هند عاكف لـ"العين الإخبارية": جوليا روبرتس أهدتني نصرا من عند الله (حوار)
برز اسم الفنانة المصرية هند عاكف ضمن الأسماء الأكثر رواجا على محركات البحث "غوغل" خلال الفترة الماضية.
جاء ذلك بعد أزمة منعها من دخول مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تسببت في إثارة جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الفنانة المصرية، وسألتها عن كثير من الأمور التي تهم جمهورها، وكشفت خلال الحوار عن تفاصيل أزمتها، ورأيها في مصطلح السينما النظيفة، ورغبتها في العمل مع المخرج خالد يوسف بالرغم من رفضها أدوار الإغراء.
أين هند عاكف من السينما والتلفزيون في الفترة الحالية؟
أنا الآن في مرحلة العودة من جديد، وأحاول في هذه الفترة تعريف المخرجين والمنتجين بعودتي، خاصة أن الوسط الفني تغير بشكل كبير عما سبق، وهناك العديد منهم لم يتعاملوا معي من قبل، وليسوا على معرفة بي.
وخلال الفترة الماضية عُرض علىّ بعض الأعمال، ولكنني أتمنى أن تكون عودتي قوية بشكل يُرضي جمهوري، فآخر أعمالي كان مسلسل "أنا قلبي دليلي"، وأنا لا أسعى للبطولة المطلقة، فخلال مشواري الفني قدمت العديد من البطولات في المسرح والتلفزيون، بالإضافة إلى مشاركتي في بعض الأفلام السينمائية.
ما سبب ابتعادك عن الفن 10 سنوات؟
سبب ابتعادي هو اتجاهي اتجاها كليا للمجتمع المدني والسياسي في فترة ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وشعوري بضرورة الوقوف بجانب الدولة، وأن أكون صاحبة دور إيجابي في هذه الفترة.
وتعاملت مع فترة الابتعاد كأنني في إجازة، ولكن مدتها طالت إلى حد ما بسبب انشغالي بكثير من مشاكل الأفراد والمجتمع، وانشغالي بمهام أخرى بعيدًا عن الوسط الفني، فكنت المنسق الإعلامي للوفد الشعبي الذي قام بزيارة روسيا تمهيداً لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وانشغلت أيضًا بمواقفي في ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، واشتراكي في العديد من الائتلافات، وشغلت منصب أمين المرأة في ائتلاف حب الوطن، وأمينة المرأة في الحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكذلك ترشيحي لمجلس النواب، وقيامي بتنظيم ندوات ثقافية، وندوات لدعم الدستور وتعديلاته.. كل هذا كان سببًا في ابتعادي هذه الفترة، ولكنني أشعر أنني قمت بتقديم رسالتي على أكمل وجه تجاه وطني، ولذلك قررت العودة مرة أخرى للفن، وأفكر في خدمة الدولة من خلال الأعمال الفنية.
يتهمك البعض بتعمد إثارة الجدل لتحقيق الترند، خاصة بعد إطلالتك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. ما ردك؟
أنا لا أتقاضى أي مبالغ مالية ولا يعود عليّ أى فوائد بسبب الترند فما السبب الذي يجعلني أسعى إليه، وظهرت للمرة الأولى في الترند بسبب إطلالتي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43 بفستان للملكة كليوباترا لتشجيع حضارة الدولة، وكان ذلك سبب أزمتي هذا العام، حيث أدرك القائمون على المهرجان أنني سأقوم بتكرار التجربة مرة أخرى أو أنني سأحضر بفستان غريب يثير الجدل، وذلك الأمر يبغضه الفنان حسين فهمي، وكان ذلك السبب في استبعادي وعدم دعوتي هذا العام للدورة الـ44 من المهرجان.
وتنبأت بأن إطلالتي الأخيرة في المهرجان ستتصدر الترند، ولكنني لا أبحث عن الترند، وبالرغم من ذلك قدمت فكرة عبقرية من الإطلالة، وأردت توصيل رسالة أن الترند لا علاقة له بالفساتين المثيرة والمكشوفة، ففكرت في تقديم فكرة خارج الصندوق بدون التأثير على المشاهد، والفستان كان قيما فنيًا، وشعرت بأنه يحمل رسالة حب ووفاء وتكريم للنجوم الذين رحلوا ولكنهم حضروا بروحهم على الريد كاربت من خلال فستاني.
ما ردك على جميع من اتهموك بأنكِ من تسببتِ في هذه الأزمة؟
أنا لم أتسبب فيها إطلاقًا، وتوجهي للمهرجان أشبه بتوجهي إلى منزلي، فلا يصح أن يقوم أحد بطردي من على الباب، فجميعنا نجوم وفنانون، أما الشباب المنظمون فلم يكونوا على دراية كافية بكيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات، وكان على إدارة المهرجان أن تتدخل.
لم أتخيل أن يتم منعي من الدخول، فأنا نجمة من نجوم الوسط الفني صاحبة تاريخ من الأعمال الفنية، والمشهد بمجمله كان غير لطيف بالنسبة للمهرجان وإدارته وليس لهند عاكف، فهو أمر غير مقبول من مجموعة من الشباب وصغار السن.
بماذا شعرت بعد قيام الممثلة الأمريكية جوليا روبرتس بارتداء فستان بنفس فكرة فستانك بالضبط؟
كنت في حالة من عدم التصديق التام، ولكنني شعرت بسعادة تامة، وكانت ردود فعلي غريبة، ففي بداية الأمر صُعقت من إطلالتها وبدأت في الصياح، وشعرت أن هذا كرم من الله سبحانه وتعالى، فأنا دائماً أسعى للوصول للعالمية عن طريق الفن، ولكنني وصلت لها بطريقة غير مباشرة عن طريق إطلالتي التي تعرضت للتنمر بسببها، ولكن أن تقوم نجمة عالمية بارتداء فستان بنفس الفكرة والتصميم، فهذا اعتبرته نصرا من عند الله لي.
وشعرت أن ما قامت به جوليا روبرتس بمثابة رسالة لكثير من المتنمرين وإدارة المهرجان والفنان حسين فهمي، لتقول لهم إن هند عاكف لم تخطئ، وتقول لهم إنها متضامنة معي، وواقفة في صفي، لترد لي اعتباري، وهذا لم أتوقعه أبدًا، ولذلك أوجه لها رسالة شكر على دعمها لي.
وكان ذلك أبلغ رد فهذه نجمة أمريكية عالمية تدعم فنانة مصرية، وتصدرت الترند من جديد بعد إطلالة جوليا روبرتس، وبدأت مقارنات بين الإطلالتين، ولكن أغلب التعليقات جاءت أن فستان هند عاكف كان أحلى وبه روح عن فستان جوليا، خاصة أن فستاني كان مطبوعا عليه صور لأكثر من فنان وفنانة، أما فستانها فكان عبارة عن صورة واحدة ومكررة.
ما تعليقك على أزمة الفنانة وفاء مكي؟
أزمة الفنانة وفاء مكي ليست قضية فردية، فهي أزمة جيل كامل، وجيلي من أكثر الأجيال التي تعرضت للظلم، لذلك أطالب المنتجين والمخرجين بتقديم حلول فعالة وسريعة، وأن يقوموا بفتح الباب أمام فناني جيلي ليمنحوهم فرصا جديدة تناسب أسماءهم وأعمارهم، فأغلب جيلنا ما زالوا شبابا، فنحن نستحق أن نعود بقوة من جديد لأننا جيل قوي وليس ضعيفا، وكثير منا يستطيع أن يقوم ببطولات لأعمال قوية، وأتمنى أن نتكاتف جميعاً لمواجهة هذه الأزمة التي تهدد جيلا بأكمله.
قلتِ إنكِ تتمنين تقديم سيرة نعيمة عاكف في فيلم أو مسلسل؟
نعم بالتأكيد، أتمنى تقديم سيرة نعيمة عاكف وتجسيد حياتها في فيلم أو مسلسل، لأنها صاحبة تاريخ فني كبير بالرغم من أنها قدمت حوالي 23 فيلما فقط، وصاحبة اسم مشرف، فهي مازالت حاضرة بين الجمهور باسمها وروحها وأعمالها، وجميع الأجيال تعشقها، بالرغم من رحيلها في سن صغيرة، فهي قدمت أعمالا خالدة مازالت عالقة في أذهان الكثيرين.
برأيك مَن مِن ممثلات الجيل الحالي تستطيع تجسيد دورها؟
أنا الأنسب لتقديم سيرة نعيمة عاكف الذاتية، وأتمنى أن يمنحني الله التوفيق لأستطيع القيام بتجسيد شخصيتها في أي عمل فني.
من الشخص الذي يستحق لقب "نمبر وان" الوسط الفني حالياً من وجهة نظرك؟
لا يوجد مكان لمصطلح "نمبر وان"، ولا يمكن إطلاقه على شخص واحد، فكل فنان "نمبر وان" في دوره، أما إذا قمنا بتصنيف الفنانين سنجد الكثير والكثير منهم يمكن أن نطلق عليه لقب "نمبر وان" من النجوم الكبار وجيل الشباب وجيلي أيضاً، وبرأيي أن هذا اللقب يمكن إطلاقه في حالة نجاح أى فنان في دور معين يقوم به، فمن الصعب إطلاقه على شخص بعينه.
صرحت في وقت سابق بأن المخرج خالد يوسف أنجح من المخرجة إيناس الدغيدي، هل يعني هذا أنك تفضلين العمل معه أكثر؟
لا أستطيع أن أنكر أن الاثنين من كبار المخرجين، ولكنني أميل للعمل مع المخرج خالد يوسف بشكل أكبر من العمل مع المخرجة إيناس الدغيدي.
فأعمال خالد يوسف جميعها نجحت لأنها من الواقع، ويناقش فيها قضايا اجتماعية مهمة، ويغلب عليها روح الشارع والشعب المصري، وأفلامه تحمل قصصا قوية، وجميع من يعمل معه يستفيد منه ومن خبرته، ولذلك أتمني العمل معه لأنه مخرج ناجح جدًا.
هل تؤمنين بمصطلح السينما النظيفة؟
بالنسبة لي جميعها سينما، ولكن الجمهور هو الذي أطلق على الأفلام التي تخلو من القبلات والإثارة مصطلح "السينما النظيفة"، ولكنها في النهاية سينما أيضًا، وفي الوقت الحالي أفلام الشباب أصبحت تخلو من المشاهد الساخنة والعري الذي كان موجوداً من قبل.
وعن نفسي أميل إلى الأفلام التي تخلو من الإثارة والمشاهد الساخنة، وأعتقد أن ذلك هو السبب في قلة أعمالي السينمائية، فأنا رفضت أعمالا تحتوي على مشاهد تتطلب ارتداء مايوه، أو تقديم مشهد فيه قبلات وإغراء، ولكنني لا أعارض قيام أى زميلة بمثل هذه المشاهد، وأميل حالياً إلى الأعمال التي تناقش موضوعات مهمة.
ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها لنقابة المهن التمثيلية؟
أتمني أن تقوم النقابة بتقديم حلول لجعل جميع الفنانين يشاركون في أعمال فنية، حتى لا يتعرض أى شخص منهم للاستبعاد سواء من خلال قانون أو لائحة أو بروتوكول وان يكون لها دور في توزيع الأدوار مع المخرجين والمنتجين لمشاركتهم في اختيار الأسماء التي من الممكن أن يشارك فيها النجوم المستبعدون من سنوات طويلة، فليس من الطبيعي أن تكون جميع الأعمال الفنية المقدمة من جيل الشباب فقط، أو أن يقوم فنان أو فنانة بتقديم 5 أو 6 أعمال فنية خلال العام الواحد، وفي المقابل يوجد الكثيرون الذين لا يستطيعون المشاركة في أي عمل.