8 دول تطلب الاستفادة من خدمات القمر الصناعي الإثيوبي الأول
إطلاق القمر الصناعي "ETRSS-1" يأتي في إطار سعي إثيوبيا لتطوير برامج فضاء لدفع أهدافها التنموية الشاملة المستدامة
أطلقت إثيوبيا، الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول، أول قمر صناعي لها، كخطوة تفتح للبلاد نافذة نحو الفضاء، لتكون ضمن 8 دول أفريقية أخرى أطلقت وصنعت أقماراً صناعية بالقارة السمراء، وهي جنوب أفريقيا، ومصر، ونيجيريا، وغانا، والجزائر، والمغرب، وكينيا.
وفي الأسبوع الأول من إطلاق إثيوبيا قمرها الصناعي، تقدمت 8 دول أفريقية بطلبات للحكومة الإثيوبية، للاستفادة من خدمات القمر الصناعي الإثيوبي.
وقال جيتاهون موكريا، وزير الابتكار والتكنولوجيا الإثيوبي، إن 8 بلدان أفريقية طلبت الحصول على الصور التي التقطها القمر الصناعي "ETRSS-1" في الـ4 أيام الأولى من إطلاقه.
وأوضح "موكريا"، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن إثيوبيا ستبدأ في بيع صور القمر الصناعي وفقا لإرشاداتها، وقال إن القمر الصناعي الإثيوبي يتجول على مداره 14 مرة، ويرسل معلوماته إلى مركز الاستقبال 4 مرات في اليوم.
ويأتي إطلاق القمر الصناعي على متن الصاروخ "لونج مارش 4 بي"، في إطار سعي إثيوبيا لتطوير برامج فضاء لدفع أهدافها التنموية الشاملة المستدامة.
ويعدّ "ETRSS-1" أصغر الأقمار الصناعية لرصد الأرض بحجم 70 كجم، ومرفق بكاميرات عالية الدقة، وسيستخدم في توقعات الطقس ومراقبة المحاصيل.
وسيقدم القمر البيانات اللازمة عن التغيرات في المناخ، والظواهر المرتبطة بالطقس، التي سيتم استخدامها في أنشطة الزراعة، وتحسين التخطيط الزراعي، والإنذار المبكر بالجفاف، وإدارة الغابات، لحماية الموارد الطبيعية.
وعقب إطلاق القمر الصناعي من قاعدة "تاي يوان" الصينية الفضائية، نظمت الحكومة احتفالاً حضره نائب رئيس الوزراء، دمقي مكنن، وعدد من المسؤولين، ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلي ماريام ديسالين، وعدد من الخبراء والمهتمين، فضلاً عن حضور جماهيري كبير بمرصد ومركز إينتوتو للأبحاث بأديس أبابا، لمشاهدة عملية الإطلاق.
ووصف دمقي مكنن إطلاق القمر بـ"الحدث التاريخي"، وقال إن إطلاق القمر الصناعي الإثيوبي سيكون أساساً لرحلة بلاده نحو الرخاء والازدهار.
وأشار "مكنن" إلى أهمية بناء القدرة التنافسية العالمية في مجال التكنولوجيا، قائلاً إن إطلاق القمر الصناعي هو الخطوة الأولى لتقدم إثيوبيا نحو هذا الهدف، ضمن جهودها في التنمية الشاملة والمستدامة.
وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن سعادته ببلوغ بلاده هذا اليوم، وقال: "أهنئ الشعب الإثيوبي بتحقيق بلادنا هذا الإنجاز، وأن تصبح ضمن الدول التي لها قمر صناعي على الفضاء"، معتبراً ذلك نجاحاً كبيراً، وإنجازاً مهماً.
وأضاف آبي أحمد، خلال حديثه إلى مسؤولين ورجال أعمال ضمن فعاليات اختتام مؤتمر السلام الوطني، الجمعة، أن القمر الصناعي الإثيوبي الذي تم إطلاقه وضع البلاد على قائمة الدول التي لها مكان في الفضاء، وقال إن بلاده تعدّ الدولة الـ70 في العالم والـ10 بأفريقيا التي تمتلك قمراً صناعياً.
وفي إطار اهتمام رئيس الوزراء الإثيوبي بالحدث، اصطحب الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى موقع منشأة الرصد الفضائي لإدارة القمر الصناعي الذي أطلقته إثيوبيا.
ويعدّ أفورقي أول رئيس يزور إثيوبيا بعد إطلاقها القمر الصناعي، إذ وصل، الأربعاء، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة عمل رسمية استغرقت يومين، وهي الزيارة الـ4 له منذ عودة العلاقات في يونيو/حزيران 2018.
وترى إثيوبيا أن بامتلاكها قمراً صناعياً خاصاً، سيساعد في بناء المهارات الفنية، ويمكن أن يساعد في الجهود المبذولة للتعامل مع تهديدات تغير المناخ، والمضي قدماً في تحقيق هدف الدولة المتمثل في أن تصبح خالية من الكربون إلى حد كبير بحلول عام 2050.
وإثيوبيا بلد زراعي كبير، وتسعى الحكومة الإثيوبية إلى تحديث قطاعها الزراعي، حيث تلعب بيانات الأقمار الصناعية دوراً مهماً في التطور الزراعي بالبلاد.
وتنفق إثيوبيا الملايين من العملات الصعبة للحصول على البيانات والمعلومات التي يمكن أن تجمعها من أجل جدول أعمال التنمية.
ومن جانبه، أعرب سولومون بلاي، المدير العام للمعهد الإثيوبي لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، عن سعادته بنجاح إطلاق أول قمر صناعي لإثيوبيا، قائلاً: "لفضاء يعني الغذاء، ويعني فرص العمل، ويعني الحد من الفقر، كل شيء كي تحقق إثيوبيا تنمية شاملة مستدامة".
وأوضح "بلاي"، في مؤتمر صحفي حضرته "العين الإخبارية"، أن برنامج الفضاء ليس ترفاً لإثيوبيا، لكنه مفتاح لتأمين الغذاء، وزيادة إنتاجية الزراعة، وتطوير التفكير العلمي.
وقال إن تكنولوجيا الفضاء مهمة لكثير من القضايا، مثل إدارة البيئة والمياه، والتخطيط للتصدي للكوارث، وجمع بيانات الأرصاد الجوية وتحسين الاتصالات، مؤكداً أن برنامج الفضاء هو أداة رئيسية للتنمية الشاملة المستدامة.
وكشف المسؤول الإثيوبي أن بلاده تخطط لمشروع أقمار صناعية أخرى خلال السنوات الـ3 المقبلة.
وشارك في تصميم وعملية إطلاق القمر الصناعي الإثيوبي مهندسون صينيون، و21 مهندسا إثيوبيا، بينهم 5 سيدات.
وعدّ ييليكال تشالو، مدير أبحاث وتطوير الأقمار الصناعية بالمعهد الإثيوبي للتكنولوجيا، مشاركة خبراء إثيوبيين في تصميم القمر الصناعي، تعزيزا حقيقيا للمعرفة اللازمة، وقال إن هذه المشاركة ستساعد الإثيوبيين في قدرتهم على إدارة جميع الأعمال بالقمر الصناعي.
وأضاف "تشالو"، خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية ببلاده، أن القمر الصناعي الذي أطلق سيساعد إثيوبيا في توزيع المعلومات على مكاتب مختلفة، بعد معالجتها في منشأة مراقبة الفضاء "Entoto" بواسطة خبراء إثيوبيين.
وأعرب جيت نت فيليك، عضو المعهد الإثيوبي لتكنولوجيا علوم الفضاء، عن أمله في أن تفتح هذه الخطوة نافذة للبلاد نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
وقال فيليك، وهو عالم فيزياء في جامعة متروبوليتان، إن إطلاق القمر الصناعي سيسهم كثيراً في جمع المعلومات المفيدة، وسيمكن البلاد من اعتماد البلدان الأخرى عليها للحصول على معلومات.
وأطلقت إثيوبيا قمرها الصناعي الأول من الصين، فيما يوجد مركز القيادة والتحكم في أديس أبابا، بمنشأة مراقبة الفضاء "Entoto "، وهي منشأة مراقبة الفضاء الوحيدة في شرق أفريقيا، وتقع على جبال "أنطوطو"، التي يبلغ طولها 3200 متر على مشارف العاصمة.
وبلغت تكلفة تصميم وتطوير القمر الصناعي 8 ملايين دولار، تتحمل الصين منها 6 ملايين في شكل تدريب ودعم مالي لإطلاقه.