المحكمة الجنائية الدولية: إطلاق سراح مشروط لرئيس ساحل العاج السابق
المحكمة تقرر إطلاق سراح لوران جباجبو والمتهم الآخر شارل بليه جوديه، والسماح لهما بالرحيل إلى بلد على استعداد لقبولهما على أراضيه.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارا بإطلاق سراح رئيس ساحل العاج السابق لوران جباجبو، بشرط أن يبقى في البلد الذي يقبل دخوله وأن يعود إلى المحكمة عندما تطلب ذلك.
وقال القاضي شيلي إبوي أوسوجي: "إن القرار اتخذته هيئة الاستئناف بالمحكمة المؤلفة من 5 أعضاء، وأمرت بإطلاق سراح جباجبو والمتهم الآخر شارل بليه جوديه الزعيم السابق لحركة الشباب الوطنيين، والسماح لهما بالرحيل إلى بلد على استعداد لقبولهما على أراضيه".
وأمضى جباجبو الذي حكم ساحل العاج من 2000 إلى 2011 سبع سنوات في الحبس في لاهاي، وقد حصل على البراءة في 15 يناير/كانون الثاني من تهم ارتكاب فظائع، لكن المحكمة أمرت باستمرار حبسه بعد اعتراض الادعاء الذي يعتزم الطعن على البراءة، وسعى للحصول على ضمانات بعودتهما إلى المحكمة لاحقا إذا طُلب منهما.
وذكر متحدث باسم المحكمة الدولية، الجمعة: "إن الرجلين غادرا مركز الاحتجاز في لاهاي كإجراء مؤقت، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل".
وذكرت الوثائق التي أصدرتها هيئة الاستئناف: "إن الرجلين لن يُسمح لهما بالسفر خارج حدود الدولة التي ستستقبلهما دون إذن واضح ومسبق من المحكمة، دون الإشارة إلى وجهتهما بعد إطلاق سراحهما"، كما أضافت الهيئة أن على الاثنين عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية بشأن القضية.
كان قضاة المحكمة قد قالوا إن دفوع الادعاء التي تربط جباجبو بأعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في 2010 و2011 والتي قتل فيها نحو 3000 شخص "ضعيفة للغاية".
وقوبل الحكم بتبرئة جباجبو بانتقادات من جماعات تمثل ضحايا العنف، الذي اندلع خلال انتخابات 2010 عندما رفض جباجبو الاعتراف بالهزيمة أمام منافسه الحسن واتارا.
وكانت القوات الموالية للرئيس الحسن وتارا أوقفت جباجبو بدعم من فرنسا والأمم المتحدة في أبريل/ نيسان 2011، وكان أول رئيس إفريقي سابق يسلم مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ووجهت المحكمة اتهامات إلى جباجبو وبليه جوديه متهمين بأربع جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والاغتصاب والاضطهاد وأفعال لا إنسانية أخرى، لكنهما أكدا براءتهما من كل هذه التهم.
ورأى أغلبية القضاة في محكمة البداية أن الأدلة التي يستند إليها الاتهام "ضعيفة"، لكن قاضيا واحدا كان رأيه مخالفا إذا أكد أن هناك عناصر أدلة تسمح بإدانة المتهم.
وتأتي تبرئة جباجبو في فترة من التوتر في ساحل العاج مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020، ولم يعلن الرئيس وتارا نواياه بعد، بينما تفكك التحالف الذي شكله مع هنري كونانا بيدييه حليفه السابق ضد جباجبو.