إبداع يتحدى الإعاقة.. يمني يقهر المرض بـ"صناعة الأثاث"
اليمني يوسف محمد أيقن أن توقف قدميه عن الحركة لن يمنع يديه من الإبداع في صناعة الأثاث، فانكب على العمل من داخل منزله
تحدى المواطن اليمني، يوسف محمد، المنحدر من مدينة عدن (جنوب اليمن) إعاقته، وقرر المضي قدمًا في مواجهة مرضه الذي جعله حبيس جدران منزله، وذلك بمساندة من "يده المباركة" التي حوّلت منزله الكائن في ضاحية عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان إلى ورشة لصناعة الأثاث.
ورغم إصابته بمرضٍ أقعده عن المشي، ومنعه من الغدو والرواح إلى حيث يعمل في أحد محلات صناعة الأثاث والمجالس العربية وغرف الاستقبال، إلا أن يوسف، وهو في العقد الرابع من العمر، لم يستسلم لذلك.
أدرك يوسف أنه يمتلك بين يديه مهنةً وموهبةً فريدة، وأيقن أن توقف قدميه عن الحركة، لن يمنع يديه من الإبداع وإنتاج المجالس والأثاث، فانكب على العمل من داخل منزله، وحوّل غرف بيته المتواضع إلى مشاغل ومعامل لصناعة غرف الاستقبال والنوم وما يطلبه الزبائن.
مؤلمةٌ هي قصة يوسف حين رواها لـ"العين الإخبارية"، فلم يدر في خلده أن يصاب يومًا بالحمى الشوكية، وأن تمنعه تداعياتها المتمثلة في فقدانه لنعمة المشي، من مزاولة حرفته في المحل الذي كان يعمل أجيرًا فيه.
لكنه يؤكد: "رُبَّ ضارةٍ نافعة"، فقد تحولت محنة المرض الذي أصيب به إلى "منحة"، حوّلتْ منزله إلى مشغل يستقبل فيه الزبائن، ويصنع لهم ما يطلبونه من أثاث ومجالس، وبعد أن كان أجيرًا، أصبح اليوم رب العمل.
"يمتلك يوسف يدًا مباركة".. هكذا قال صلاح فارع، أحد رفاق يوسف، وهو يشير إلى إنتاجاته الإبداعية من الأثاث والمجالس والغرف الخشبية، التي يصنعها يوسف داخل بيته.
ويضيف فارع في حديث لـ"العين الإخبارية": "يوسف حكاية طويلة من الاجتهاد والصمود والصبر والكفاح والعمل والنشاط، رغم معاناته مع المرض، إلا أنه يمثل قدوة للجميع، يُحتم على المجتمع ورجال الأعمال الوقوف إلى جانبه".
بمجرد الجلوس مع يوسف تمتلئ رئتاك فخرًا، فرغم قلة حيلته وإمكانياته المادية الشحيحة، وافتقاره لرأس مالٍ مناسب يبدأ به مشروعه، إلا أنه ثابر وواجه إعاقته ومرضه وأثبت أن بإمكانه الانتصار على الصعاب.
وجدت أسرته بفضل عزيمة عائلها وإبداعه دخلاً مادياً يقيها نوائب الدهر والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها مدينة عدن واليمن عمومًا.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز