الحوثي.. "صداع" برأس المجتمع الدولي تقترب نهايته
حمل بيان مجلس الأمن، الذي أدان بالإجماع، الهجمات الإرهابية الشنيعة للحوثيين على منشآت مدنية بدولة الإمارات، بين طياته رسائل حاسمة تؤكد قرب نهاية المليشيات الإرهابية.
الانتفاضة الدولية والدعم الواسع الذي حظيت به دولة الإمارات خلال جلسة مجلس الأمن، ظهر بوضوح في البيان النهائي للمجلس، الذي أجمع على أن "القدرات الصاروخية التي استخدمها الحوثيون تهديد واضح ليس للإمارات فقط والمنطقة ولكن للمجتمع الدولي كله".
المجلس تحدث بصوت واحد ضد هجمات الحوثيين الإرهابية، وكان قلق المجتمع الدولي واضحا من نشاطات المليشيات الإرهابية، وضرورة محاسبتها على أفعالها.
فمن ضرورة الخروج من المقاربات الرمادية في التعامل مع ملف التهديدات الإرهابية، إلى ضرورة التحرك الحاسم لما بعد الإدانة نحو اتخاذ خطوات واضحة لحماية الأمن الدولي والمنطقة، وحق دولة الإمارات الكامل والمشروع في الدفاع عن نفسها، تنوعت رسائل جلسة مجلس الأمن اليوم الجمعة.
وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" الاعتداءات الإرهابية الشنيعة، التي شنتها مليشيات الحوثي على منشآت مدنية في دولة الإمارات، وذلك في بيان صدر الجمعة بالإجماع.
وجاء في بيان مجلس الأمن: "ندين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والذي يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وأي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة".
وشدد المجلس على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية وتقديمهم إلى العدالة، معربا "عن خالص تعازيه لأسر ضحايا اعتداءات الحوثي".
وطالب مجلس الأمن جميع الدول بضرورة العمل بجميع الوسائل لمواجهة الأعمال الإجرامية، وحثت الدول، وفقا لالتزاماتها، على التعاون مع دولة الإمارات لمعاقبة الجناة.
رسائل حاسمة
احتوت جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، على 5 رسائل حاسمة لمليشيات الحوثي الإرهابية، الأولى، أن الخطاب واضح ولا بد من الخروج من المقاربات الرمادية في التعامل مع ملف التهديدات الإرهابية.
والثانية، أن الإدارة الدولية نجحت في كسر تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، والدور حاليا على التهديدات الحوثية.
الثالثة، تركزت على إظهار تضامن مجلس الأمن مع دولة الإمارات، لأن الهجمات لا تستهدف دولة الإمارات وحدها، بل تستهدف السلم والأمن الدوليين .
أما الرسالة الرابعة، فهي أن التحرك الحاسم من مجلس الأمن، لما بعد الإدانة نحو اتخاذ خطوات واضحة لحماية الأمن الدولي والمنطقة.
الرسالة الخامسة في بيان مجلس الأمن الدولي، أكدت أن "لدولة الإمارات الحق الكامل، والمشروع والمستند لكل أسس القانون الدولي في الدفاع عن أمنها والرد على الاعتداءات".
انتفاضة دولية
بعد لحظات من اعتداءات مليشيات الحوثي الإرهابية على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، هبت عاصفة انتقادات واسعة وهجوم وإدانات دولية، ردا على استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
وردت الضربة في صدر المليشيات الإرهابية، لتزيد عزلتها الدولية وتضيق الخناق عليها أكثر، وتزيد من إصرار العالم على الإطاحة بها، وتقربها من التصنيف عالميا كجماعة إرهابية بالإضافة إلى كونها جماعة انقلابية.
هذا ما حملته الإدانات الدولية والإقليمية السريعة شرقا وغربا، باستنكار من نحو 120 دولة ومنظمة حول العالم لاستهداف المليشيات المدعومة من إيران، لأهداف مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الإثنين الماضي.
الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت لجماعة الحوثي، التي يقف عناصرها على ساق واحدة، في انتظار ردة فعل دول التحالف العربي، وتحبس الأنفاس لعقوبات في الطريق من المجتمع الدولي، لن يكون أخفها إدراج المليشيات على قوائم الإرهاب عالميا، بفعل السجل الإجرامي الطافح بانتهاك القوانين والأعراف الدولية.
وما أن تأكد استهداف الحوثيين للعاصمة أبوظبي، حتى انهالت بيانات الإدانة للهجوم، وتأييد دولة الإمارات، بدءا من دول مجلس التعاون الخليجي كافة، وباقي الدول العربية، وأعضاء المجتمع الدولي شرقا وغربا.
وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان الهجوم الحوثي الذي استهدف منشآت مدنية، وأسفر عن وفاة ثلاثة مقيمين وجرح آخرين، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما.
النهاية تقترب
وأجمع خبراء في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، على أن أيام الحوثي في الانفلات من عقاب المجتمع الدولي، وانتهاك القانون الدولي الإنساني باتت معدودة.
ويرى مراقبون وخبراء أن المليشيات المعزولة، التي تدعمها عاصمة وحيدة في العالم، هي طهران، باتت قاب قوسين أو أدنى من النهاية، بعدما وقف المجتمع الدولي في صف الإمارات والسعودية، وحقهما في الدفاع عن النفس، واتخاذ ما يلزم لردع هذه المليشيات المارقة.
وطالب حقوقيون، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة إدراج مليشيات الحوثي على قائمة التنظيمات الإرهابية، والحيلولة دون تنفيذ مزيد من الهجمات الإرهابية بحق الأبرياء.
ورأى عرفات حمران، الخبير اليمني الحقوقي، أن هجوم الحوثي الإرهابي على منشآت مدنية بالإمارات، مدان حسب الاتفاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني الذي يجرم الاعتداءات على الأعيان المدنية سواء مصافٍ أو مطارات أو مستشفيات.
وتابع حمران: "نحن أمام عصابة إرهابية تهدد اليمن والمنطقة والملاحة الدولية، وبذلك فهي تهدد العالم ما لم يكن هناك تعامل صارم يوقف هذه العصابة عن اعتداءاتها بحق الشعب اليمني والمملكة العربية السعودية والآن دولة الإمارات".
مصطفى نجاح، الخبير المصري في القانون الدولي قال، إن مليشيات الحوثي، كغيرها من الجماعات الإرهابية، أداة إجرامية في يد بعض الدول التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في السعودية والإمارات ودول الخليج العربي من خلال الأعمال الإرهابية.
وأضاف أن "هجمات الحوثي اليوم تعكس طبيعة الجماعة الإرهابية، وتكشف عن أهدافها الحقيقية في إثارة الخراب في المنطقة تحقيقاً لأجندات من تعمل لحسابهم".
ومن واقع اختصاصه، يرى نجاح أنه على الأمم المتحدة أن تضطلع باختصاصها، وتدين هذه العمليات الإرهابية وتطبق المواثيق والقوانين الدولية على الدول التي ترعى مثل هذه المنظمات والمليشيات الإرهابية.
ويرى حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جريمة الحوثي بحق دولة الإمارات بداية النهاية لهذه المليشيات، جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الحوثي الممتلئ بجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي .
ويفسر الخبير السياسي المصري حديثه حول بداية النهاية للحوثي، قائلا "اللجوء لاستعراض القوة ما هو إلا محاولة الرمق الأخير من الحوثي لأننا أمام مشهد عالمي يعاد تشكيله مرة ثانية، وهناك حالة من حالات التقارب بين أطراف منها من كان يدعم الحوثي في السابق؛ وبالتالي قريبا تخسر المليشيات هذه الحماية وهذا الدعم".
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز