75 مليون دولار تكلفة مشاريع الري والتشجير لموقع إكسبو 2020 دبي
مشاريع التجميل الزراعي ممتدة على مساحة 3.57 كيلومتر مربع، وسط رغبة في تحويل موقع الحدث إلى لوحة فنية تزينها الخضرة
قال المهندس طالب عبدالكريم جلفار، المدير التنفيذي لقطاع خدمات البنية التحتية ببلدية دبي، إن قيمة مشاريع الري والتجميل الزراعي في موقع إكسبو 2020 دبي تجاوزت 277 مليون درهم (75 مليون دولار)، وتمتد على مساحة 3.57 كيلومتر مربع.
وتستعد دبي للحدث العالمي الضخم الذي ينطلق بعد 430 يوما، وفي جعبتها تجربة ملهمة في تحويل الصحراء إلى واحة خضراء ومدينة مستدامة.
وأضاف جلفار أنه منذ فوز الإمارات بحق استضافة أول إكسبو في المنطقة وضعت بلدية دبي خططا استراتيجية واستثنائية للمشاركة في استضافته، خاصة في توفير بنية تحتية ضخمة تستوعب العدد الكبير للزوار المتوقع حضورهم.
وفي ظل تسابق الدول للإعلان عن تصاميم أجنحتها المتفردة التي تعكس حضارتها وتراثها، تعمل دبي على تحويل موقع الحدث إلى لوحة فنية تزينها الخضرة والأبنية ذات التصاميم الفريدة الممتدة على مساحة 4.38 كيلومتر مربع.
ونوّه جلفار بالأهمية الكبيرة للأشجار في البيئة المحيطة بمعرض إكسبو 2020، الذي يضم مواقع ومساحات لتنظيم فعاليات في الهواء الطلق.
وتابع "لا يقتصر دور الأشجار على إضفاء جمالية للمنظر، بل يتعدى ذلك لتساعد على تلطيف الجو، حيث تعد أوفر الطرق لخفض درجات الحرارة المحيطة بالمدينة".
ومن المتوقع أن تشهد إكسبو 2020 دبي المنصة الحضارية التي تجمع دول العالم لمدة 173 يوما تحت سقف واحد، وحضور أكثر من 25 مليون زائر من مختلف الجنسيات.
ونجحت دبي بوعي كبير في تحويل تحدي الصحراء إلى واحة غنّاء تضم ماء وخضرة باستخدام أقل قدر ممكن من المياه المستخدمة في البناء وري المزروعات.
وقال المهندس أحمد الخطيب الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري "ليست فقط المباني وتصاميم الأجنحة الداخلية والخارجية في إكسبو 2020 دبي التي ستثير إعجاب الزوار، بل هناك ممرات ونوافير وحدائق، فضلا عن قبة الوصل التي تتحول إلى شاشة عرض عملاقة والكثير من الفعاليات التي ستبهر زوار الحدث من حول العالم.
وأضاف "سيندهش الزوار من قدرة الإنسان على تحقيق الإنجازات الحضارية، وتحويل الكثبان الرملية لمدينة متكاملة ومستدامة تنبض بالحياة".
ونوه الخطيب بأن إكسبو 2020 دبي خصص أرضا تمتد على مساحة 220 ألف متر مربع في موقع الحدث، لتكون مشتلا لتنمية النباتات والأشجار بالتعاون مع بلدية دبي، بهدف التأقلم على جو الموقع قبل غرسها في مواقع متعددة في أرض إكسبو 2020 دبي، إذ ينمي المشتل 12.157 شجرة من ضمنها نخيل وأكثر من 256 ألف شجيرة وآلاف النباتات المزهرة وأيضا الأعشاب.
وفي معظم دورات معارض إكسبو العالمية السابقة تظهر ملامح الخضرة والنباتات بين الأجنحة والساحات واضحة للعيان، فالطبيعة في البلدان التي استضافت الحدث العالمي من قبل ساعدت على نمو النباتات دون بذل مجهود كبير، وأمام هذا التحدي بدأ التفكير مبكرا لإخراج الحدث في أبهى صورة بالتعاون مع بلدية دبي، لجعل إكسبو أخضر مستدام مع ترشيد استهلاك المياه.
ويطبق إكسبو 2020 دبي نهجا للتقليل من استهلاك المياه خلال عدة محاور، منها معالجة جميع أنظمة استهلاك المياه، وإعادة استخدام مصادر المياه المختلفة مثل المياه العادمة ومياه تكييف الهواء، وإدارة تصريف المياه الجوفية وتدفقات المياه السطحية الموسمية.
وفي موقع الحدث تتوفر مساحات واسعة مخصصة للاحتفالات التي تقام في الهواء الطلق، والتي تزينها النباتات وتعتمد على تقنيات الري بالتنقيط، بما في ذلك حديقة الفرسان التي تتسع لما يقارب من 2500 شخص، وحديقة اليوبيل التي تتسع لـ15 ألف شخص.
وقال الخطيب "الأنواع المختارة من النباتات إما محلية أو متكيفة مع المنطقة، مما يعني أنها قادرة على العيش في مناخ دبي، وسيتم تنسيق الأنواع المختلفة من النباتات والأشجار في إكسبو 2020 بطريقة مبتكرة غنية وجذابة ومتناغمة، وسيستمتع الزوار بالمناظر الطبيعية الخلابة".
وأشار إلى أن إكسبو 2020 دبي اعتمد آليات صديقة للبيئة في مراحل تصميم المشتل وبنائه، إذ تم تثبيت الإضاءة الشمسية على طول الطرق الرئيسية، حيث يعتمد فريق المشتل بشكل حصري على الأسمدة العضوية، ويُعاد تدوير جميع نفايات المشتل لتصير سمادا.
وتُستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة التي توفرها بلدية دبي لتلبية غالبية احتياجات الري، فضلا عن تكلفتها المنخفضة واحتوائها على مواد مغذية إضافية تعزز نمو نباتات أكثر نضجا.