نهيان بن مبارك يدشن مجلس الأخوة الإنسانية في بيت العائلة الإبراهيمية بالإمارات
دشن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات، مجلس الأخوة الإنسانية الذي أطلقه اليوم مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، في بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي.
ويعد إنشاء هذا المجلس بما يضمه من شخصيات وكيانات عالمية بارزة، مبادرة فريدة من نوعها تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين قادة ذوي خلفيات متنوعة، كما يُعَدُّ انطلاقه خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، بما تحمله من تأكيد على القيم المشتركة والترابط للبشرية، ومناسبة مهمة تسهم في تسليط مجلس الأخوة الإنسانية الضوء على الترابط بين كافة الرؤى المتنوعة حول العالم.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تعكس رؤية قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اللذين يحظيان بدعم قوي من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
وأضاف في مستهل كلمته بافتتاح مجلس الأخوة الإنسانية: "يسعدني أن أكون معكم في بيت العائلة الإبراهيمية الذي يُمثل رمزًا فريدًا للتفاهم المتبادَل والتعايش المتناغم والسلام بين مختلف أبناء الديانات وأصحاب النوايا الحسنة، للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ويسعدنا في وزارة التسامح والتعايش أن نتشارك مع مجلس حكماء المسلمين في تنظيم هذا المجلس المهم للأخوة الإنسانية، الذي يأتي انطلاقُه متزامنا مع الذكرى الخامسة لصدور وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية عام 2019، التي كان لدولة الإمارات دور فاعل في تشجيع الأمم المتحدة على إعلان يوم 4 فبراير/شباط، تاريخ صدور الوثيقة، يوما عالميا للأخوة الإنسانية".
وقال "إننا في دولة الإمارات ملتزمون بجعل التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية جزءا أصيلا من مجتمعنا، وملتزمون أيضا بمشاركة هذه القيم مع العالم".
وأوضح أنَّ "التسامح والأخوة الإنسانية في دولة الإمارات هما جسرا الوصل اللذان يربطان سكان الإمارات ببعضهم رغم تنوعهم، فجميعنا نحترم بعضنا البعض لالتزامنا المتبادل بالتسامح والأخوة الإنسانية".
وأضاف "الأخوة الإنسانية هي الترابط الفعال في إطار الاختلاف البشري، ويكمن في جوهرها فهم إنسانيتنا المشتركة، وأن ما يجمعنا يفوق بكثير ما يفرقنا، والأخوة الإنسانية تؤكِّد ترابطنا، وتلزمنا بالعمل المشترك لمواجهة القضايا والتحديات العالمية الملحة، أما التسامح فهو قدرة الفرد على قبول تنوع واختلاف الآخر، دون تعريضه للنقد أو للأذى".
وتوجه بالشكر لكافة المشاركين على روح التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وعلى الالتزام الثابت برفاهية البشرية، متمنيا التوفيق لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون والتفاهم العالميين.
وفي كلمته، قال خوسيه راموس هورتا، رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، العضو السابق في لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية: "إنَّه لمن دواعي سروري الوجود في أبوظبي لمشاركتكم الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وتكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لهذا العام، معربا عن تقدير بلاده لما تقوم به دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، من جهود كبيرة في نشر قيم الأخوة والتعايش محليًّا وإقليميًّا، وهو ما جعلها تحظَى بسمعة عالمية كعاصمة للتسامح والإخاء حول العالم، معربا عن تقديره لجهود الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في ترسيخ قيم التعايش والأخوة محليًّا وعالميًّا.
وأضاف: “العمل مع المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أثناء وجودي في لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة في نسختها السابقة، أتاح لي الفرصة للتعرف عن قربٍ على هذه الوثيقة التاريخية والمهمة، الأمر الذي دفعني إلى اتخاذ القرار لنقل بنود وثيقة الأخوة الإنسانية إلى بلادي باعتبارها وثيقةً وطنيةً يمكن الاستفادة منها في ترسيخ قيم التعايش والتسامح وتعزيز الإخاء بين الجميع"، مشيرا إلى أنَّ "الوثيقة تدرس الآن في المناهج الدراسية للمراحل الأساسية في البلاد".
وفي كلمةٍ ألقاها بالنيابة عن جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، توجه معروف أمين، نائب رئيس جمهورية إندونيسيا، بالتهنئة إلى دولة الإمارات والعالم أجمع بالذكرى الخامسة لوثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكدا أن الوثيقة تذكرنا بشكل متواصل بأهمية قيم ومبادئ الأخوة الإنسانية وفي نفس الوقت تمايز الدين والمعتقد، لافتا إلى أن الدين الإسلامي بمبادئه الحنيفة يدعو البشرية دائمًا إلى تعزيز الأخوة فيما بينهم بغض النظر عن خلفياتهم ومعتقداهم وثقافاتهم.
من جانبه قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمةٍ بعث بها إلى المشاركين في مجلس الأخوة الإنسانية: "نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية، وإننا نؤكِّد أن عالمنا لم يكن في حاجة ماسة لإحياء المبادئ الأخلاقية العليا التي اشتملت عليها هذه الوثيقة، مثل ما هو عليه اليوم وفي مقدمتها، بل أولها: الدعوة الجادة لوقف الحروب والصراعات، مما يضعنا جميعًا أمام مسؤولية كبرى، تحتم علينا ضرورة مواصلة العمل من أجل نشر قيم الأخوة الإنسانية وتعزيزها".
ووجَّه فضيلة الإمام الأكبر الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، راعي وثيقة الأخوة الإنسانية وداعمها منذ ولادتها ومتعهدها برعاية دائمة كريمة، مكنتها من اكتشاف النخب الإنسانيَّة التي تعمل في صمتٍ وإخلاصٍ وتجرُّدٍ وحسبةٍ لله تعالى، احترامًا للضمير الإنساني، وحبًّا للخير ومَن يبذلونه ممَّن لا تسلط الأضواء على الخدمات الإنسانية الراقية التي يقدمونها للإنسانية الفقيرة المعذبة، والمكروبة في شتى بقاع الأرض، بغض النظر عن اختلاف أعراقهم وأديانهم وأذواقهم ومشاربهم.
وفي رسالة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ألقاها بالنيابة عن قداسته نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، عميد دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، بعث قداسته بالتهنئة لكافة المشاركين في مجلس الأخوة الإنسانية والقائمين على جائزة زايد للأخوة الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يصادف الذكرى السنوية الخامسة لتوقيع الأخوة الإنسانية، معربًا عن سعادته برحلة الحوار والتضامن والاحترام المشترك التي بدأت في أبوظبي منذ خمسة أعوام وما زالت تقوم بعملها في نشر التسامح والتعايش وقبول الآخر.
كما أشاد قداسته بالجهود المتواصلة والدعم غير المحدود للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، للمبادرات القيمة التي تسعى إلى ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية والتكافل الاجتماعي القائمة على مفهوم أن البشر ليسوا فقط متساويين، ولكن مترابطين فيما بينهم بشكلٍ وثيقٍ باعتبارهم أخوة في إطار أسرة إنسانية واحدة، مؤكدا أن تحقيق الأخوة الإنسانية تتطلَّب إدراك أهمية المساواة بين البشر وتعزيز التسامح والتعايش السلمي.
من جهته أكَّد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، أنَّه مع ترابط العالم بشكلٍ متزايدٍ، أصبحت هناك ضرورة ملحَّة إلى احتضان روح الإنسانية والعمل الجماعي والتضامن، والحوار، وتقدير أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات والمعتقدات المتنوعة، لافتًا إلى أن بيت العائلة الإبراهيميَّة خلال عامه الأول حقق نجاحًا كبيرًا في تأسيس روح جديدة من الأخوة الإنسانية، ليتحوَّل من مجرد مساحة مادية إلى مجتمعٍ مزدهرٍ.
وأضاف: "مجلس الأخوة الإنسانية يُعدُّ أفضل تجسيدٍ لقيم بيت العائلة الإبراهيمية، حيث يُرحب بمجموعة متنوعة من الخبراء للانضمام إلى عقد حوار متساوٍ على أساس الإيمان المشترك من أجل تعزيز التعايش السلمي في جميع أنحاء العالم".
وتضمنت فعالية مجلس الأخوة الإنسانية، اليوم الأحد، ثلاث جلسات رئيسية بمشاركة دولية بارزة، ركَّزت الأولى على قضية الاستدامة من خلال التعاون في رعاية البيئة، وتعزيز روح الأخوة من أجل مستقبل مستدام، وأهمية توحيد الجهود من أجل حياة مستدامة، مع تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة من خلال جهود تعاونية ومشاركة المواطنين.
أما الجلسة الثانية فركَّزت على دور المرأة في القيادة وأهمية تجاوز الحواجز وبناء مجتمعات شاملة، من خلال تمكين المرأة وتعزيز التوجيه التَّعليمي، وهيكلة برامج الإرشاد الفعَّالة، ووضع استراتيجيات الاستثمار المالي لتحقيق النمو المهني والاقتصادي. وركزت الجلسة الأخيرة على الشباب باعتبارهم سفراء للوحدة والتنوع.