7 دقائق من الرعب.. ناسا تترقب هبوط "إنسايت" على المريخ
الباحثون في وكالة الفضاء الأمريكية سيعيشون 7 دقائق من الرعب أثناء مراقبة محاولة المسبار الفضائي الهبوط على سطح المريخ
في الساعة الرابعة من مساء الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 تغ)، سيتصبب عرق مجموعة من الباحثين في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، حين يعيشون 7 دقائق من الرعب أثناء محاولة المسبار "إنسايت" (InSight) الهبوط على سطح المريخ.
وعلى الهواء مباشرة، تخطط "ناسا" لنقل عملية الهبوط المعقدة بعد 6 أشهر من الطيران في الفضاء منذ مايو/أيار الماضي، حيث ينفصل المسبار عن المركبة الفضائية ويتوجه إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، يبدو المسبار في البداية وكأنه نوع ما مثل كبسولة إعادة الدخول المستخدمة في الستينيات والسبعينيات لمهمات "أبولو" للهبوط على سطح القمر، مخروطي الشكل ذو قاعدة ناعمة ومسطحة، وهي عبارة عن درع حراري بالغ الأهمية مصمم لحماية المسبار أثناء مروره عبر الغلاف الجوي المريخي الرقيق.
لكن عملية الهبوط ستكون مهمة صعبة للغاية أو بالأحرى شيطانية إلى حد بعيد، فكبسولة الهبوط لا بد أن تشق طريقها عبر الغلاف الجوي، وسوف تطير عبر الهواء المريخي بسرعة أولية تبلغ 12.3 ميلا (19.8 كم) في الساعة، ويجب أن تصل إلى الغلاف الجوي بزاوية تبلغ 12 درجة بالضبط.
ولو كان المسبار أكثر سطحية سيضل طريقه في الفضاء السحيق، وإذا كان أكثر انحدارا سيحرق نفسه في نهاية مشتعلة وصادمة.
ومن المقرر أن يتصل المسبار أولا بالغلاف الجوي لمدة 6 دقائق و45 ثانية قبل الهبوط، وخلال هذه المرحلة سيشهد تسارعا بمقدار 12 ضعفا من جاذبية الأرض، ما يعني أنه لو كان المسبار إنسانا وزنه 150 رطلا (68 كجم)، سيزن خلال عملية الهبوط المشتعلة ما يقرب من طن.
وبعد حوالي 3 دقائق من دخول المسبار إلى الغلاف الجوي، ستطلق مظلة كبح السرعة ما يبطّئ من سرعة المسبار، وبعد مرور 15 ثانية، ستفجر مواد متفجرة درع الحرارة، لتكشف عن مسبار "إنسايت" الفعلي المخبأ في الداخل، وبعد 10 ثوانٍ من سقوط الدرع الحراري، يفتح المسبار أوتاد الهبوط الثلاثية قبل التحامه بسطح الكوكب، مثلما تطلق الطائرة عجلاتها قبل هبوطها.
سيسقط المسبار لمدة دقيقتين إضافيتين مربوطا بالمظلة ومحميا بواسطة غلافه المخروطي، ويستغرق حوالي 45 ثانية قبل أن يغادر الغلاف ويسقط نحو السطح، وبمجرد أن يغادر الغلاف، سوف تشتعل صواريخ الهبوط التي ستبطئ حركته وتوقف أي حركة أفقية متبقية، وبعد حوالي 15 ثانية سيهبط، مسبار "إنسايت" بسرعة 8 أقدام في الثانية، قبل أن يلمس برفق سطح الكوكب الأحمر.
ومن المقرر أن يستغرق تسلسل الهبوط الكامل حوالي 7 دقائق، فيما تستغرق الإشارة اللاسلكية من المريخ إلى الأرض حوالي 8 دقائق وسبع ثوان للوصول إلى هنا، لذا ستتم عملية الهبوط الكاملة بشكل تلقائي قبل أن نكتشف ما إذا كانت قد نجحت، وبالنسبة للعلماء والمهندسين الذين صمموه، فإنها تمثل "7 دقائق من الرعب".
ولهؤلاء العلماء كل الحق في أن يشعروا بالقلق، فالمريخ هو مقبرة المسبارات الفاشلة، بعد 44 محاولة نفذتها مختلف وكالات الفضاء الوطنية للهبوط على سطح المريخ، نجحت منها 18، وفشلت 23، بينما اخترقت 3 المدار لكنها فشلت في الهبوط.
ويعد مسبار "إنسايت" مشروعا مشتركا لوكالة "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية، وسيعمل مدة سنتين على الكوكب الأحمر، وسوف يقوم خلالها بالحفر وإجراء تجارب أخرى تسمح بالحصول على معلومات وافية عن الكوكب وتطوره.
ومن المفترض أن يقوم بعد هبوطه بحفر سطح الكوكب الأحمر، وتثبيت جهاز لقياس الزلازل وحركة الصخور في باطن الكوكب، وسيكون الأول منذ 40 عاما الذي يستمع إلى نبض الكوكب الأحمر على غرار سماعة الطبيب.