"انتقاد الراحلين" في الميزان.. لماذا يُحاكم المشاهير بعد وفاتهم؟ (خاص)
انشغل الرأي العام المصري في الأسابيع الأخيرة، بتقييم عدد من المشاهير الذين رحلوا عن دنيانا قبل سنوات.
رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على وفاته، انتقد عدد من الفنانين والمثقفين توجه الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، في أعقاب أزمة ارتبطت بإعداد عرض مسرحي يتناول سيرته، حتى خرجوا بتصريحات لم ترق لكثير ممن يعشقون "إمام الدعاة".
كما تعرض الروائي أحمد خالد توفيق، الذي رحل في عام 2018، لأمر مشابه خلال نفس الفترة، حينما انتقد البعض أسلوبه المتبع في كتابة رواياته، بشكل أثار غضب محبيه من الشباب، وهو نفس ما واجهه الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، والذي تعرض لهجوم لاذع رغم وفاته في سنة 2013.
عقد البعض لما يشبه جلسات محاكمة لمشاهير فارقوا الحياة باتت ظاهرة ملحوظة في الآونة الأخيرة، خلفت ردود فعل غاضبة وحادة دفعت الكثير من الناس لمحاولة معرفة دوافع تناول مواقف هؤلاء الأشخاص في لحظات لا يستطيع فيه الطرف الآخر الدفاع عن نفسه، وهو ما سعت "العين الإخبارية" إلى إيضاحه خلال السطور التالية.
حب الظهور
اعتبر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن انتقاد شخصيات عامة فارقت الحياة الهدف منه لفت الانتباه وإحداث حالة حراك في الرأي العام.
شرح "فرويز"، لـ"العين الإخبارية": "حينما يجري مهاجمة شخص له تاريخ يُحدث الأمر صدى، وتنقسم الآراء بين التأييد والمعارضة بشكل يخلق نوع من الحراك الذي يذيع صيته، ويضمن التواجد لمثير النقاش. هو نوع من أنواع لفت الانتباه".
نوه استشاري الطب النفسي بأن من بين أهداف منتقدي الشخصيات العامة المتوفاة رغبتهم في كسب أصوات مؤيدة لهم والفوز بنقطة لصالحهم وتحقيق مزيد من المشاهدات، كما أنها محاولة لأن يكونوا أكثر شهرة.
ظاهرة صحية
بينما رأى الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي، أن تناول آراء شخصيات عامة فارقت الحياة، ظاهرة صحية، في عصر بات فيه من السهل التعبير عن الرأي خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حسب قوله.
أضاف "الباسوسي"، لـ"العين الإخبارية"، أن "السوشيال ميديا" سهّلت طرق الوصول إلى الناس من خلال إبداء الآراء: "هذه المسألة تحدث ما يشبه التنبيهات وحث للآخرين بأن يدلون بآرائهم، هي حالة حراك جيدة".
أشار استشاري العلاج النفسي إلى أن الشخصيات العامة معرضة للتناول سواء كانوا أحياء أو أمواتًا: "هي أثرت في المجتمع ومن الطبيعي أن تتعرض للنقد وتكون تحت المجهر في أي كلمة أو همسة، وتكون في حياتها حريصة في آرائها وأفكارها، الأمر في مجمله لا يُعتبر تربصًا أو تجاوزًا".
نظرة إعلامية
نشوب نقاشات جدلية بشأن شخصيات عامة راحلة، شارك فيها عدد من الصحفيين والإعلاميين خلال منصات مقروءة ومرئية، فكل منهم سعى إلى إبداء رأيه سواء كان مؤيدًا أو معارضًا، في أمر كان جديرًا بالوقوف أمامه.
في هذا الصدد، قال الدكتور عثمان فكري، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن وسائل الإعلام "لها كل الحق في تناول أي ظاهرة أو أي شخصية قديمة أو معاصرة، حية كانت أو ميتة".
أوضح "فكري"، لـ"العين الإخبارية"، النهج الذي يجب أن يتبعه الإعلامي في تناول القضايا الخلافية بشأن الشخصيات العامة: "لابد أن يعلي الإعلام قيمة الموضوعية والمهنية في التناول، وأن يبرز المزايا والعيوب بكل حيادية، ويستعين بمصادر تعبر عن وجهتي النظر".
استنكر أستاذ الصحافة فكرة إبداء الإعلامي لرأيه الشخصي في القضية: "ليس من حقه أن ينصب نفسه حكمًا وقاضيًا وينفرد بوجهة نظر واحدة يعرضها على المتلقين.
إثارة الإعلامي لنقاشات تتعلق لشخصية عامة متوفاة تتمتع بشعبية، أرجعه "فكري" إلى الرغبة في كسب مزيد من المشاهدات، إلى جانب سعيه لـ"تحقيق مصالح معينة خاصة بجهات أو شخصيات معينة" بحسب رأيه.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز