كريستيانو رونالدو يبحث عن وظيفة.. فخر أم عار؟
يصر البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، على الانتقال لفريق جديد قبل انتهاء ميركاتو الصيف في غضون ساعات قليلة.
سر رغبة رونالدو في ترك مانشستر يونايتد، هو شعوره بأنه يُعاقب على جرم لم يقترفه، ورغبة منه في المنافسة على الألقاب خاصة في دوري أبطال أوروبا، الذي يشهد غياب مانشستر يونايتد في موسم 2022-2023.
لكن ما يقوم به رونالدو في الفترة الأخيرة عبر إرسال وكيل أعماله خورخي مينديز للتفاوض مع عديد الأندية للتعاقد، معه تسبب في حرج وسخرية شديدين.
ما تسبب في السخرية من رونالدو أكثر من أمر، أولهم أن الأندية التي يريد اللاعب الانتقال إليها في الأغلب هي أقل من التي مثلها على مدار تاريخه مثل مانشستر يونايتد، في فترته الذهبية التي توج خلالها بدوري أبطال أوروبا 2008 وريال مدريد، النادي الأنجح في أوروبا والذي حقق معه الدون 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، بخلاف يوفنتوس الإيطالي.
ارتبط اسم رونالدو بأندية أقل مثل نابولي وبروسيا دورتموند وسبورتنج لشبونة، وهو فريقه القديم في البرتغال قبل النجومية، وكلها رفضت وبأشكال مباشرة وغير مباشرة وبتعليقات علنية وعامة فكرة التعاقد مع اللاعب.
عدم التعاقد مع رونالدو أمر منطقي لتلك الأندية، التي تمتلك وجهات نظر لذلك، فالبرتغالي لاعب في الـ37 من عمره ويحصل على راتب خيالي، وهو لاعب وجوده سيمثل أزمة للفريق وسيكون من الصعب إجلاسه بديلاً وإن حدث ذلك فسيكون الأمر هو العنوان الرئيسي في الصحف العالمية، ولن يقبل به اللاعب.
بالإضافة إلى تلك الأمور، فإن رفض الأندية الكبرى مثل تشيلسي وبايرن ميونخ، لفكرة التعاقد مع رونالدو بسبب ما قد يحدثه من إخلال بالتوازن داخل الفريق نتيجة نجوميته الزائدة وكبر سنه، جعل الناس تشعر أن الأمور قد اقتربت من النهاية للاعب الأسطوري.
لكن على الجانب الآخر، فإن هناك أسبابا منطقية لرونالدو تجعل ما يقوم به من رفض لفكرة الاستمرار في مانشستر يونايتد حق مشروع له، أولها خصم الراتب.
وجد رونالدو أن خصم 25% من راتبه الموسم الماضي أمر مجحف، فهو يعاقب على خطأ لم يرتكبه حسب وجهة نظره، وهو فشل الفريق في التأهل لدوري أبطال أوروبا، وإن كانت كرة القدم لعبة جماعية في المقام الأول، فلاعب مثله يرى أنه يستحق مجموعة لاعبين أفضل من المتاحين حاليا.
التقارير الواردة من الصحافة الإنجليزية تؤكد أن "الدون" دائم المقارنة بين جيل 2008 في مانشستر يونايتد ونظيره الحالي، الذي فشل في تحقيق أي لقب منذ عام 2017.
وتسببت مقارنة رونالدو زميليه ماركوس راشفورد وهاري ماجواير بكل من واين روني وريو فرديناند في تحول اللاعبين ضده، وانتظارهما لرحيله كي يكف عن الضغط عليهما بهذا الشكل الفج من المقارنات.
لكن إذا كان رونالدو يرى أن الفريق الحالي لمانشستر يونايتد لا يستحق استمراره معه، فله الحق في البحث عن المجد في ناد آخر ومع مجموعة أخرى، ويكفيه احتراماً محاولاته الحثيثة للقيام بذلك رغم أنها جلبت له السخرية والنقد.
ويبقى في النهاية كريستيانو رونالدو لاعباً قرر ألا يتوقف عن السعي لحصد أهم البطولات والفوز بأعظم الألقاب حتى ولو وجد نفسه قريباً من النهاية.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز