لقاحان جديدان يواجهان كورونا بـ"سعر منخفض" ومزايا أكبر
عند مقارنة لقاحي "موديرنا" و"فايزر" مع لقاحات "استرازينكا" و"سبوتنيك 5" و"سيونوفاك"، تثار مشكلة السعر المرتفع للقاحين الأمريكيين.
ولكن على ما يبدو هناك لقاحان أمريكيان آخران للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) سيحلان هذه المشكلة، ليجدا فرصة للتسويق بالدول النامية والفقيرة، وهما لقاح تطوره شركة "نوفافكس"، الذي وصل للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، والآخر لا يزال في مرحلة التجارب الحيوانية بجامعة ستانفورد.
وبينما يعتمد لقاحا "موديرنا" و"فايزر" على تقنية الحمض النووي الريبي، وهي تقنية تستخدم لأول مره في العالم، فإن لقاحا "نوفافاكس" و"ستنافورد"، يستخدمان تقنية قديمة لها تاريخ في إنتاج اللقاحات، وهي تقنية الجسيمات النانوية.
وتقنية الجسيمات النانوية تعتمد على استخدام جزيئات نانوية من أحد البروتينات غير الضارة، مرصعة بنفس البروتينات التي تشكل النتوءات المميزة لسطح فيروس كورونا، وهي التي تسهل العدوى عن طريق الربط مع الخلية المضيفة وإنشاء ممر للجينوم الفيروسي للدخول واختطاف آلية الخلية لإنتاج المزيد من الفيروسات.
ويختلف البروتين المستخدم في إعداد الجزيئات النانونية من لقاح لآخر، حيث يستخدم لقاح ستانفورد بروتين يسمى (الفيريتين)، وهو بروتين يحتوي على الحديد، وتم اختباره سابقًا على البشر، بينما يستخدم لقاح (نوفافكس) بروتين مخلق معمليا.
وفي المقابل، يستخدم لقاحا "موديرنا" و "فايزر" معلومات وراثية (mRNA) تسمح لخلايا الجسم بإنتاج البروتين الفيروسي في "سيتوبلازم" الخلايا، ثم عرضها لجهاز المناعة حتى يتم تدريبه والتعرف عليه وبناء ذاكرة مناعية ضد الفيروس.
وتتيح طريقة "موديرنا" و"فايزر" سرعة في الإنتاج، لكنها مكلفة في التصنيع، مما ينعكس على السعر المرتفع، كما أن فعالية اللقاحين تأتي من خلال الحصول على جرعتين، ويحتاجان للتخزين عند درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهذه درجة تحتاج لمبردات لا تتوفر إلا في الدول الغنية.
وأتاحت سرعة الإنتاج لهذين اللقاحين تصدر حملات التلقيح، لاسيما في الدول الغنية، بينما لا يزال لقاحا "نوفافاكس" و"ستانفورد" في مرحلة التجارب، حيث أن طريقة تصنيعهما تأخذ وقتا أطول في الإنتاج، لكنها تعطي المناعة من جرعة واحدة، ويكون سعر اللقاح المصنع باستخدامها منخفضا، ويمكن تخزينه في درجة حرارة الثلاجة العادية.
ووصل لقاح نوفافاكس إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وبدأت هذه التجارب في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بمشاركة المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أمريكا.
وتستهدف هذه التجارب السريرية، وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع بدء التجارب، حوالي 30 ألف شخص في حوالي 115 موقعاً في الولايات المتحدة والمكسيك.
وكانت البيانات المبكرة من التجارب السريرية قد أظهرت نجاحه في إنتاج استجابة مناعية واعدة ضد الفيروس، حيث أنتج المشاركون مستويات عالية من الأجسام المضادة والخلايا التائية، وكلاهما ضروري لبناء المناعة.
ولا يزال لقاح "ستانفورد" في مرحلة التجارب الحيوانية، وتم الإعلان عن نتائجها في 5 يناير/ كانون الثاني بدورية (إيه سي إس – سنترال ساينس)، وتشير نتائج الاختبارات الأولية التي أُجريت على الفئران إلى أن اللقاح يمكن أن ينتج مناعة ضد فيروس كورونا بعد جرعة واحدة فقط.