نهاد أبوالقمصان: رضوى الشربيني أذكى من ياسمين عز .. والهجوم على الشعراوي "توحش" (حوار)
تسببت صورة نشرتها نهاد أبوالقمصان، المحامية المصرية، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، من أمام الكعبة في إثارة جدل واسع.
ارتدت نهاد في الصورة غطاء للرأس يسمى "التربون" وهو ما أثار ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض ذلك الزي، معتبرا أنه لا يليق بالتواجد في ذلك المكان المقدس، فيما انبرى آخرون للدفاع عنها، وعن حقها في ارتداء ما تختاره طالما أنه محتشم.
كما شغلت البلاغات التي قدمتها "أبوالقمصان" ضد مواطنتها الإعلامية ياسمين عز اهتمام كثيرين، إذ اعتبرت الأولى أن ما تقدمه الأخيرة عبر برنامجها التلفزيوني، يشكل خطرا على السلام الاجتماعي، في ضوء ما تروجه من مواقف حول علاقة الرجل بالمرأة.
وتواصلت "العين الإخبارية" مع المحامية المصرية لتكشف لنا عن تفاصيل وتطورات البلاغات التي قدمتها ضد ياسمين عز، كما كشفت خلال الحوار عن رأيها فيما تقدمه الإعلامية رضوى الشربيني والداعية عبد الله رشدي.
كما تطرقت أبوالقمصان للحديث عن قضية "أجر الرضاعة"، وردود الفعل التي تسببت فيها، حيث حاولت الدفاع عن نفسها تجاه الهجوم الذي تعرضت له في هذه القضية، وعمدت إلى توضيح عدد من الأمور فيما نُسب إليها من تصريحات. وإلى نص الحوار.
- لماذا تتخذين موقفا من ياسمين عز؟
ياسمين عز حققت ما لم تستطع إعلامية أو مذيعة في مصر والمنطقة العربية بأكملها تحقيقه، فهي حظيت بكراهية غير مسبوقة من كل الفئات، رغم المجهود المبذول في برنامجها لتظهر بهذه الصورة، فهي حاولت تغيير شكلها من خلال العدسات اللاصقة الزرقاء، وتتعمد دائمًا الظهور بملابس متحررة بشكل يختلف مع ثقافتنا المصرية، للفت الانتباه لها.
- برأيك لماذا تلجأ لهذا؟
ياسمين عز لم تحقق أى شهرة من قبل ولم نسمع عنها، ولكن بعدما بدأت تستهدف تخريب العلاقات بين الأزواج، عرضها ذلك للهجوم، ووجدت أن ذلك أفضل طريق لتحقيق شهرة كبيرة فقررت استكمال هذه اللعبة، ولكن شهرتها بُنيت على الإهانة والسب، والجميع كانوا في انتظار اتخاذ الخطوة الرسمية ضدها.
- ما آخر تطورات بلاغك ضدها؟
البلاغ يسير في نطاقه الرسمي، وقامت نقابة الإعلاميين باستدعائها للتحقيق معها في المخالفات القانونية والإعلامية التي تقدمها.
وقدم المجلس القومي للمرأة شكوى رسمية للهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام في مصر باعتبارها الهيئة الأعلى في الدولة أو ما يعادل وزارة الإعلام، وما زلنا في انتظار تحرك النائب العام والنيابة العامة في البلاغ المقدم ضدها.
- هل توقعتي تضامن عدد كبير من سيدات مصر في البلاغ المقدم ضدها؟
لا، لم نتوقع. وفوجئنا بانضمام عدد غير مسبوق للبلاغ، ليس فقط من السيدات، حيث انضم للبلاغ المقدم ضد ياسمين عز آلاف الرجال والسيدات، فهي نجحت بامتياز غير مسبوق في أن تجمع الشعب المصري على كرهها بقدر كبير.
- هل تري أن تصريحاتها قد تؤدي الى مشكلات زوجية؟
بالتأكيد، تصريحاتها تؤدي إلى مصائب وليست مشكلات زوجية فقط، وقمنا بالاستعانة بخبراء في الإعلام والقانون لمراجعة عدد من حلقاتها وتحليل مضمونها، ووجدناها تروج لـ 4 جرائم تحاول بهم ضرب السلام الاجتماعي عن عمد.
- ما هي هذه الجرائم من وجهة نظرك؟
الأولي، تطبيع العنف والتحريض عليه بسبب تصريحاتها على واقعة الضرب التي تعرضت لها عروس الإسماعيلية فى الشارع، وهي الواقعة التي استنكرها جميع الشعب المصري، ولكن ياسمين أقرت بأن ذلك أمرا عاديا بين الزوجين في البيوت، فضلا عن نصيحتها للفتيات والسيدات بتلقيب زوجها بلقب، والإجابة على شقيقها بعدما يقوم باستخدام الجرس.
الجريمة الثانية، هي إهانة الرجل المصري نفسه بالرغم من أنها تصدر فكرة أنها تقف بجانبه، لكن هذا لم يحدث على الإطلاق فهي تشبههم بقطع الآثار، وتحاول باستمرار أن تصدر صورة ذهنية عن الرجل أنه شخص بلا عقل من الممكن أن تضحك عليه سيدة أخرى، فضلا عن نصيحتها للسيدات بضرورة الانتباه إليه وعدم تركه مع سيدة أخرى حتى لثوان.
الجريمة الثالثة، إهانة التاريخ والحضارة الفرعونية باستخدام كلمة الفرعون الصغير والكبير في غير موضعها، وتحويلها إلى مادة للسخرية، وهي على دراية بأن الشعب يستقبل تصريحاتها بالسخرية والإهانة والسب، وتعلم أن كلمة الفرعون دليل على ثقافتنا المصرية وحولتها إلى مادة للسخرية.
الجريمة الرابعة، نشر الخرافات مثل بدعة الصوت الشتوي والصوت الصيفي، وهي على علم بأنهم خرافات، لذلك تقول دائماً "أنا بنصحك بكلام جوجل لا يعلم عنه شيء".
- لكن ياسمين عز تقول إن كثيرا من المحامين تقدموا للدفاع عنها؟
جميع المحامين الذين تقدموا للدفاع عنها والوقوف بجانبها يسعون للشهرة والترند، فأغلبهم لم نسمع عنهم من قبل في المحاكم، وما هم إلا ظواهر صوتية.
- في المقابل ما رأيك فيما تقدمه الإعلامية رضوى الشربيني؟
ما تقدمه رضوى الشربيني شديد التخلف، فهي إعلامية صنعها الترند، وبالتأكيد إذا قمنا بعمل تحليل مضمون لخطاب برنامجها سنجد أنه خطاب تقليدي رجعي، قائم على هزيمة السيدة المصرية وانكسارها، وأن شاغلها الأكبر هو الحب والهيام والجري وراء الرجال.
رضوي تحاول دائماً إظهار أنها شخصية قوية بآرائها في البرنامج من خلال طبقة صوت وتعبيرات جسدية معينة، لكن تحليل خطابها يخلو من التمكين الاقتصادي للمرأة، ولم تقدم نماذج لسيدات قويات، فهي ليست داعمة للمرأة وبرنامجها ترفيهي استهلاكي.
- في حالة المقارنة بين ياسمين عز و رضوي الشربيني.. برأيك من ستفوز؟
على مستوى الذكاء الإعلامي، رضوي الشربيني أذكى بكثير من ياسمين عز، فهي لم تكن معروفة من قبل، وقررت عمل برنامج خاص بها على فضائية محتواها عبارة عن الطبخ، ولكن شهرتها والترند تحققا بعد حلقة "البلوك" التي أغضبت بها الرجال بشكل كبير.
ورأيي أنها أذكى من ياسمين لأنها لم تستمر في الهجوم على الرجال، وبعد ترند "البلوك" عادت من جديد لمحتوى برنامجها الترفيهي الذي يناقش قصص حب السيدات والفتيات، فهي لا ترتكب أى جريمة إعلامية بعكس ياسمين عز.
وفي النهاية رضوي الشربيني لا تدافع عن السيدات، وياسمين عز لا تدافع عن الرجال.
- أعلنتِ أنك زرتِ الكعبة بالتربون، واستغل البعض هذا الأمر ضدك ما تعليقك؟
لم أعلن أنني قمت بزيارة الكعبة بالتربون فهو أمر يجب ألا يعلنه أحد، ولم أصل بالتربون، ولكن ما أعلنته في 2019 هو زيارتي الكعبة بدون محرم بعدما أعلنت السعودية إلغاء المحرم.
والصورة التي قمت بنشرها هي صورة بهيئتي التي أظهر بها في جميع تحركاتي، ولكن الهجوم على الصورة كان من قبل بعض من تركوا الأصل وتمسكوا بالفرع، ورددوا على لساني أقوال لم أُصرح بها على الإطلاق.
- للشيخ عبد الله رشدي تصريحات يعتبرها البعض ضد المرأة.. ما تعليقك؟
عبد الله رشدي له تصريحات كثيرة ضد المرأة ورؤيته شديدة الرجعية والتخلف والسلفية، وطالبت النائب العام بالتدخل في هذا الأمر، لكن بالرغم من اختلافي معه في آرائه إلا أنه رجل ذكي؛ لأنه عندما وجد الهجوم زائد عليه بشكل كبير، ومطالبتنا بالتدخل فيما يقدمه، حاول أن يضبط الخطاب الإعلامي الذي يقدمه.
ولكن لا يمكن أن ننكر أنه يحاول تسطيح عقول متابعيه، فهو يتحدث عن موضوعات مستهلكة لا تقدم مشاكل حقيقية، ولكن ذكاءه الإعلامي أبعده عن المشاكل.
أما عن رأيه في أن المرأه هي السبب في عمليات التحرش، فهو اعتذر عنه في ندوة وأقر أن لم يقل ذلك ولكن حديثه كان معناه أن جميع الفتيات والسيدات يجب عليهن الحفاظ على أنفسهن، وتراجع عن الدخول في هذه القضايا.
ودافعت عن عبد الله رشدي قبل ذلك، عندما تعرض للهجوم بعدما نشر صورة مع صغيرته؛ لأن الطفلة تعرضت لحملة تنمر كبيرة من قبل المختلفين معه في آرائه، ولذلك رأيت أن التعليقات على صورته مع طفلته جريمة في حقها.
-ما تعليقك على الجدل حول الشيخ الشعراوي بين أنصاره ومن يسمون أنفسهم بالتنويريين؟
الشيخ الشعراوي لديه آراء أنا شخصيا لا أتفق معه فيها، لكن لا استطيع الدخول في المساحات التي يدخل فيها التنويريون، وقيامهم بتوجيه السب له، فأنا أرى أن هذا الرجل في عصره اجتهد بشكل كبير، وغير اجتهاده في حدود معينة وهي معطيات العصر الذي عاشه.
وأرى أن تغير آراء الشعراوي والهجوم عليه بسببها، كان بسبب التغيرات الحادثة في الواقع والزمن فهما من أكثر العوامل التي من الممكن أن تتسبب في تغيير معتقدات المفكرين.
أما الهجوم عليه فأنا لست معه ولا أقبله على الإطلاق، لأنه هجوم فيه توحش وضراوة وإهانة للرموز بشكل غير طبيعي حتى لو أخطأ، ونقول إنه شخص مجتهد ولذلك له أجران.
- هل مازلت عند رأيك بشأن أن المرأة غير ملزمة بالرضاعة؟
أجر الرضاعة ليس رأيي، وما حدث كان فيه اجتزاء لتصريحاتي التي قلت فيها إن هذا الرأى رأى الأئمة، والحديث كان في سياق مناقشة قانون الأحوال المدنية في مصر، ومذهب الإمام الشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة، جميعهم أقروا أن هناك أجرا للأم عن الرضاعة، لكن حديثي انصب على أننا لسنا مرضعات أو خادمات، فنحن نطالب بعلاقات ناجحة مبنية على الشراكة.