"أثرياء آسيويون مجانين".. تحطيم إيرادات وصراع ثقافات بين الشرق والغرب
"أثرياء آسيويون مجانين" مقتبس من رواية 3 أجزاء؛ الأولى تحمل اسم الفيلم والثانية بعنوان "فتاة الصين الثرية" والثالثة "مشاكل الأثرياء".
ضرب فيلم "أثرياء آسيويون مجانين" عرض الحائط بكل التوقعات، وتصدر عائدات شباك التذاكر في دور السينما بالولايات المتحدة الأمريكية بإيرادات بلغت 140 مليون دولار خلال 21 يوما فقط من بدء عرضه في 3526 دار عرض، حسب موقع "بوكس أوفيس موجو".
الفيلم الذي أنتجته الشركة الأمريكية الشهيرة "وورنرز براذرز"، ينتمي إلى فئة الأفلام الرومانسية الكوميدية، ويشارك في بطولته ممثلون آسيويون فقط، وتدور أحداثه حول علاقة عاطفية تجمع فتاة أمريكية من أصول صينية وصديقها السنغافوري فاحش الثراء.
يقوم بدوري البطولة في الفيلم كونستانس وو، وهنري جولدينج، ويشارك فيه جيما تشان، وميشيل يوه، وليزا لو، وكين جيونج، وهنري جولدينج، ومن إخراج جون إم تشو، من ﺗﺄﻟﻴﻒ الثنائي بيتر شيربيلي وأديل ليم.
تجسد "وو" شخصية أستاذة جامعية في الاقتصاد بنيويورك، تسافر إلى سنغافورة للقاء أسرة صديقها لتكتشف أن تلك العائلة واحدة من أغنى العائلات في البلاد، ويرصد الفيلم صدام الثقافات والقيم بين الآسيويين والآسيويين الأمريكيين، ويعد العمل أول فيلم رومانسي كوميدي يتصدر إيرادات شباك التذاكر الأمريكية منذ 3 سنوات.
الفيلم مقتبس من رواية ذات 3 أجزاء، للكاتب كيفن كوان؛ الأولى تحمل اسم الفيلم، والثانية بعنوان "فتاة الصين الثرية"، والثالثة بعنوان "مشاكل الأثرياء"، والمثير أن العديد من الشخصيات الواردة في الرواية شخصيات حقيقية تنتمي إلى مجتمع النخبة الراقية في سنغافورة.
مؤلف الثلاثية تنازل عن حقوق الرواية لتحويلها إلى فيلم مقابل دولار واحد فقط، رغم أنها كانت ضمن أكثر الكتب مبيعا، لكي يضمن عدم تغيير الشركة المنتجة للفيلم لأي شخصية في العمل أو استبدال الشخصيات بأخرى أمريكية.
وقال نقاد إن القضايا الإنسانية التي يناقشها الفيلم وعامل الترفيه كانا من أسباب إقبال المشاهدين عليه، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن جيف جولدشتاين، رئيس التوزيع المحلي في "وورنر براذرز"، قوله إن "هذا الفيلم له أهمية ثقافية وفريد من نوعه، لأنه لا توجد أفلام ذات طاقم تمثيل من أغلبية آسيوية منذ سنوات، إنه واحد من المشاريع النادرة التي ينفذها الاستوديو بأسره بالكثير من الشغف".
صناع الفيلم رفضوا توقيع اتفاق مع شركة "نتفلكس" التي كانت ترغب في عرض الفيلم على الإنترنت فقط بدلا من دور العرض، ويقول بعض المراقبين إن نجاح الفيلم قد يمهد الطريق أمام هوليوود لاحتضان مزيد من التنوع.
بطل الفيلم هنري جولدينج والده بريطاني وأمه ماليزية، وكان مذيعا ومقدم برامج، وكان حلاقا محترفا أيضا، وشاهده مخرج الفيلم وأعجب بوسامته وشخصيته وعرض عليه بطولة الفيلم، الذي جعله ممثلا لأول مرة.
وروجت مجموعة من الأمريكيين الآسيويين للفيلم على شبكات التواصل الاجتماعي، باعتباره نقطة تحول لصورة الآسيويين الأمريكيين على الشاشة، كما تقدم الحملة عروضا مجانية للفيلم في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، بهدف الترويج للفيلم وزيادة الوعي عن ندرة تمثيل الأمريكيين الآسيويين في هوليوود.
تم اختيار الممثلين من تايوان وبريطانيا والصين وماليزيا والفلبين والولايات المتحدة وأستراليا، بالإضافة إلى سنغافورة.
وذكرت مجلة "هوليوود ريبورتر" أن شركة "وورنرز براذرز" تسعى حاليا لإنتاج جزء ثانٍ من الفيلم بعد تحقيقه هذا النجاح الكبير، وسيحمل عنوان "الحبيبة الصينية الثرية"، وهي الرواية الثانية في ثلاثية الكاتب كيفن كوان، لكن المجلة لم تذكر موعد طرح الفيلم، مؤكدة عدم وجود سيناريو للجزء الثاني حتى الآن.