ساعات حاسمة أمام مفاوضات هدنة غزة.. اتفاق أم تعثر؟

ساعات حاسمة أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إعلان حركة "حماس"، موافقتها على إطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية وجثامين 4 أسرى آخرين، في عرض لم يلق قبولا لدى إسرائيل.
وقد كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر أن إطلاق عيدان ألكسندر وجثامين المواطنين الأمريكيين الأربعة بمثابة أولوية للإدارة الأمريكية.
وتسبب هذا الأمر بإرباك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قرر عقد مشاورات بشأن موقف "حماس" مساء السبت.
وحال موافقة نتنياهو فإنه سيصار إلى اتفاق على تحديد أيام وقف إطلاق النار وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم من السجون الإسرائيلية والقرار بإعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكذلك المنازل المتنقلة إضافة الى الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وكانت حركة "حماس": قالت في بيان: "تسلّم وفد قيادة حركة حماس، يوم أمس، مقترحًا من الإخوة الوسطاء لاستئناف المفاوضات، حيث تعاملت معه الحركة بمسؤولية وإيجابية، وسلمت ردّها عليه فجر اليوم، متضمنًا موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية".
وأضافت: "تؤكد الحركة جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة".
وعلى إثر ذلك فقد قال مكتب نتنياهو بداية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيعقد مشاورات أمنية حول رد حماس".
ولكنه قال لاحقا في بيان محدث: " في حين قبلت إسرائيل إطار عمل ويتكوف، تُصرّ حماس على رفضها وتُواصل شنّ حرب نفسية ضد عائلات الأسرى".
وأضاف: "سيجتمع رئيس الوزراء بالفريق الوزاري مساء غدٍ السبت للاستماع إلى إحاطة مُفصّلة من فريق التفاوض، ولتحديد الخطوات اللازمة لتحرير الأسرى وتحقيق جميع أهداف حربنا".
ويتضمن الرد الذي قدمته "حماس" 3 عناصر ترفضها إسرائيل وهي:
أولا، اقتصار عملية التبادل على رهائن إسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية.
ثانيا، الدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية.
ثالثا، بروز "حماس" وكأنها توافق على مقترحات أمريكية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي مطّلع لهيئة البث الإسرائيلية "إن مقترح الوسطاء ينصّ على الإفراج عن خمسة مختطفين أحياء".
وأضاف أن "حماس أعلنت أنها توافق على مبادرة المبعوث الرئاسي الأمريكي أدوم بوهلر، غير أن هذا ليس المستند قيد المداولات حاليًا في الدوحة" في إشارة إلى أنه جار البحث في عرض قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
كما أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تم تعميمه على وسائل الإعلام باسم مسؤول سياسي إسرائيلي، إن "عرض حماس المزعوم بإطلاق سراح رهائن يحملون الجنسية الأمريكية يهدف إلى تخريب المفاوضات وأنه مجرد تلاعب. حماس لم تغير موقفها على الإطلاق، على الرغم من جهود الأمريكيين والوسطاء، وعلى الرغم من استعدادنا للمرونة".
وكان المبعوث الأمريكي ويتكوف قدم خطة تقضي باطلاق 10 رهائن أحياء مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما يجري في اليوم الأخير منه إطلاق من تبقى من رهائن في حال التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من الاتفاق.
ولدى "حماس" في غزة 59 رهينة بينهم 24 ما زالوا على قيد الحياة.
وتصر "حماس" على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن التزاما بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة وهو ما ترفضه إسرائيل.
وتريد إسرائيل اتفاق يعيد الرهائن ولكنه لا يتضمن أي التزام بوقف الحرب على غزة.
ومن شأن اقتراح "حماس" أن يزيد الضغوط المحلية في إسرائيل على نتنياهو للقبول، كما أن من شأن رفضه أن يضع نتنياهو في إشكالية مع إدارة ترامب باعتبار أن الاتفاق يشمل أمريكيين أحياء وأموات.
وقالت عائلات الرهائن في بيان: "نهنئ من صميم قلبنا كل مختطف يعود إلى بلاده - لإعادة تأهيله ودفنه. إذا كان إعلان حماس صحيحا ونفذ، فإن الرهائن الذين يعودون يجب أن يكونوا فقط فرصة لاتفاق يعيد الجميع في خطوة واحدة فورية. وإلا فهو اختيار يفكك الصهيونية عن قيمها ويستمر في التخلي عن 7 أكتوبر/تشرين الأول، بناء على جواز سفر أجنبي".
وتابعت: "إذا أصرت إسرائيل على التوقف عن التفاوض والتخلي عن مواطنيها، فستعرف كل أم عبرية أنها يجب أن تحصل على جواز سفر أجنبي لابنها، وإلا سيتم التخلي عنه".
ووجهت العائلات مناشدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "نشعر بصدمة عميقة من احتمال بقاء المختطفين في الأسر لفترة طويلة وغير معروفة من الزمن والحكم عليهم بالإعدام أو الاختفاء. ونطالبكم بأن توجهوا الوفد إلى عدم العودة من الدوحة دون اتفاق على جميع المختطفين البالغ عددهم 59 دفعة واحدة. التزم بإنهاء الحرب. إبرام اتفاقية شاملة وإعادة أبنائنا وبناتنا إلى الوطن".
aXA6IDE4LjIyNS4xNTYuNDkg جزيرة ام اند امز