ميكروجرامات أو 30 ميكروجراما جرعة أو دواء وهمي، ثم وازن الباحثون معدل فعالية الدواء مقابل احتمال حدوث حدث ضار، قبل تحديد جرعة اللقاح المثلى.
ونقل موقع "ABC NEWS" عن أستاذ الطب بجامعة كوينزلاند الأسترالية بول جريفين، قوله: "هناك هامش أمان مرتفع جدًا مع كميات الجرعات المستخدمة في التجارب السريرية".
وأضاف: "نستخدم جرعات أعلى بمئات المرات في دراسات المخدرات على الحيوانات، ونستخدم مجموعة متنوعة من الجرعات في التجارب البشرية المبكرة للتأكد من حصولنا على الجرعة الصحيحة".
وتابع: "نحن نختبر دائمًا جرعات أعلى مما نستخدمه في النهاية حتى نكون واثقين من هامش الأمان في اللقاحات التي نستخدمها".
وعن الآثار الجانبية التي عانى منها من تناولوا جرعة أعلى من اللقاح خلال التجارب السريرية، قال البروفيسور جريفين إن "هؤلاء لديهم فرصة أكبر لتجربة التأثيرات الجهازية مثل الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا".
هل هناك خطر في الحصول على جرعة أعلى من اللقاح؟
قبل أكثر من شهرين تلقى عمال ألمان بالخطأ جرعة أكبر 5 مرات من المقررة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، ونقلوا عددا منهم إلى المستشفى بعد ظهور أعراض تشبه الإنفلونزا عليهم، لكن جميعهم تعافوا دون أي آثار ضارة.
إذن ما مخاطر تلقى السكان 4 أضعاف الجرعة الموصى بها البالغة 30 ميكروجراما؟ أي يتم إعطاؤهم 120 ميكروجراما من اللقاح، وهي جرعة أكثر من تلك التي اختبرتها شركة فايزر في تجاربها الأولية.
أجابت كاساندرا بيري، أستاذة علم المناعة بجامعة مردوخ الأسترالية: "في هذه الحالة سيحصل السكان على المزيد من (الرنا المرسال) المخطط الجيني لبروتين السارس- CoV-2".
ونقل موقع "ABC NEWS" عن بيري قولها: "قد لا يكون هذا بالضرورة أمرًا سيئًا. الجرعة الأكبر قد تعمل بشكل أفضل من الجرعة المثلى البالغة 30 ميكروجرام".
وتابعت: "سيكون هناك المزيد من البروتين المصنوع"، مشيرة إلى أن "الجسم معتاد على تحضير الكثير من mRNA إلى بروتين كل يوم".
بينما رأى البروفيسور جريفين أنه "بالحكم على جرعة اللقاح الخاطئة التي تلقاها البعض، فإن احتمال التأثير السيئ كان لحسن الحظ منخفض للغاية".
وقال: "ليس من المرجح أن تظهر آثار جانبية سلبية على كبار السن الذين تلقوا جرعات أعلى من نظرائهم الأصغر سنًا".
بينما كان من الصعب تحديد مقدار لقاح فايزر الذي يجب أن يعطيه الشخص حتى يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، وقال البروفيسور جريفين إنه "سيكون"أعلى بكثي" من 120 ميكروجراما".
وأضاف: "يمكننا أن نتوقع بشكل معقول أنه لن تكون هناك آثارا سلبية إضافية من هذه الجرعة. لمن تلقوا جرعة أكبر نا لم يحدث لهم شيء وكانوا على ما يرام".
ورأى جريفين أن إعطاء كبار السن جرعات أكبر من اللقاح أمر قياسي أيضًا، مضيفا: "نعلم أنه من خلال بعض اللقاحات، يستجيب كبار السن بالفعل ويطورون مناعة أقل قليلاً من الأشخاص الذين ليسوا كذلك. بالنسبة للإنفلونزا لدينا لقاح للأشخاص المصابين كبار السن بجرعات أعلى لهذا الموسم".
لماذا لا نحصل على جرعات أكبر من اللقاح؟
إذا كانت جرعة أكبر من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد تعمل بشكل أفضل، فلماذا لا يحصل جميع السكان عليها؟
أجاب أستاذ الطب بجامعة كوينزلاند الأسترالية: " نظرًا لأن النتائج لا تزال تظهر أن جرعة 30mcg مع جرعة معززة ثانية 30mcg هي الجرعة المثلى".
هناك أيضًا حقيقة أن البشر يواجهون جائحة عالمية تتطلب تطعيم أغلب السكان.
وعلقت البروفيسور بيري: "ماذا يحدث عندما تكون هناك أزمة ويكون هناك مخزونا محدودا من اللقاح؟ إن الهيئات التنظيمية والحكومات تدخل في استراتيجية تقليل الجرعة".
وأضافت: "إذا أعطينا الناس جرعة أعلى فقد نفدنا من قاعدة إمداد التصنيع".
في الجولة الأولى من تجارب عقاقير فايزر السريرية، لم يتم إعطاء المشاركين الذين تلقوا جرعة 100mcg جرعة ثانية من 100mcg.
لكن البروفيسور بيري قالت إنه "حتى لو تناولت جرعة أولى أعلى، فستظل بحاجة إلى جرعة ثانية".
وأضافت: "أنت بالتأكيد بحاجة إلى حقنة معززة لتهيئة الخلايا لصنع الجسم المضاد للحماية من الفيروس".
وشرحت: "الجسم المضاد هو ما يطفو في دمك والذي من شأنه أن يرتبط ببروتين الفيروس، إذا كنت ستراه في الحياة الواقعية، وهو يعمل على تحييد الفيروس".
جرعة ثالثة
وأعلنت شركة فايزر دراسة إعطاء جرعة ثالثة معززة بين الأشخاص الذين تلقوا جرعاتيها الأولى والثانية من اللقاح المضاد لفيروس "كوفيد-19" منذ أكثر من 6 أشهر.
وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، لموقع "NBC News": "رغم فعالية 95% في الوقاية من عدوى فيروس كورونا بعد جرعتين من لقاحها، فإننا نرى الآن ما يمكن أن تفعله جرعة ثالثة".
وأضاف: "الأمل في جرعة ثالثة تعزز الاستجابة المناعية بشكل أكبر ما يوفر حماية أفضل ضد المتغيرات. نعتقد أن الجرعة الثالثة سترفع استجابة الجسم المضاد من 10 إلى 20 ضعفًا".
تراقب الدراسة الجديدة سلامة وفعالية جرعة ثالثة في فئتين عمريتين: أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا.
يأتي المشاركون من مجموعة من الأشخاص الذين كانوا من بين أول من تلقوا لقاح Pfizer-BioNTech: الأشخاص الذي تطوع في المرحلة الأولى من التجربة السريرية لشركة فايزر 1/2، والتي بدأت في مايو.
خلال تلك التجربة، تلقى المشاركون جرعتين من اللقاح بفاصل 3 أسابيع. من المقرر أن تكون الجرعة الثالثة مطابقة تمامًا لما حصل عليه المشاركون قبل عام.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز