جرائم روّعت اللبنانيين في 2021.. العنف الأسري والثأر بالمقدمة
طُبِعت جرائم عدة بذاكرة اللبنانيين في 2021، فكيف بقلوب عائلات فقدت فلذات أكبادها لأسباب مختلفة وبطرق مروّعة، خاصة لو كان القاتل قريباً.
بين الموت طعناً أو بالرصاص أو حتى ضرباً جرى إزهاق أرواح لبنانيين لأسباب مختلفة.
سجّلت الأشهر العشر الأولى من العام الحالي 163 جريمة قتل، في حين سجل العام الماضي خلال ذات الفترة 159 جريمة، أي بارتفاع وصلت نسبته إلى 2،5 بالمئة، وذلك بحسب إحصاء قوى الأمن الداخلي الذي حصلت عليه "العين الإخبارية".
افتتح الشهر الأول من السنة بجريمة قتل الشاب البيروتي عصام خميس (41 سنة) عندما كان على متن دراجته النارية متوجهاً لشراء عبوة حليب لأطفاله من السوبرماركت.
وما إن وصل إلى منطقة الجناح، حتى غافله لص محاولاً سرقة حقيبة المال التي كان يحملها، وعندما حاول الهرب سقط أرضاً مفارقاً الحياة، وأوقفت القوى الأمنية السارق القاتل.
وفي الشهر نفسه صُدم اللبنانيون بمقتل الشابة زينة كنجو على يد زوجها، ورحلت ابنة السنديانة ـ عكار بعدما عانت من تعنيف من اختارته شريكاً لها، ليفر القاتل بعدها إلى تركيا ويظهر بمقاطع فيديو، مبرراً جريمته بأنه كان يقصد إسكاتها بوضع يده على فمها لكنها اختنقت وماتت.
وشهد طريق المطار في مارس/آذار جريمة قتل يوسف المصري بعدما ركن اثنين سيارتهما على جانب الطريق، ونزلا بسلاحهما، وقطعا الأوتوستراد وانهالا على يوسف بوابل من الطلقات، قبل أن يغادرا المكان بعدما تأكّدا من مفارقته الحياة، ليرحل الوالد لثلاثة أبناء في جريمة مرّوعة هزّت لبنان.
وأوقفت القوى الأمنية المجرمين اللذين اعترفا أن خلف الجريمة رفض يوسف تزويج ابنته لأحدهما.
وفي أبريل/نيسان ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر موت كريم محيي من أجل "كرتونة" مونة في طرابلس، ما طرح علامات استفهام عما إذا كان الوضع الاقتصادي قد أوصل بعض اللبنانيين إلى حد القتل.
كريم لم يكن يقف بين الجموع التي حضرت للحصول على بطاقة تخوّلها الحصول على حصّة غذائية مقدمة من أحد المغتربين، بل كان يعمل في المكان الذي يوزع الحصص، وعندما حضر عبدالعزيز المصري للحصول على بطاقة تموينية، ولأنه لم يكتف بواحدة حدث إشكال، انتهى بمقتل كريم بطلقة نارية.
في مايو/أيار قُتل العنصر في الجيش اللبناني فضل بياض بدم بارد، أثناء توجهه لشراء المناقيش وذلك في حيّ الشراونة، في عملية ثأرية ضد الجيش، وتم نقل الضحية إلى قبر أحد أبناء آل المصري الذي سبق أن قُتل على يد عناصر من الجيش اللبناني، وألقيت جثته في المكان الذي قُتل فيه قريبهم.
وفي الشهر نفسه، قُتِل غيث المصري عندما كان متوجّهاً إلى محطة الوقود التي يمتلكها جدّه لمساعدته، بعدما كمّن له ثلاثة أشقّاء من آل سليم من أبناء بلدته بسبب خلاف سابق على تعبئة المحروقات، وحين شارف على الوصول إلى منزلهم اعترضوا طريقه، وأطلق أحدهم النار عليه فأرداه قتيلاً على الفور.
وشهد يونيو/حزيران جريمة قتل فيصل زعيتر على يد صهره في حي الشراونة في بعلبك وذلك عندما سارع لنجدة شقيقته وتخليصها من زوجها بعدما سمع صراخها، ما أدى إلى وقوع تلاسن وتضارب بينه وبين صهره، انتهى بطلقة نارية في رأسه، سلبت الروح من جسده.
وهزّت جريمة قتل ابنة الهرمل "ليليان علوه" في شهر يوليو/تموز الرأي العام اللبناني، حينها كانت برفقة زوجها وشقيقها في سيارة الرابيد، حيث هاجمهم سلفها بعدما وصلوا إلى منطقة مرجحين – مشمش، وقد أصيبت بجروح يصل قطر البعض منها إلى 30 سنتيمتراً، إلى درجة أن قدميها كادا ينفصلان عن جسدها.
وفي سبتمبر/أيلول انتهى خلاف بين الوالد وابنه بكارثة، فبطلقة نارية أصاب الأب أحمد طيبة نجله الأصغر عبدالقادر، بعد شجار عائلي وخلافات قديمة بينهما، في بلدة عزقي – الضنيّة.
وفي الشهر نفسه قُتِلت الشابة تاتيانا واكيم بطلقة نارية عن طريق الخطأ أثناء تواجدها مع خطيبها في مطعم شهد شجارا بين عدد من الموجودين، فيما فر القاتل إلى جهة مجهولة، ويتداول أنه غادر لبنان إلى سوريا.
وشهد أكتوبر/تشرين الأول مجزرة اتخذت من عكار وبالتحديد من بلدة وادي الجاموس مسرحاً لها، حيث قُتل أربعة أفراد من آل طرطوسي على يد جيرانهم من آل السيد، وأضيفوا إلى قتيل يدعى أحمد طرطوسي، سقط قبل يوم من مقتلهم.
أما السبب فخلاف قديم على أفضلية المرور يعود إلى أشهر، ليدخل بعدها الجيش إلى البلدة حيث نفّذ مداهمات وأوقف عدداً من المتورطين في المجزرة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني هز قتل الشاب أسعد أيوب المتحدر من عكار والمقيم في منطقة ضهر المغر الشعبية في شمال لبنان، جدته أم والده في منزلها، مشاعر اللبنانيين، حيث طعنها عدة طعنات.
وفي اليوم التالي قتل الشاب محمد إبراهيم شقيقته قبل أن يفارق الحياة بطلقة نارية، حيث فتحت القوى الأمنية تحقيقاً لمعرفة ما إن كان قد انتحر كما تدعي عائلته أو قتل على يد والده كردة فعل على قتل شقيقته.