حرب بلا قواعد.. هل يشعل تفجير جسر القرم الضربات النووية؟
"سنستخدم النووي إذا لزم الأمر".. كلمات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و"قطار يوم القيامة يتحرك".. مؤشرات خطيرة سبقت تفجير جسر القرم.
هذا الجسر الذي يعد الطريق الوحيد الذي يربط روسيا بالقرم، التي ضمتها عقب استفتاء في 2014، وتعتبرها جزءا من أراضيها، يهدد بتفجير الأوضاع إلى الحد الذي تصل فيه روسيا لاستخدام الورقة الأخيرة وهي السلاح النووي.
- روسيا تعلن استئنافا جزئيا لحركة السير بجسر القرم
- بعد تفجير جسر القرم.. خيارات محدودة لحل أزمة أوكرانيا ومشكلات "خطيرة"
ورغم تأكيد روسيا بالتزامها بعدم التصعيد إلى حرب نووية إلا أن العقيدة العسكرية الروسية ومبادئ الجيش الروسي لا ترفض ذلك، في حرب بلا قواعد.
العقيدة العسكرية لا تمانع
وهذا الخيار ليس بعيدا عن العقيدة العسكرية الروسية، فهو عنصر أساسي فيها، ولا يوجد ما يمنع الجيش الروسي في استخدامه "إذا كان وجودها مهددا".
وتنص العقيدة العسكرية الروسية، ووثيقة "أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي"، على جميع السيناريوهات التي يمكن لموسكو فيها استخدام الأسلحة النووية نظريا.
ومن بين هذه السيناريوهات "العدوان على روسيا وحلفائها بأسلحة دمار شامل، أو أسلحة التقليدية"، أو "عندما يكون وجود الدولة نفسها في خطر".
وتعد تلك السيناريوهات فضفاضة إلى الحد الذي يسمح لروسيا التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، بما فيها أسلحة نووية تكتيكية منخفضة القوة، باستخدام الأسلحة النووية على خلفية حادث مثلا هذا.
ماذا حدث على الجسر؟
وأدى انفجار كبير لشاحنة مفخخة، اعترفت أوكرانيا بالمسؤولية عنها، إلى تدمير جزء من جسر القرم، الذي يضم طريقا بريا، وطريقا للسكك الحديدية، وهو الطريق الوحيد إلى شبه جزيرة القرم وما بعده إلى الخطوط الأمامية في خيرسون.
والجسر هو طريق روسيا لإمداد شبه جزيرة القرم بالوقود والمواد الغذائية وغيرها، فيما يوجد بشبه الجزيرة ميناء سيفاستوبول، القاعدة التاريخية لأسطول البحر الأسود الروسي.
وتستخدم روسيا الجسر كطرق إمداد رئيسي منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وأرسلت روسيا خلاله قوات من القرم للسيطرة على معظم منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، وأجزاء من زابوريجيا.
وعلى خلفية الهجوم استدعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهاز الأمن الاتحادي للقيام بمهمة حماية الجسر، بعدما كانت تتبع وزارة الدفاع التي تراقب المجال الجوي، والحرس الوطني في روسجفارديا للمراقبة البحرية، وزارة النقل التي تتبعها طرق السيارات والسكك الحديدية.