أحمد عبدالعزيز يكشف لـ"العين الإخبارية" سر المبالغة في أدواره (حوار)
حفر الفنان المصري أحمد عبدالعزيز، نجوميته في قلوب المصريين من خلال الدراما التلفزيونية، التي قدم من خلالها أعمالا ناجحة متميزة، مثل "المال والبنون، ذئاب الجبل، الوسية".
"العين الإخبارية" تواصلت مع الممثل القدير ليكشف في حواره أسباب الابتعاد عن الساحة الفنّية لسنوات طويلة، ورأيه في مصطلح "السينما النظيفة"، ورده على اتهامه بالمبالغة في أداء أدواره، والحديث عن الفرق بين شكل الدراما في الوقت الحالي ودراما الثمانينيات والتسعينيات.
وإلى نص الحوار:
- ما سبب ابتعادك عن الفن لسنوات طويلة؟
انقطاعي عن تقديم أعمال فنية لسنوات طويلة كان لأسباب عدة، منها: منعطف الانتقال من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى، ومرور مصر بأحداث مهمة في الفترة ما بين 2011 و2013.
وكان اهتمامي ووقتي منصبا خلال هذه الفترة تجاه هذه الأحداث، والسبب الأهم تغير المناخ الفني، والقصور في كتابة السيناريوهات والأعمال الفنية، فهناك مشكلة في عدم وجود ورق جيد لتجسيد أعمال جيدة.
- هل قبلت أعمالا من أجل المال رغم عدم رضاك عنها؟
من الصعب أن أقبل بأي عمل فني من أجل المال، وقبولي للأعمال تكون بناءً على رغبتي في تقديم شخصية جديدة للجمهور، فيكون ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وأنا دائمًا أضع البعد الفني في الاعتبار أولًا ويليه البعد المادي وليس العكس.
- هل بالفعل قمت ببيع أثاث منزلك ذات مرة في الفترة التي انقطعت فيها تقديم الأعمال الفنية؟
هذه شائعة مضحكة بالنسبة لي، فأنا لم أتعرض طيلة حياتي لمثل هذا الموقف، وكل ما يتردد حول قيامي ببيع أثاث منزلي لمواجهة ظروف الحياة، ليس صحيحا، ولا يمت للحقيقة بصلة والحمد لله أنا ميسور الحال.
- أين أحمد عبدالعزيز من السينما؟
بدايتي كانت من السينما وليس التلفزيون، وعاصرت كبار المخرجين ومنهم يوسف شاهين، خيري بشارة، محمد خان، حسين كمال، سعد عرفة، وحسام الدين مصطفى، وغيرهم.
ولكن بعد فترة من العمل في السينما وجدت أن الأعمال التي تعرض علي لم تعد كما كانت، وكانت أقل من مستوى الأعمال التي قدمتها من قبل، وحدث تراجع في مستوى الكتابة ولذلك اتجهت للتلفزيون.
- هل كانت أفلام المقاولات سببًا في ابتعادك عن السينما؟
بالتأكيد ظهور نوعية أفلام المقاولات كانت سبباً رئيسيا في ابتعادي عن السينما، رغم قبولي 3 أعمال من هذه النوعية من الأفلام، ولكنني لم أكن راضياً عن المستوى الفني لهذه الأفلام، وبناء عليه اتخذت القرار بعدم تقديم هذه الأعمال مرة أخرى.
- فضلت الدراما التلفزيونية على السينما في فترات طويلة.. ما السبب في ذلك؟
الأعمال الفنية المعروضة علي في التلفزيون كانت على مستوى فني عالي من حيث الكتابة، والإخراج، والمشاركين في العمل، ومنها الوسية، المال والبنون، الفرسان، من الذي لا يحب فاطمة؟، ذئاب الجبل، ولذلك قررت أن اهتم بالتلفزيون أكثر من السينما ومنحته وقتي.
ومن ضمن الأسباب أيضاً تأكدي أن شاشة التلفزيون داخل كل بيت مصري وعربي، وتدخل البيوت بلا استئذان، فهي شديدة التأثير على المشاهدين وعلى المجتمع بشكل عام، وكان هدفي ترك أثر مع المشاهدين.
- كيف تتلقى "كوميكس الفيس بوك" عن أدوارك السابقة؟
تسعدني بشكل كبير عندما أراها، وأعتقد أن سبب انتشارها أن جمهور السوشيال ميديا يجدون فيها تعبيرات جديدة ومختلفة تعبر عن مواقف معينة، ويستخدموها في مواقف مشابهة.
ولجوء جمهور السوشيال ميديا لاستخدام هذه "الكوميكس"، أن هذه الأعمال ما زالت محفورة في وجدان الجمهور وأثرت فيهم بشكل كبير.
- هل كان التمثيل حتى وقت قريب يحتوي على المبالغة في الأداء مثل دورك مع كمال أبورية في "سوق العصر"؟
تاريخي الفني يبلغ حوالي 60 عامًا، فليس من الطبيعي أن أدافع عن أعمالي في الوقت الحالي، وجميع أعمالي الحكم فيها والنقد متروك للجمهور المتلقي.
لدي تعقيب صغير على مسألة المبالغة، من يكرر هذا الكلام لم يشاهدوا سوى مشهدا أو حلقة واحدة من المسلسل، وبالتالي أصدروا حكمهم أن الأداء مبالغ فيه، ولكن يجب أن ينتبهوا إلى أمر مهم وهو أن الشخصية التي يقدمها الفنان لها دوافع لتصرفاتها التي يراها البعض مبالغة ولكنها في سياق الدور، وأنصحهم بضرورة مشاهدة العمل الفني كاملا في تتابعه الصحيح، للتعرف على تتابع الأحداث التي تصل بالفنان لهذا الأداء.
أما بالنسبة لمسلسل "سوق العصر" فهو حقق نجاحاً منقطعًا، والعصبية البالغة في تعامل منصور مع أخيه سيد المغازي كانت بسبب أنه لم يستطيع أن يرى أخيه منهزما ومنسحقا بهذه الطريقة، وحاول معه بالعنف ليجعله يتجاوز هذه المرحلةفيه، فهذه الأفعال غريبة على المغازية، ولذلك كان لا بد أن يتعامل معه بهذه الطريقة وأكثر من ذلك أيضاً.
ومشهد التنكر البدائي لمنصور المغازي وعدم تعرف إخوته عليه، كان ذلك هو الغرض من المشهد التخفي ليس أكثر، وكان ذلك هو المطلوب منه.
- هل ترى أنك في مكانتك اللائقة حالياً بين أبناء جيلك مقارنة بماضيك الأسطوري؟
إلى حد كبير لا، ولكنني حققت ما أريده منذ سنوات طويلة، وحصلت على المكانة التي استحقها في قلوب الجماهير وهو الحكم الأساسي لجميع الأعمال الفنية، ولكن السوق الفني له أحكام أخرى بعيداً عن الجمهور.
- الناس ما زالت تعشق مسلسل "ذئاب الجبل".. في رأيك من أدى دور علوان أبو البكري أفضل عبدالله غيث أم صلاح قابيل؟
لا يوجد مفاضلة بين اثنين فنانين يقومان بتأديه دور واحد، فكل واحد منهما له طريقته وأسلوبه وبصمته الخاصة في الشخصية التي يقدمها.
وليس هناك مساحة كافية لعقد هذه المقارنة، لأن صلاح قابيل قدم 8 مشاهد فقط، وعبدالله غيث بشكل عام أستاذ كبير في التمثيل، وممثل شديد كما كان يُلقب، وقدم شخصية علوان البكري بشكل رائع.
- برأيك لماذا لا تحقق المسلسلات الآن رغم كثرتها ما حققته مسلسلات مثل من الذي لا يحب فاطمة - الفرسان - سوق العصر- ذئاب الجبل؟
هذه المشكلة لها أكثر من سبب، منها: تراجع مستوى الكتابة وعدم وجود كتاب بنفس مستوى كتاب الأعمال الدرامية القديمة، فبعضهم غيبهم الموت عن الفن، وبعضهم لم يقوموا بتقديم أعمال فنية من فترات طويلة، واعتقد أن التوجهات الإنتاجية في الوقت الحالي تتجه لمستوى معين في الأعمال، وبالتالي النتيجة تكون في مستوى معين أقل من مستوى الأعمال القديمة.
- هل تؤمن بمصطلح السينما النظيفة؟
هذا تعبير معروف القصد منه، فهو ليس مصطلحًا فنيًا، فنحن لا نستطيع أن نجزم أن هناك سينما نظيفة وأخرى لا، السينما هي السينما.
ولكن لا ننكر أن هناك بعض الأعمال يكون فيها قدر من الابتذال والإسفاف، تتسبب في أن البعض يطلقون عليها مصطلح الأعمال الرديئة.
- ما رأيك في دخول "اليوتيوبر والبلوجر" عالم التمثيل من بوابة السوشيال ميديا؟
موهبة التمثيل ليس حكرًا على أحد، فهناك فنانين كبار دخلوا مجال التمثيل في وقت متأخر، واستطاعوا أن ينجحوا ولهم بصمات فنية في كثير من الأعمال، ولكنني ليس على دراية كاملة بأعمال "اليوتيوبر والبلوجر"، ولكنهم إذا كانت لديهم الموهبة لما لا يشاركوا في أعمال فنية.
- ما هي أعمالك القادمة؟
أشارك حالياً مسلسل "سر السلطان" المستوحى من قصة للأديب الكبير الراحل يوسف إدريس وهي "سره بتاع"، ومعالجة درامية وسيناريو وحوار وإخراج خالد يوسف.