بايدن يدرج الأطفال في "خطة الإنقاذ".. إعادة فتح المدارس وإعفاء ضريبي
شغل الأطفال جزءا مهما من خطة الرئيس المنتخب جو بايدن لإنقاذ الولايات المتحدة من الأزمات الصحية والاقتصادية التي مرت بها الفترة الماضية.
ويستعد الرئيس الجديد للولايات المتحدة، الذي يحمل رقم 46، لإنقاذ بلاده بـ"خطة إغاثة طارئة" تشمل عدة نقاط أبرزها التحرك بقوة لتغيير مسار أزمة (كوفيد-19)، وإعادة فتح معظم المدارس، والتوسع الكبير في الإعفاءات الضريبية للأطفال والعاملين ذوي الدخل المنخفض.
كانت المدارس الأمريكية أغلقت أبوابها في معظم الولايات بعد فترة وجيزة من استقبال الطلاب؛ خوفا من التفشي الكبير لفيروس كورونا.
ووصف القائمون على العملية التعليمية في الولايات المتحدة إغلاق المدارس خلال الوباء بـ"المشكلة الكبيرة"، رغم محاولة العديد من الولايات والمدن إبقائها مفتوحة حتى مع ارتفاع أعداد الإصابة بكورونا.
بينما لا يزال العلماء يحاولون معرفة عدد الأطفال والمراهقين الذين ينشرون الفيروس بالضبط، فمن الواضح أنه عندما يكون انتقال الفيروس مرتفعا يصعب إبقاء المدارس مفتوحة، لهذا السبب يجب أن تسير إعادة فتح المدارس جنبًا إلى جنب مع احتواء انتشار الفيروس.
إعادة فتح المدارس بأمان
تضمنت رؤية بايدن لإصلاح الوضع المتهالك في الولايات المتحدة والتي طرحها بعنوان "خطة الإنقاذ الأمريكية"، إعادة فتح معظم المدارس بأمان بحلول نهاية أول 100 يوم من الإدارة الجديدة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الرئيس المنتخب حرصه على إعادة الأطفال لمقاعد الدراسة، لذا تضمنت خطته بندا مهما لتوفير 130 مليار دولار لإعادة فتح معظم المدارس بأمان.
ويهدف هذا المبلغ لإعادة فتح معظم المدارس خاصة من التعليم الأساسي إلى الصف الثاني عشر، ودفع النفقات المرتبطة بالتخفيف من انتشار الفيروس داخل المدارس، مثل تحسين أنظمة التهوية.
ورغم أن بايدن قال إنه يريد فتح غالبية المدارس، فإنه لا يوجد إحصاء فيدرالي لعدد المدارس المفتوحة حتى الآن، وتشير بعض الأبحاث إلى أن معظمها قد يعرض خيارات شخصية بالفعل.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن التكلفة الكاملة للخطة تقدر بنحو 1.9 تريليون دولار، بينها 400 مليار دولار مخصصة لمكافحة الوباء، والباقي يركز على الإغاثة الاقتصادية.
وقال بايدن: "سنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على سلامة معلمينا وطلابنا، وإعادة فتح غالبية مدارسنا، بأمان بحلول نهاية المائة يوم الأولى".
ودعا إلى تزويد المدارس بإرشادات واضحة حول إعادة الفتح بأمان، والموارد مثل الاختبارات الموسعة، والصرف الصحي الإضافي، مع فتح فصول أصغر تتمتع بأنظمة تهوية أفضل.
إضافة إلى ذلك، يتم توفير 50 مليار دولار لتوسيع نطاق الاختبار، ويشمل تمويلًا لشراء الاختبارات السريعة وزيادة سعة المختبر ودعم الاختبارات المنتظمة في المدارس.
إعفاءات ضريبية للأطفال
يسعى الرئيس المنتخب، عبر خطته الطموحة، إلى تقديم إغاثة فورية للأسر العاملة التي تتحمل وطأة هذه الأزمة عن طريق إرسال شيكات لكل شخص بقيمة 1400 دولار للأسر في جميع أنحاء أمريكا، مع توفير السكن المباشر والمساعدة الغذائية.
وتشمل الخطة توسع الوصول إلى رعاية الأطفال الآمنة والموثوقة والرعاية الصحية المعقولة التكلفة، مع التوسع المؤقت للإعفاءات الضريبية للأطفال ورعاية الأطفال، ومساعدة مقدمي رعاية الأطفال، وتعزيز مزايا البطالة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتوسيع نطاق التأمين ضد البطالة.
وتوسع خطة بايدن الإعفاء الضريبي للأطفال إلى 3600 دولار سنويًا لكل طفل دون 6 سنوات، إضافة إلى 3000 دولار سنويًا للأطفال دون 17 عامًا، لتصبح العائلات التي لا تكسب ما يكفي من المال للوفاء بضرائب الدخل الفيدرالية مؤهلة للحصول على أقصى فائدة.
قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن مصفوفة الإنفاق في خطة بايدن تخفض معدل فقر الأطفال إلى النصف لتصل إلى 6.6%، وهو أدنى مستوى على الإطلاق يعتمد على السجلات التي تعود إلى عام 1967، وفقًا لتقديرات الباحثين في جامعة كولومبيا.
وعلق زاك بارولين، أحد الباحثين في جامعة كولومبيا: "انتشال ملايين الأسر من براثن الفقر حتى لمدة عام واحد يمكن أن يكون له عواقب مفيدة على المدى الطويل للأطفال المتضررين".
هناك أيضًا احتمال أن تؤدي خطة بايدن إلى تغييرات دائمة في شبكة الأمان الاجتماعي، من خلال جعل الائتمان الضريبي للأطفال قابلاً للاسترداد بالكامل مؤقتًا.
وقالت ميليسا كيرني، الخبيرة الاقتصادية في جامعة ميريلاند: "إنه سؤال منطقي لماذا لم يتم عمل المزيد في هذا الشأن سابقًا؟ ربما استغرق هذا الوباء لجعل المعاناة الاقتصادية للأسر الفقيرة والتكلفة الأخلاقية والاقتصادية لذلك واضحة بشكل صارخ".
