لماذا لا يصاب البعض بـ"كوفيد- 19"؟ السر في "الخلايا التائية"
أدخلت جائحة كورونا الكثيرين حول العالم في حالة من الطوارئ خلال العامين الماضيين.
وفي حين أن الملايين في جميع أنحاء العالم أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) -مع قيام آخرين ببناء مناعتهم من خلال اللقاحات - لا يزال هناك أشخاص لم يسبق أن ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي، ليؤكدوا ما أشارت إليه بعض الأبحاث الجديدة من أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر مقاومة للعدوى من غيرهم.
وبسبب ذلك، قد يتساءل الكثيرون لماذا لا يصاب بعض الناس بكوفيد-19، حتى لو تعرضوا للفيروس؟
ووفقاً لصحيفة "مترو" البريطانية لا يوجد سبب رسمي يثبت مقاومة بعض الأشخاص لعدوى Covid، حتى لو انتهى بهم الأمر إلى التعرض للفيروس من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب بالفعل بكورونا.
ومع ذلك، فإن دراسة جديدة أجرتها جامعة لندن العالمية UCL مؤخراً قد تلقي بعض الضوء على هذا الأمر.
وقال فريق الدراسة إن تجنب بعض الأشخاص لكوفيد قد يكون بسبب الخلايا التائية - خلايا الدم البيضاء في أجسامنا، وأيضاً من التعرض السابق للفيروسات الأخرى مثل نزلات البرد.
واقترحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature العلمية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن "خلايا الذاكرة التائية" - التي من المحتمل أنها نشأت لدى بعض الأشخاص عند محاربة نزلات البرد وما شابهها - قد تتكون مرة أخرى عندما يدخل فيروس كورونا الجسم.
ويؤدي ذلك إلى إزالة الفيروس من الجسم قبل أن تتاح له فرصة البدء في إحداث أي ضرر.
وأجريت الدراسة على 731 من العاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الموجة الأولى من الوباء.
وأظهرت النتائج أن 58 منهم لم تكن نتيجة اختبارهم إيجابية لكوفيد على الرغم من تعرضهم لمخاطر عالية.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص عانوا من ارتفاع في نشاط الخلايا التائية، مما يشير إلى أنهم ربما يكون لديهم بالفعل "خلايا ذاكرة تي" التي أزالت عدوى كوفيد من أجسامهم.
ويُعتقد أنه يمكن استخدام الدراسة لصنع لقاحات جديدة تستهدف الخلايا التائية بدلاً من استجابة الجسم المضاد، والتي يمكن أن توفر حماية تدوم طويلاً.
الجدير بالذكر أنه مهما كان مستوى المناعة لدى الشخص ضد كوفيد كبيرا، فهذا لا يعني أنه لن يصاب بكورونا في مرحلة ما.
وقد يكون بعض الأشخاص قد أصيبوا بالفيروس أيضاً بدون أعراض ولم يدركوا ذلك، في حين أن البعض الآخر قد يكون أخطأ التشخيص مع مرض آخر مثل البرد أو الإنفلونزا.
وبالطبع هناك عوامل أخرى تلعب دوراً عندما يتعلق الأمر بتجنب الإصابة بفيروس كورونا، مثل ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المغلقة، والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام، بالإضافة إلى التأكد من الحصول على اللقاح المضاد والجرعة المعززة.