ميركل تحمل آمال الفوز بفترة حكم رابعة في زيارتها لتركيا
المستشارة الألمانية تبدأ زيارة لتركيا لبحث ملفات اللاجئين والهجرة غير الشرعية التي قد تؤثر على فرصها الانتخابية
تزور المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، تركيا، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترًا على خلفية ملفات اللاجئين ومفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي.
كما تأتي الزيارة في وقت حرج لقيادات البلدين؛ حيث تستعد ميركل لانتخابات عامة تحدد مستقبلها سبتمبر المقبل، وتأمل في أن يسهم التزام تركيا باتفاق وقف تدفق اللاجئين لأوروبا في دعم فرصها في الفوز.
وفي المقابل يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستفتاء على تعديلات دستورية، إبريل المقبل على الأرجح، لتحويل نظام الحكم إلى رئاسي، مما يزيد من فرصته في الاستمرار في الحكم وقت أطول، خاصة إذا ما وافقت ألمانيا على استئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وتراجعت العلاقات بشكل ملحوظ بين البلدين بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، والتي على خلفيتها اتخذ أردوغان إجراءات مشددة لمعاقبة المتهمين بالتورط في محاولة الانقلاب، شملت إلى جانب العسكريين، أكاديميين وإعلاميين وموظفين حكوميين ورجال شرطة، وإغلاق جامعات ومدارس، واعتبرها الاتحاد الأوروبي انتهاكا لحقوق الإنسان وقيم الديمقراطية.
وأدت هذه الإجراءات إلى تعثر مفاوضات دخول تركيا في عضوية الاتحاد الأوروبي؛ ما دفع أردوغان للضغط بملف اللاجئين، مهددًا بترك الباب مفتوحًا أمام اللاجئين السوريين ليمروا من تركيا إلى أوروبا عبر اليونان.
أما ميركل فتواجه في بلادها ضغوطًا شعبية من جانب المعارضين لتدفق اللاجئين على ألمانيا الذين رحبت بهم ميركل قبل 3 سنوات، في حين بدأت في اتخاذ بعض الإجراءات للحد من تدفقهم مثل إعادة اللاجئين القادمين من بلدان تصنفها ألمانيا بـ"الآمنة".
وتأمل ميركل أن يؤدي التزام تركيا بوقف تدفق اللاجئين إلى ألمانيا في توسيع فرصها في الفوز في الانتخابات المقبلة، والتي ستتيح لها الاحتفاظ بمنصب مستشارة ألمانيا لفترة رابعة.
ويعد وجود 3 ملايين تركي يعيشون في ألمانيا ويحمل الكثير منهم الجنسية الألمانية عامل ضغط مهما في العلاقات بين تركيا وألمانيا.
كما تتهم تركيا ألمانيا بإيواء "إرهابيين"، في إشارة إلى بعض الأتراك الذين يتهمهم أردوغان بالمشاركة في الانقلاب الفاشل، والذين حصلوا على فرص لجوء في ألمانيا، أو من بين أعضاء منظمات تحظرها أنقرة مثل حزب العمال الكردستاني ومجموعات من اليسار المتطرف.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي، ويسي كايناك، بأن ألمانيا: "بلد شرع أبوابه أمام كل الإرهابيين الذين يثيرون المشاكل لتركيا".
ومنذ محاولة الانقلاب، شهدت طلبات اللجوء إلى ألمانيا التي تقدم بها أتراك زيادة بشكل كبير وانتقلت من 1700 في 2015 إلى 5700 في العام الماضي.
كما أشارت وسائل الإعلام الألمانية الأسبوع الماضي إلى أن 40 عسكريًا تركيًا من قوات حلف الأطلسي "الناتو" تقدموا بطلب لجوء للسلطات الألمانية، وحثت أنقرة برلين على رفض طلباتهم.
وهذه هي المرة الثالثة التي تزور ميركل تركيا منذ توقيع أنقرة والاتحاد الأوروبي اتفاقا في مارس الماضي يحد من تدفق اللاجئين من السواحل التركية إلى أوروبا.
ويستخدم أردوغان هذا الاتفاق في الضغط على الاتحاد الأوروبي لتسريع مفاوضات انضمام بلاده إليه؛ حيث هدد بإلغاء الاتفاق إذا لم يتم إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى دول الاتحاد، وإذا لم يسجل تقدم في عملية انضمام تركيا إليه.
وصرح المتحدث باسم ميركل، شتيفن سايبرت، بأن "الزيارة تتم لأننا على قناعة بضرورة الحفاظ على اتصال مستمر مع تركيا الشريك المهم في الحلف الأطلسي.. الحوار مهم في هذه المرحلة".
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA==
جزيرة ام اند امز