خالد منتصر: الشعراوي صنيعة السادات.. وهذا "إنجازه الهائل" (حوار)
يتمسك المفكر المصري الدكتور خالد منتصر، برفضه القاطع إنتاج مسرحية عن سيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، المزمع عرضها بالمسرح القومي.
وفي حديثه لـ "العين الإخبارية"، برر خالد منتصر أسباب رفضه، بأن الشعراوي كانت له تصريحات تُحرم الفن، فضلاً عن أن أي عمل درامي عنه سيجسده بصورة ملائكية، في الوقت الذي كان له تصريحات اجتماعية وسياسية ودينية تنافي بديهيات الوطنية والمواطنة.
إلى نص الحوار:
لماذا ترفض تقديم مسرحية عن الشيخ محمد متولي الشعراوي؟
الشيخ الشعراوي حرم الأموال التي تأتي من الفن، ونقلت عنه ذلك الفنانة سهير البابلي لما قالت إنها اعتزلت عندما أخطرها الشعراوي بأن "فلوس الفن حرام"، فكيف تُنتج مسرحية عمن قال إن "فلوس" الفن حرام، وجعل كثيراً من الفنانات والفنانين يعتزلون الفن.
وهل هناك أسباب أخرى؟
هناك سبب آخر وهو كيف تقدم وزارة الثقافة على إنتاج فني عن شخصية قالت بصريح العبارة "سجدت لله فرحاً عند هزيمة مصر سنة 1967"، واعتقد أنه على وزارة الثقافة ألا تسمح بإنتاج مسرحية عن رجل دين قال مثل هذه الكلمات، التي تعتبر خروجاً عن البديهيات الوطنية.
ألا ترى في موقفك "ردة" على حرية التعبير التي تدافع عنها..
- على الإطلاق، سأكون مرحباً بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي في حالة أنها نقلت عنه ما هو إيجابي وسلبي، ولكني متأكد بنسبة 100 % أن المسرحية ستنتج بنفس اتجاه مسلسل إمام الدعاة الذي كان بطله حسن يوسف وصور الشيخ الشعراوي بشكل ملائكي.
ما هي أوجه اعتراضك على مسلسل "إمام الدعاة"؟
المسلسل لم يتعرض نهائياً إلى آراء الشعراوي الغريبة حول ختان الإناث، أو تحريمه تقديم الخمر للسائحين، أو فتواه بأن أقصى مدة للحمل أربع سنوات بالمخالفة لأي مقاييس طبية على الإطلاق، فإذا تعرضت المسرحية لهذه الأشياء فأهلاً وسهلا بها.
لماذا يحظى الشعراوي بشعبية جارفة؟
الشعراوي قام بتفسير بلاغي للقرآن بمستوى جيد جداً، ولكنه لم يكن الوحيد، من قبله قام كثير مثله بتقديم تفسير بلاغي في المستوى وأفضل، ولكن الوقت الذي ظهر فيه الشعراوي كان وقتا ً مفصلياً في تاريخ مصر، وكانت الدولة ورئيس الدولة محمد أنور السادات في هذا التوقيت بحاجة لآراء الشعراوي لضرب اليسار المصري، واليسار الناصري.
ما التمييز الذي حصل عليه الشعراوي من الرئيس السادات؟
لم يتعامل الرئيس السادات مع الشيخ الشعراوي كما كان يتعامل مع مشايخ الأزهر، بل دعمه دعماً كاملاً من خلال وسائل الإعلام في هذا التوقيت وزادت من شعبيته بشكل جارف.
هل حقق السادات الاستفادة المرجوة من الشيخ الشعراوي؟
نعم بكل تأكيد، فمثلا في مظاهرات شهر يناير/ كانون الأول عام 1977 الذي أطلق عليها الرئيس السادات "انتفاضة الحرامية"، كان من أهم الوسائل في إخمادها تصريحات الشيخ الشعراوي في التلفزيون ضد المتظاهرين.
ثم عندما زادت حدة الصدام بين السادات والشارع المصري، صرح الشعراوي بأن الأمر بيده لجعل الرئيس لا يسأل عما يفعل، وهو بذلك رسخ من قبضته وقدم مبررات الإطاحة بخصومه، لذلك نجومية الشعراوي لم تأت من الناس والجمهور فقط، بل جاءت بدعم كبير جداً لم يسبق له مثيل من الدولة والرئيس حينها.
وما هي الرسالة التي توجهها لمن ينتقدون رأيك؟
لسنا ضد الشعراوي كشخص، وهو على مستوى التأثير البلاغي للقرآن قدم إنتاجا وإنجازاً هائلاً، ولكننا ضد هذه القدسية التي يضفيها البعض على شخصه، فهو بشر، ونحن نحاكم تصريحاته التي تدخلت في السياسة والاجتماع وتسببت في أضرار فمثلاً لا يزال البعض ممنوعين من زرع الأعضاء بسبب فتوى الشيخ الشعراوي، هل هذا لا يستدعي أن نعترض على مثل هذه التصريحات؟!، وهل المساس بتصريحات الشعراوي تعتبر هدماً للدين؟!.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز