تكلفة الجوائح بالأموال.. قيمة إجراءات الوقاية 5% من حجم الخسائر
بعد عامين من ظهور "كوفيد -19"، قدم الباحثون ثلاثة إجراءات فعالة من حيث التكلفة لمساعدة صانعي القرار على منع الأوبئة في المستقبل.
بعد عامين من ظهور "كوفيد -19"، قدم الباحثون ثلاثة إجراءات فعالة من حيث التكلفة لمساعدة صانعي القرار على منع الأوبئة في المستقبل من خلال وقف "انتشار" الأمراض من الحيوانات إلى البشر.
وقال الباحثون الذين يترأسهم الدكتور آرون برنشتاين، مدير مركز المناخ والصحة والبيئة العالمية بجامعة هارفارد في دراسة نشرتها دورية "ساينس أدفانسيس"، إن الإجراء الأول هو مراقبة أفضل لمسببات الأمراض، والثاني عن طريق الإدارة الأفضل لتجارة الحياة البرية والصيد، وأخيرا تقليل إزالة الغابات.
- قطاعات أرباحها دهست كورونا.. لا خسائر ولا استسلام
- الطيار أصبح خبازا.. كورونا يكبد وظائف الصفوة ثمنا فادحا
وتقدر التكاليف السنوية لإجراءات "الوقاية الأولية من الجوائح بـ"نحو 20 مليار دولار"، وهي أقل من 5٪ من أدنى قيمة تقديرية للأرواح المفقودة بسبب الأمراض المعدية الناشئة كل عام، وأقل من 10٪ من التكاليف الاقتصادية.
ويقول برنشتاين "إذا علمنا (كوفيد -19) أي شيء، فهو أن الاختبارات والعلاجات واللقاحات يمكن أن تمنع الوفيات، ولكنها لا توقف انتشار الفيروسات في جميع أنحاء العالم، وقد لا تمنع أبدًا ظهور مسببات الأمراض الجديدة، ونحن نتطلع إلى المستقبل".
ويضيف: "لا يمكننا مطلقًا الاعتماد على استراتيجيات ما بعد الانتشار وحده لحمايتنا، فإنفاق 5% يمكن أن يساعد في منع كارثة تسونامي القادمة من الأرواح التي فقدت في الأوبئة من خلال اتخاذ إجراءات فعالة من حيث التكلفة تمنع الموجة من الظهور على الإطلاق، بدلاً من دفع تريليونات في العلاج واللقاحات".
واليوم، من المتوقع أن يموت 3.3 مليون شخص كل عام من الأمراض الفيروسية حيوانية المصدر، والقيمة المقدرة لهذه الأرواح المفقودة - كحد أدنى - 350 مليار دولار مع 212 مليار دولار، إضافية في الخسائر الاقتصادية المباشرة.
ويعتمد هذا المبلغ على الأرواح المفقودة من كل مرض فيروسي حيواني المنشأ جديد ( أمراض تنتقل من الحيوانات إلى البشر).
ووفقًا للمؤلفين، نادرًا ما تتم معالجة منع الانتشار في المصدر عندما يناقش صانعو السياسات والمنظمات متعددة الأطراف مخاطر الوباء - على الرغم من الدور الأساسي الذي تلعبه التداعيات في انتشار العدوى الناشئة. ولمعالجة ذلك، توصي الورقة بمراجعة "مراحل ظهور الأمراض المعدية" الخاصة بمنظمة الصحة العالمية لتشمل مرحلة محددة لانتشارها.
كما أنهم يصوغون نموذجًا جديدًا، وهو "الوقاية الأولية من الجائحة"، لتحديد الإجراءات التي تقضي على الأمراض الجديدة قبل انتشارها، بدلاً من الإجراءات التي تعالج تفشي الأمراض بعد حدوثها.