هل يتحول كريستيانو رونالدو إلى شيكابالا في مانشستر يونايتد؟
"الجسد لا يرحم، ومع مرور الوقت يصبح الأمر أكثر صعوبة"، تلك المقولة المؤلمة قالها الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الحالي، قبل 3 سنوات.
واستمرت مقولة ميسي خالدة في أذهان متابعي كرة القدم، لكن يبدو أنها لم تمر على منافسه الأزلي كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد الحالي، حيث أكد الأسطورة البرتغالي في أكثر من مناسبة على قدرته على الاستمرار لعدة سنوات أخرى في الملاعب، وأنه ينوي اللعب حتى يبلغ سن الـ40.
لكن ما وجده رونالدو مع بداية ثاني مواسمه في مانشستر يونايتد كان مفاجئا، فقد جلس بديلا خلال مباراتين من أول 3 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، مع حصوله على 4 دقائق فقط للمشاركة في الكلاسيكو الأخير أمام ليفربول، والذي حسمه فريقه بالفوز 2-1 دون الحاجة إليه.
هل يتحول رونالدو إلى شيكابالا؟
لم يكن يتوقع أحد ما يحدث حاليا لأحد أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم، وبالتأكيد لم يتوقع رونالدو نفسه تلك البداية بعد 20 عاما من انطلاق مسيرته الأسطورية، لكنها تبدو منطقية في الوقت الحالي بعدما أصبح الدون البرتغالي المتوج بـ5 كرات ذهبية على مشارف عامه الـ38.
ويبدو الأمر مشابها على الصعيد العربي لوضع النجم المصري محمود عبدالرازق "شيكابالا"، قائد الزمالك، الذي يسير في عامه الـ37، ورغم أن رونالدو لا يرتدي شارة القيادة مثله مع ناديه حيث يحملها المدافع الإنجليزي هاري ماجواير، فإن البرتغالي يجيد لعب دور القائد جيدا، وهو ما أكده الهولندي إيريك تين هاج المدير الفني ليونايتد.
ويتمثل التشابه بين رونالدو وشيكابالا في 3 نقاط، أولاها ما كشف عنه تين هاج بعد الصورة التي التقطتها له عدسات الكاميرات بجوار نجمه البرتغالي على خط التماس قبل دخوله كبديل، حيث أظهرت رونالدو وهو يلقي بعض التعليمات، ليتحدث مدربه عن دوره القيادي.
وقال تين هاج: "الفريق به لاعبون كبار مثل رونالدو، يجب أن يكون لهم دور قيادي في توجيه زملائهم، ونحن بحاجة للمزيد من القادة، حين تريد الفوز فيجب أن تمتلك القادة والروح التي ظهرت أمام ليفربول".
هذا الأمر ينطبق على شيكابالا أيضا في الزمالك، حيث يحرص على توجيه زملائه ورفع معنويات الفريق، ودائما ما يتم تكليفه من إدارة النادي بإلقاء خطابات حماسية على زملائه، وكانت المهمة المحلية بحصد ثنائية الدوري والكأس ملقاه على عاتقه بعدما قطع وعدا على نفسه وزملائه بالفوز بها.
الأمر الثاني هو قلة مشاركات رونالدو بصفة أساسية، مع الدفع به كبديل في دقائق معدودة يختزل بها مجهوده لصناعة الفارق، تماما مثلما يحدث مع "شيكا" الذي لا يشارك في الـ90 دقيقة، واقتصر ظهوره في أغلب المباريات على نصف الساعة الأخير منها.
وبالتأكيد مع تقدم شيكابالا في العمر فإنه بات يحترم رغبة مدربه البرتغالي جوسفالدو فيريرا، بعدما كان الجلوس احتياطيا أمر مرفوض بالنسبة له خلال سنوات سابقة ومع مدربين سابقين، لكن الفتى الأسمر بدأ يدرك أن حكم السن يفرض عليه حقيقة أنه لم يعد قادرا على خوض مباراة كاملة لمدة 90 دقيقة وتقديم نفس الأداء الممتع خلالها.
وبمرور الوقت، قد يحدث نفس الأمر بالنسبة لرونالدو، ليتأقلم مع وضعه الجديد الذي يواجهه لأول مرة في مسيرته، بعدم مشاركته باستمرار، اعترافا منه بعامل السن الذي يلعب دورا كبيرا في كرة القدم، وهو الأمر الذي بدا أن النجم البرتغالي بدأ في تقبله، خلال نزوله لدقائق معدودة في مواجهة ليفربول، دون أي تذمر.
وتتمثل نقطة التشابه الثالثة بين رونالدو وشيكابالا في خطف الأنظار، فرغم ابتعادهما عن المشاركة ولعب دور رئيسي في فوز الفريق، فإنهما يجذبان الأضواء في ظل عشق الجماهير لهما واهتمام وسائل الإعلام بكل ما يتعلق بهما، وقد يقتصر ظهورهما على بعض المناسبات بعيدا عن المباريات المصيرية.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز