كوارث كورونا لا تنتهي.. قلل الانبعاثات لكنه يهدد الأرض بوباء أكبر
خفضت التبعات والإجراءات الوقاية لتفشي جائحة كورونا، في خفض الانبعاثات إلى الجو، لكنها في المقابل، فتحت الباب واسعا أمام أزمة جديدة.
وتناقش عدة جلسات في أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي انطلقت أعماله، الإثنين، تأثيرات جائحة كورونا على الاستدامة البيئية البرية والبحرية من جهة، وآلية تدوير النفايات الطبية المتزايدة الناجمة عن الفيروس.
في تقرير حديث، قال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، إن وباء كورونا أدى إلى زيادة التلوث من المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة، مثل أقنعة الوجه البلاستيكية وزجاجات معقم اليدين، ما عطل الاستدامة في أحد أهم القطاعات البيئية.
وذكر (أونكتاد) في تقديرات له أن عمليات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، أدت إلى انخفاض كبير بنسبة 5% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن لم يكن لجميع التدابير لاحتواء الوباء تأثير إيجابي على البيئة.
وبالعين المجردة، يمكن ملاحظة تعرضت الشوارع والشواطئ لموجة مد وجزر من نفايات COVID-19 بما في ذلك أقنعة الوجه البلاستيكية والقفازات وزجاجات معقمات الأيدي وتغليف المواد الغذائية.
في مداخلة لها بالتقرير تقول باميلا كوك هاملتون، مديرة التجارة الدولية في الأونكتاد: "كان التلوث البلاستيكي بالفعل أحد أكبر التهديدات لكوكبنا قبل تفشي فيروس كورونا ومعطلا رئيسا لاستدامة البيئة".
"لكن وللحفاظ على صحتنا من الوباء، حدثت طفرة مفاجئة في الاستخدام اليومي لبعض المنتجات للحفاظ على سلامة الناس ووقف المرض تجعل الأمور أسوأ بكثير.. هناك تعطلت استدامة النظام البيئي برا وبحرا"، بحسب هاملتون.
من المقرر أن ترتفع المبيعات العالمية لأقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة، من 800 مليون دولار في 2019 إلى 166 مليار دولار في 2020، وفقًا لشركة استشارات الأعمال Grand View Research.
ولكن هذا ليس إلا جزءا من القصة؛ إذ أدى التباعد الاجتماعي أيضا إلى تدفق المنتجات التي يتم تسليمها يوميا إلى المنازل - ملفوفة في عدد كبير من العبوات - حيث يتجه الناس إلى التسوق عبر الإنترنت وخدمات الوجبات السريعة، فالنفايات البلاستيكية الناتجة عن ذلك هائلة.
على سبيل المثال، خلال إغلاق سنغافورة لمدة ثمانية أسابيع والذي تم تخفيفه في الأول من يونيو، تخلص سكان المدينة الجزيرة البالغ عددهم 5.7 ملايين نسمة من 1470 طنا إضافيا من النفايات البلاستيكية، من تغليف الوجبات الجاهزة وتوصيل الطعام فقط، وفقًا لمسح استشهدت به صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
ووفق البيانات التاريخية، فإن حوالي 75% من البلاستيك الناتج عن فيروس كورونا، "من المرجح أن يتحول إلى نفايات تسد مكبات النفايات لدينا وتطفو في بحارنا والتكاليف مذهلة" بحسب تقرير الوكالة الأممية.
كذلك، تضيف الآثار السلبية غير المباشرة للنفايات البلاستيكية على مصايد الأسماك والسياحة والنقل البحري، على سبيل المثال، ما يقدر بنحو 40 مليار دولار كل عام، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ويُعد البلاستيك مكونًا في عدد لا يحصى من المنتجات المتداولة عالميا يوميا -من السيارات إلى الألعاب إلى الأجهزة المنزلية- حتى البضائع التي لا تحتوي على بلاستيك، مثل التفاح أو ألواح الشوكولاتة، يتم شحنها بملايين الأطنان من العبوات البلاستيكية كل عام.
وذكرت هاملتون: "لكن الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه سياسات التجارة العالمية في مكافحة التلوث البلاستيكي، لم يحظ بالاهتمام الذي تستحقه".
زاد عدد التدابير التجارية التي تشير إلى المواد البلاستيكية -مثل اللوائح الفنية والإعانات والتراخيص والحظر- التي تم إبلاغ منظمة التجارة العالمية بها سنويا بنسبة 28% على مدار العقد الماضي، مما يُظهر قلقا بين أعضاء منظمة التجارة العالمية.
وتشمل قائمة المواد غير السامة والقابلة للتحلل أو القابلة لإعادة التدوير بسهولة، والتي يمكن أن تحل محل البلاستيك العديد من المواد المعروفة، الزجاج والسيراميك والألياف الطبيعية والورق والكرتون وقشر الأرز والمطاط الطبيعي والبروتينات الحيوانية.