لقاح كورونا والحمل.. هل يسبب العقم أو الإجهاض؟
هل لقاحات كورونا آمنة للحوامل؟ سؤال طرحه كثيرون بعد تداول شائعات عن تسببه في حالات إجهاض وانتشار العديد من الروايات الخاطئة بشأنه.
ورغم عدم اختبار اللقاحات المصرح بها عالميا لمعرفة تأثيرها على النساء الحوامل، فإن العلماء يقولون إن اللقاحات آمنة على الأرجح.
ومع تحذير الأطباء من خطورة إصابة الحوامل بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ووجود أدلة قوية تؤكد أن الحمل يزيد من خطر الإصابة بالفيروس الشديد، يرى الخبراء أن الحوامل بحاجة إلى الحماية أكثر من البالغين الأصحاء.
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على المعلومات الخاطئة والمغلوطة بشأن تطعيم الحوامل بلقاحات كورونا، وأبرز المعلومات الطبية في هذا الإطار.
معلومات خاطئة
تنتشر الروايات الخاطئة والقصص السلبية التي أعقبت تطعيم الحوامل ضد الفيروس التاجي على الإنترنت بشكل شائع كدليل على أن اللقاحات ليست آمنة، لكن الخبراء يحذرون من وضع افتراضات حول أي حدث واحد دون معرفة التاريخ الطبي للشخص.
تضمنت إحدى الحالات البارزة عاملة رعاية صحية في ولاية ويسكونسن الأمريكية، شاركت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تلقت التطعيم وهي في الأسبوع 14 من الحمل، وبعد بضعة أيام أعلنت أنها أجهضت.
في غضون ساعات، انتشرت لقطات من منشوراتها على الإنترنت مع تحذير من لقاحات كورونا للحوامل دون دليل على أن ما حدث لها كان نتيجة التطعيم.
ويحذر الخبراء من استخلاص مثل هذه الاستنتاجات من التقارير الفردية، معتبرين أن "بدون مزيد من الدراسة لا توجد طريقة لتحديد ما إذا كان حدث ضار معين مرتبطًا باللقاح".
ونقل موقع "بولايت فاكت" PolitiFact عن الدكتورة جيتا سوامي، نائب الرئيس المساعد للأبحاث في جامعة ديوك وعضو فرق الخبراء في "كوفيد-19"، قولها إن "من 20 إلى 30% من جميع حالات الحمل تنتهي بالإجهاض، مع زيادة المعدل بتقدم عمر الأم".
وأضافت سوامي: "أي شخص عانى من إجهاض بعد التطعيم يجب أن يسعى للحصول على رعاية طبية، لتقييم الأسباب وعدم محاولة افتراض أن أي حدث أو التعرض كان سببيًا".
شائعة العقم
تضمنت المعلومات الخاطئة الأخرى ادعاءات كاذبة قالت إن اللقاحات القائمة على تقنية "الرنا المرسال" mRNA تسبب العقم عند النساء، لكن الخبراء رفضوا المنطق العلمي وراء هذه الادعاءات.
وقال الأطباء إن أسطورة العقم هي مجرد أحد الأسباب العديدة التي تجعل النساء مترددات، مع وجود مخاوف عامة لدى الآخرين بشأن اللقاح، خاضة أن التجارب المبكرة لم تشمل الحوامل، ما يؤدي إلى تضارب الإرشادات من السلطات الصحية.
وعلق فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة: "هناك قصص على الإنترنت حول كيف يمكن أن يؤدي التطعيم إلى العقم. لا يوجد شيء على الإطلاق لذلك".
القلق من احتمالية تسبب أمصال mRNA في العقم يستند إلى أنه "يهيئ الجهاز المناعي لمهاجمة بروتين في المشيمة عن طريق الخطأ يُعرف باسم syncytin-1، يُزعم أنه مشابه في هيكله لبروتين ارتفاع الفيروس التاجي".
وعلقت عالمة المناعة في كلية الطب في جامعة ييل أكيكو إيواساكي: "هذا التأكيد الخاطئ يخلق عاصفة من الارتباك والخوف بين النساء".
لذا شرعت الأستاذة وفريقها في اختبار هذه الفكرة بطريقتين مختلفتين.
أولاً: قارنوا بين بروتين ارتفاع الفيروس التاجي وsyncytin-1 من المشيمة، ووجدوا "تداخلًا ضئيلًا للغاية".
ثانيًا: درسوا تفاعل 3000 بروتين أو نحو ذلك مختلف في البشر للأجسام المضادة التي تكونت نتيجة لعدوى طبيعية أو لقاح. بالنسبة لـ syncytin-1 لم يجدوا شيئًا.
وعلقت إيواساكي: "لا توجد أرضية علمية لفكرة العقم. هذا غير منطقي".
المخاطر على الحمل
هناك دليل قوي على أن الحمل يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد، لذا يفضل الخبراء أن يجري تطعيمهن، كونهن بحاجة إلى الحماية أكثر من البالغين الأصحاء.
وتشير التقديرات إلى أن مريضات "كوفيد-19" الحوامل أكثر عرضة بـ5 أضعاف للحاجة إلى العناية المركزة أو جهاز التنفس الصناعي مقارنة بأولئك غير الحوامل.
أيضا تشير إلى أن الحوامل أكثر عرضة للوفاة من COVID-19 من غير الحوامل المصابات بالمرض في نفس العمر.
أيضا يؤدي الإصابة الشديدة بالفيروس التاجي إلى زيادة مخاطر الحمل الأخرى، مثل الولادة المبكرة والولادة القيصرية واضطرابات ارتفاع ضغط الدم ونزيف ما بعد الولادة، وفقًا لبيانات المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية.
في إحدى الدراسات التي نُشرت في دورية "جاما للطب الباطني" JAMA Internal Medicine خلال شهر يناير، قيم الباحثون أكثر من 406.000 امرأة أنجبت في الفترة بين أبريل ونوفمبر 2020.
ووجدت الدراسة أن المصابين بكورونا لديهم معدل أعلى بكثير من المضاعفات الرئيسية، بما في ذلك الولادة المبكرة وتسمم الحمل وأحداث الجلطة والموت.
بينما قالت الدكتورة سو تشاندرا، أخصائية الأجنة والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ألبرتا، إن "على الرغم من أن معظم الحوامل لن يعانين من نتائج خطيرة إذا أصبن بكورونا، فإنهن أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى أو العناية المركزة مقارنة بالأشخاص الآخرين في نفس العمر".
وأضافت أن "الملاحظات أثناء الوباء أظهرت أن الحوامل الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا أو يعانون من زيادة الوزن أو الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو مشاكل القلب والرئة الموجودة مسبقًا، هم أكثر عرضة لخطر النتائج الشديدة".
فيما يتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها الجنين، قالت إن المعلومات الحالية تشير إلى أن خطر نقل الأم المصابة بكورونا الفيروس التاجي إلى الطفل منخفض للغاية، ولا يوجد حتى الآن دليل على وجود علاقة مع العيوب الخلقية".
وتابعت: "مع ذلك يبدو أن الفيروس يزيد من مخاطر مضاعفات الولادة، بما في ذلك زيادة مخاطر الولادات المبكرة والقيود المحتملة على نمو الجنين".
سلامة اللقاحات
لم تشمل التجارب السريرية للقاحات كورونا الحوامل، ولا تتوفر بيانات قاطعة كافية للعلماء ليؤكدوا أن اللقاحات آمنة بالنسبة لهم.
لكن وفقا لتعليقات الخبراء فإن ما يعرفونه حتى الآن يعتمد بشكل كبير على مراقبة النساء الحوامل الملقحات، ويبدو أنه يؤكد سلامة اللقاحات.
الدكتور أنتوني فوسي، رئيس قسم الأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة ومستشار البيت الأبيض، قال في إيجاز للصحفيين، إن الباحثين لم يروا "إشارات حمراء" حتى الآن من 20 ألف امرأة حامل يشاركن في جهود تتبع فيدرالية.
منظمة الصحة العالمية أوصت بعدم استخدام لقاح mRNA في النساء الحوامل إلا إذا كانت الفائدة التي تعود على الشخص تفوق مخاطر اللقاح المحتملة، مع نصائح بحديث النساء مع أطبائهن لمعرفة ذلك.
وعلق الدكتور آبي كورديك، الأستاذ المساعد في المركز الطبي بجامعة شيكاغو الأمريكية، أن "صحيح البيانات ضعيفة حتى الآن، لكن بناءً على طريقة عملها، لم أر أي دليل يظهر أنه سيكون هناك خطر متزايد على الحامل أو الجنين".
الدكتورة سو تشاندرا، أخصائية الأجنة والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ألبرتا، قالت إن العوامل التي يجب على الحامل أخذها في الاعتبار عند التفكير في التطعيم ضد "كوفيد-19" تشمل:
- معدلات الإصابة بكورونا في مجتمعها.
- احتمال تعرضها الشخصي للإصابة بالفيروس (هل تعمل من المنزل؟ مع الجمهور؟ في الرعاية الصحية؟ وهكذا).
- عوامل الخطر الأخرى للحامل، بما في ذلك العمر والوزن والحالات الصحية الأساسية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز