غسل جرائم الحوثي.. فريق الخبراء الأممي باليمن وقع بشراك تضليله
كان لزاما على العالم أن يقول كلمته عقب جرائم الحوثيين بحق المدنيين في كل أنحاء اليمن، والتي افتقدت لموقف يرتقي لمستوى بشاعتها.
وتمثلت كلمة العالم في رفض التمديد لفريق عمل الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين المعنيين برصد انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في اليمن.
فما تقوم به المليشيات في اليمن تجاوزت تصنيفاتها "الجرائم بحق الإنسانية"، بينما لا ترتقي التقارير الصادرة عن فريق الخبراء إلى هذا المستوى الفظيع، بل يعتريها الكثير من التضليل وعدم الواقعية.
وعطفا على ذلك، كان قرار رفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التمديد للفريق الدولي، الخميس، متماشيا مع الواقع الذي ساعد الحوثيين على التمادي في انتهاكاتهم.
إنهاء التضليل
ولاقى القرار الأممي أصداءً مرحبة، على المستوى السياسي والحقوقي اليمني، حيث أيّد سياسيون وحقوقيون إنهاء عمل الفريق الأممي، ووضع حد لتضليلاته.
وفي هذا الشأن، يقول وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية، عبداللطيف الفجير: "إن إنهاء عمل الفريق الدولي هو إنهاء للعملية غير الواقعية التي كان يقوم بها تجاه رصده لانتهاكات الحوثيين".
واعتبر المسؤول اليمني، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن جرائم المتمردين كانت تحظى "بتعتيم دولي لسنوات، عبر التقارير المجافية للحقيقة، والتي يتم غض الطرف فيها عن انتهاكات المليشيات، كما حصل في التقرير الأخير لفريق الخبراء.
وأضاف الفجير أن ما قامت به اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، بإيصال الحقيقة للمجتمع الدولي وإقناع مجلس حقوق الإنسان بها، عمل يستحق الإشادة.
وأكد على أن هذا التوجه مثّل أغلبية لصالح التحالف العربي والشرعية اليمنية في مجلس حقوق الإنسان، وذلك من خلال إسقاط القرار الأوروبي والتصويت لإنهاء عمل فريق الخبراء الدوليين، مقابل التمديد للجنة الوطنية.
وأتم: "ما حدث يمثل انتصارا حقيقيا بالنسبة للحكومة اليمنية، وذلك بعد الجرائم المستمرة التي تقوم بها المليشيات من قصف الأعيان المدنية، وقتل النساء والأطفال، واستهداف الأحياء السكنية المأهولة".
إيمان دولي
وكيل وزارة الإدارة المحلية أشار إلى أن المليشيات الحوثية لا تلتزم بالقوانين الدولية والمعايير الحقوقية، وهذا ما لمسه العالم جيدا، خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن الحوثيين مستمرون في انتهاكاتهم، والتي كان أحدثها ما حصل من قصف صاروخي همجي على حي الروضة المكتظ بالنازحين في مأرب.
ولفت إلى أن ذلك دفع مجلس حقوق الإنسان الأممي للاقتناع والإيمان بأن هذه المليشيات لا يمكن أن تؤمن بالسلام، ولا يمكن التعايش معها، كونها لا تؤمن بأي حقوق أو التزامات تجاه الآخرين.
المحامية والناشطة الحقوقية اليمنية، تهاني الصراري، تحدثت عن القشة التي "قصمت ظهر البعير"، في إشارة إلى انتهاكات الحوثيين.
وقالت الصراري لـ"العين الإخبارية" إن هجمات المتمردين على مأرب، وانتهاكاتهم الحقوقية بحق أبنائها، وحصار العبدية الوحشي، والقصف العشوائي الممنهج ضد المدنيين، كلها عوامل اجتمعت لتؤكد زيف التقارير المضللة لفريق الخبراء الدوليين.
ونبهت إلى أن ما اقترفه الحوثيون في مأرب خلال الشهور الأخيرة، أكد زيف التقارير "التجميلية"، ووحشية المتمردين على أرض الواقع، بالجرم المشهود.
وأضافت: "فكان لا بد من وقف العبث بحقوق المدنيين اليمنيين، وهو عبث بدت حقائقه مشاهدة وملموسة بالنسبة للعالم أجمع، وظهرت نتيجتها في رفض التجديد لفريق الخبراء".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز