بالصور.. دروس الفروسية لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد في مصر
بعد أن تطبع قبلة على أنف الحصان، لا تستطيع "آية" إخفاء فرحتها عندما يبدأ في الركض بخفة بعد أن تبوأت مقعدها على ظهره.
تعاني الصبية المصرية من الحالة المعروفة طبيا باسم التوحد، وعندما التجأت عائلتها إلى الأطباء أوصوها بالرياضة.
بعد تشخيص حالتها للمرة الأولى، رأى الأطباء والمتخصصون أن الرياضة وسيلة فعالة لإحداث التعديلات السلوكية والعصبية المطلوبة. وقالت والدتها خلال التدريب إن حالتها تحسنت بشكل ملحوظ بعد اكتشاف ركوب الخيل كوسيلة علاجية وهي في سن الثانية عشرة.
وقالت والدتها خديجة محمد: "طبعا لما سألت الدكتور بالنسبة لآية وبالنسبة لي طبيعة الحياة نصحنا بالرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة.. وطبعا إحنا بدينا سباحة من 8 سنوات.. بدأنا الفروسية من سن 12 سنة.. قال لي إن الفروسية حساباتها أكثر لأن الفروسية تكون على كائن حي بتساعد على الانتباه والتركيز لأنها بتكون منتبهة معظم الوقت وهي على الخيل".
وأضافت "التعامل بتاع الولاد مع الخيل له تأثير إيجابي جدا.. الخيل كأنها بتفهمهم.. كأنها حاسة بالحاجة اللي هما مش لاقيينها بره (في الخارج).. إللي هو صديق".
ينطبق الشيء نفسه على محمود، الذي يعاني من متلازمة داون، وأصبح أخيرا يستمتع بالرياضة بعد أن كان دائم الشكوى من التدريبات، على حد قول والدته.
وقالت منار منير والدة محمود "قبل كده مكانش بيحب (لم يكن يحب) يروح تدريبات كان... يقول مش عايز أروح... مكانش عنده أي صبر أو أي مرونة لأي حاجة دلوقتي (الآن) بيحب يروح الفروسية حتى لو بدري مع إنه مش بيحب يصحى بدري... إحنا ما صدقنا انه هو يحب حاجة معينة".
تستمتع آية ومحمود بوقتهما في "نادي الجزيرة للفروسية"، وهو ناد لركوب الخيل بحي الزمالك في القاهرة يقدم دروسا وتدريبات للأطفال الذين يعانون من ظروف صحية تتعلق بنمو الجهاز العصبي.
وقال مدرب الفروسية هاني مجدي إن الدروس صممت بأسلوب يلبي احتياجات الأطفال، مع توفير الخيول الهادئة والمدربة تدريبا جيدا فضلا عن إمكانية مشاركتهم في بطولات خاصة.
استمر العمل في المشروع على مدى عامين، وتحول الحلم إلى حقيقة واقعة قبل 3 أشهر فقط.
تستوعب الدورة 25 طالبا، من جميع الأعمار ولا يزيد العدد في كل فصل عن 5 من الفرسان الصغار.
وقال المدرب مجدي هاني "نادي الجزيرة للفروسية بدأ يشتغل مع ذوي الهمم بسميهم طبعا ذوي الاحتياجات الخاصة. عندنا الحمد لله فرسان كويسين أوي ولما درسنا الموضوع لقينا الفروسية وهي العلاقة ما بين الفارس والحصان لها تأثير إيجابي جدا على ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم من ناحية أنها بتساعدهم في حاجات كتير في يومهم".
وأضاف "الفارس ذو الاحتياجات الخاصة (له) خيل خاص هادي جدا وعارف طريقه.. خيل يكون معندوش مشاكل وليهم بطولات خاصة بهم".
يقول الآباء والأمهات، وهم يهتفون مشجعين الأطفال، إنهم لاحظوا تحسنا كبيرا منذ أن بدأ أبناؤهم في ركوب الخيل، بما في ذلك مهارات التركيز.
وفي العام الماضي، أشارت دراسة صغيرة نشرتها مجلة "حدود في علم البيطرة" العلمية، إلى أن الجمع بين رياضة ركوب الخيل والأنشطة التي تهدف للمساعدة في بناء الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات من بينها التوحد ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.
ويبدو أن الجمع بين النهجين على مدى عدة أشهر يؤدي إلى تحسن يمكن قياسه في المهارة والتنسيق والقوة، حسبما أفاد الباحثون.
لكن نتائج الدراسة كانت أولية، وأوصى المؤلفون بأن هناك حاجة لإجراء بحوث على نطاق أوسع حول هذا الموضوع.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز