لقاحات كورونا.. متى تبدأ حملة تطعيم الأطفال؟
استُثنيت فئة الأطفال من حملة التطعيم التاريخية ضد فيروس كورونا لعدم توفر بيانات دقيقة عن صحة استخدام اللقاحات لهم، لكن متى يمكن تحصينهم؟.
بعد إثبات فاعلية لقاحات كورونا المعتمدة للاستخدام الطارئ للبالغين، بدأت تجارب اختبار الأمصال على الأطفال طبقا لاستراتيجية تخفيف العمر.
وتكمن أهمية هذه التجارب السريرية في توفير بيانات دقيقة عن فاعلية هذه اللقاحات مع من هم دون 18 عاما، وإذا سارت الاختبارات بسلاسة على الأطفال أكبر من 12 عاما فمن المتوقع أن تمتد لتشمل فئات أصغر سنا.
شركات الأدوية التي اهتمت باختبار اللقاحات على الأطفال الأصغر سناً، بالتحديد من 12 حتى 15 عاما، منها فايزر Pfizer وموديرنا Moderna واسترازينكا AstraZeneca وجونسون Johnson & Johnson.
بشكل عام، الأطفال ليسوا معرضين لخطر "كوفيد-19" الشديد، ومعظم الإصابات تكون التهابات خفيفة أو حتى بدون أعراض.
وفي بعض الحالات النادرة جدًا، يمكن للمرضى الصغار أن يصابوا بمضاعفات تسمى "متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة" MIS-C، ويمكن علاجها في المستشفى.
التجارب السريرية
يعتمد مدى توفر اللقاحات للأطفال على المدة التي تستغرقها التجارب السريرية وعملية المراجعة من إدارات الغذاء والدواء بكل دولة.
ووفقا للسيناريو الأكثر تفاؤلاً، يمكن أن يكون اللقاح متاحًا لأعداد كبيرة من الأطفال، خاصة من هم فوق 12 عاما، خلال الخريف المقبل، بعد انطلاق عمليات اختبار خلال شهري يناير وفبراير.
شركة موديرنا، التي بدأت في ديسمبر اختبار لقاحها على الأطفال، أعلنت أنها تواجه مشكلة في تجنيد عدد كافٍ من المشاركين في تجربتها للمراهقين، إذ سجلت 800 فقط من 3000 طفل خطط لاختبار اللقاح عليه.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة إنه "رغم أن Moderna ستبدأ تجارب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلى 11 عامًا، فإنها لا تتوقع أن تظهر النتائج قبل عام 2022".
أما شركة فايزر، فأنهت تسجيل المراهقين المقرر تجربة اللقاح عليهم في دراسة تعد امتدادا لتلك المستخدمة لدعم ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح لدى الأشخاص من سن 16 وما فوق.
ونقلت شبكة CNBC عن الشركة قولها إن "الدراسة سجلت 2259 طفلاً وستجرى الاختبارات على فئة تتراوح أعمارها بين 12 و15 عامًا، وتتوقع أن تكون النتائج جاهزة في النصف الأول من عام 2021".
شركة "جونسون آند جونسون" كشفت أنها تجري مناقشات مع المسؤولين حول تضمين الأطفال في خطتها للتجارب السريرية المتقدمة.
وأشارت إلى أن نفس التكنولوجيا التي تستخدمها للقاح "كوفيد-19" قد تم استخدامها في اللقاحات المعطاة لأكثر من 200000 شخص، بما في ذلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والرضع والأطفال والبالغين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والحوامل.
أما شركة أسترازينكا، التي طورت لقاحها بالتعاون من جامعة أكسفورد، قالت إنها تخطط لمواصلة التجارب في المملكة المتحدة في بروتوكول جديد للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا خلال الأشهر المقبلة.
وتسعى التجربة إلى تجنيد 300 متطوع تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا، منهم 240 يتلقون لقاح "كوفيد-"19 والباقي لقاحا مضادا لالتهاب السحايا.
نتائج الاختبارات
نقلت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية عن كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي، قوله إنه يتوقع أن تتم الموافقة على تطعيم الفئة العمرية التي تتراوح من 12 إلى 15 عامًا بحلول أواخر الربيع أو أوائل الصيف.
وذكر أن هذا يعتمد على الجدول الزمني لتجارب سلامة اللقاح التي تجري على الفئات العمرية، مضيفا: "نحن في طور بدء التجارب السريرية فيما نسميه خفض التصعيد في العمر، حيث تجري تجربة سريرية مع أشخاص من 16 إلى 12 ثم من 12 إلى 9 ثم من 9 إلى 6 سنوات".
بينما توقعت تينا هارتيرت من فاندربيلت، التي تقود دراسة حول إصابة الأطفال بفيروس "كوفيد-19"، أن تستغرق الموافقة على تلقيح الأطفال وقتا أطول من تلك التي شهدتها عملية "استخدام الطوارئ" لعدة أسباب.
وقالت: "صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأنها تريد رؤية المزيد من بيانات السلامة خلال أكثر من 6 أشهر اعتمادًا على حداثة تكنولوجيا اللقاح، وهذا يختلف عما سبق خلال الاستخدام في حالات الطوارئ حيث استغرق شهرين فقط".
مناعة القطيع
من أهم أسباب تضمين الأطفال في حملة التطعيم التاريخية هي الوصول إلى ما يسمى بـ"مناعة القطيع"، وحماية أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على التطعيم مثل الرضع.
قال جيف جربر، طبيب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن السبب الرئيسي لتطعيم الأطفال على نطاق واسع هو تقليل انتشار فيروس "كوفيد-19"، الذي من المتوقع أن يتفاقم بمجرد فتح المدارس وإعادة الطلاب مع عدم تحصينهم بلقاحات كورونا.
جيسون نيولاند، طبيب الأطفال في جامعة واشنطن، قال إنه "إذا أعيد فتح المباني المدرسية فبالتأكيد ستستضيف تجمعات كبيرة من الأشخاص غير المطعمين، ويمكن للأطفال إحضار الفيروس من المدرسة إلى المنزل حتى لو لم تكن لديهم أعراض".
وأضاف: "الأطفال عندما يحضرون الفيروس من المدرسة فقد ينقلوه إلى شخص كبير في السن أو من أصحاب الأمراض المزمنة لم يتم تطعيمه بعد، ما يزيد امور سوءا".
وذكرت الدكتورة كريستين موفيت، اختصاصية الأمراض المعدية في مستشفى بوسطن للأطفال، أن "تحقيق مستوي المناعة المطلوب للسيطرة على هذا الوباء سيكون أكثر صعوبة إذا كان 25% من سكاننا غير مؤهلين للتلقيح"، في إشارة إلى الأطفال.
حسب بيانات جمعتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعية مستشفيات الأطفال، فإن ما يقرب من 2.9 مليون طفل أمريكي أصيبوا بالفيروس منذ بداية الوباء، وهو ما يمثل 12.9% من جميع الحالات في الولايات المتحدة.
مصل واعد للأطفال
كشفت وسائل إعلام حكومية صينية تفاصيل جديدة عن لقاح مضاد لكورونا طورته مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية، إحدى أذرع شركة سينوفارم.
وقالت تقارير إن اللقاح آمن على الأطفال والقصّر في الفئة العمرية بين 3 أعوام و17 عاما، على أساس بيانات سريرية حصلت عليها الشركة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن رئيس المجموعة يانغ شياو مينغ، قوله: "يتعين الإشارة إلى ضرورة المتابعة بعناية وعن كثب للأطفال بين ثلاثة وخمسة أعوام أثناء التطعيم لأن نظامهم المناعي لا يزال في طور النمو"، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
وطورت المجموعة لقاحين مضادين "كوفيد-19" في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وحصلا على تصريح بالاستخدام الطارئ ويجري إعطاؤهما لمجموعات محدودة تضم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وأجيز أيضا لقاح مرشح من شركة سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية للاستخدام الطارئ.
ولم يتضح أي لقاح من لقاحي المجموعة هو الذي أشار إليه "يانغ" في تصريحاته حول التجارب السريرية على الأطفال والقُصر.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز