متحورات كورونا لا تخترق اللقاحات.. دراسة تزف بشرى جديدة
أكدت دراسة حديثة أن تحفيز لقاحات كورونا للخلايا اللمفاوية التائية يساعد في التعرف على الفيروس ومكافحته لمدة 6 أشهر.
جاء ذلك بحسب دراسة أمريكية – إيطالية أجراها باحثون من معهد لا جولا الأمريكي لعلم المناعة La Jolla Institute of Immunology بالتعاون مع المستشفى الحكومي في مدينة جنوة الإيطالية IRCCS San Martino Polyclinic وجامعة جنوة ونشرت في دورية Cell العلمية، وفقاً لموقع "blitzquotidiano" الإيطالي.
تفشل المتغيرات في "اختراق" حماية اللقاحات، والتي تستمر في حمايتنا ضد الفيروس لفترة طويلة للغاية لأنها بالإضافة إلى الأجسام المضادة، فإنها تحفز تكوين الخلايا التائية، وخلايا الجهاز المناعي "بذاكرة الحديد" التي تعرف كيفية الكشف عن الفيروس ومحاربته حتى عندما يتغير وجهه بفضل الطفرات.
ينقسم الجهاز المناعي إلى "جزأين" عظيمين يساهمان في استجابة مناعية فعالة، الأول يرتبط بتنشيط الخلايا اللمفاوية البائية المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة القادرة على التعرف على الخلايا المصابة بالفيروس وقتلها.
والثاني مرتبط بتنشيط الخلايا اللمفاوية التائية، وهي خلايا الذاكرة المناعية التي تستمر لفترة طويلة حتى بعد انخفاض محتمل في الأجسام المضادة، كما يحدث في الأشخاص المطعمين ضد كوفيد، إذ يوجد انخفاض في مستويات الأجسام المضادة بالفعل في غضون 6 أشهر بعد التطعيم.
أجريت الدراسة على 96 شخصاً تلقوا 4 لقاحات مختلفة وهي فايرز وموديرنا وجونسون آند جونسون ونوفافاكس، ولم يحصل أي منهم على الجرعة المنشطة حتى الآن.
وقال جيلبرتو فيلاتشي، مدير وحدة العلاج الحيوي في مستشفى IRCCS San Martino Polyclinic وأحد مؤلفي الدراسة: "هذه الخلايا تشبه الحراس المعمرين القادرين على التعرف على عدو بعد سنوات وسنوات من اللقاء الأول وتكوين استجابة مناعية في وقت قصير جداً لتنشيط إنتاج أجسام مضادة محددة، والتي ترتبط بعد ذلك بالفيروس، بمنعها العدوى".
وأضاف: "بالتالي، فإن خلايا الذاكرة التائية المحددة، والتي تتشكل بعد ملامسة جرثومة، عن طريق العدوى أو التطعيم، تستمر في الدورة الدموية، وتحمينا منها في كل مرة نلتقي بها، وتفعل ذلك أيضاً من خلال إعادة تنشيط فوري لاستجابة الجسم المضاد، وبالتالي توليد نوع من الدرع المزدوج المناعي، الضروري لحماية طويلة الأمد".
وحللت الدراسة استجابة الخلايا التائية وأظهرت أنها تتعرف على جميع المتغيرات العشرة المختلفة التي ظهرت في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك Omicron، وتظل قادرة على إعطاء استجابة مناعية فعالة حتى بعد 6 أشهر من التطعيم.
ولاحظ الباحثون أن تفاعل الخلايا التائية في 6 أشهر هو في الواقع يتراوح بين 87-90% مقارنة بالمعدل الأولي بعد التطعيم وينخفض إلى 84-85% فقط ضد أوميكرون، بغض النظر عن اللقاح الذي تم تلقيه.
بمعنى آخر، أظهرت الاختبارات التي أجريت في 6 أشهر أنه بغض النظر عن اللقاح الذي تم تلقيه، فإن الخلايا التائية التي تم تطويرها بعد التطعيم كانت قادرة على التعرف بشكل فعال على جميع المتغيرات، بما في ذلك Omicron.
وعلى وجه التحديد، تم الحفاظ على 90% من فاعلية الاستجابة المناعية لخلايا CD4⁺T (الضرورية في تحقيق استجابة مناعية فعالة منظمة لمسببات الأمراض) و87% من خلايا CD8 + أو الخلايا التائية الكابحة (هي خلايا دم بيضاء من الخلايا اللمفاوية، تلعب دوراً حاسماً في حماية الجسم من الفيروسات)، ضد متغيرات ما قبل Omicron.
يتم تفسير هذه النتائج من خلال الوظائف المختلفة للخلايا اللمفاوية التائية مقارنة بالأجسام المضادة.
وتسمح الدراسة بالتنبؤ بأن المناعة التي يسببها اللقاح ستكون طويلة جداً ومن المحتمل أن تكون فعالة ضد المتغيرات المستقبلية أيضاً.