نقاد وفنانون: الدراما الرمضانية المصرية في خطر
الدراما الرمضانية في مصر هذا العام تشهد منافسةً بين 16 عملاً، يتقلّد بطولتها عدد كبير من النجوم.
مع انطلاق "المارثوان الدرامي الرمضاني" سنوياً، ترتفع نسبة المشاهدة ويُتابع النقاد وخبراء صناعة الدراما في عالمنا العربي، الأعمال المعروضة بغية تقييم مستواها.
وتشهد الدراما الرمضانية في مصر هذا العام منافسةً بين 16 عملاً، يتقلّد بطولتها عدد كبير من النجوم، أمثال محمد رمضان في مسلسل "زلزال"، وياسر جلال في "لمس أكتاف"، وهاني سلامة بـ"قمر هادي"، وغيرهم.
وحول ملامح "المارثوان الدرامي الرمضاني"، إثر عرض نصف حلقات المسلسلات تقريباً، قال الناقد رامي عبدالرازق لـ"العين الإخبارية": "لم أتابع عملاً مبهراً على أي مستوى"، معتبراً أن الدراما المصرية في خطر، بسبب استسهال الكُتّاب واللجوء إلى الاقتباس من أعمال أجنبية.
وأضاف عبدالرزاق: "مسلسل (قمر هادي) مقتبس من فيلم (سماء بلون الفانيليا)، بطولة توم كروز ونيكول كيدمان، ومسلسل (زي الشمس)، الذي تقوم ببطولته دينا الشربيني، مأخوذ من عمل إيطالي".
وتابع: "مسلسل (قابيل) أيضاً مقتبس من فيلم (النهر)، والمشكلة الحقيقية أن كُتّاب هذه الأعمال لا يحاولون صبغها بالطابع المصري، لذا تبدو مُقلّدة حرفياً، ولا تحمل صفة الإبداع".
في السياق ذاته، تحدّث المخرج علي عبدالخالق لـ"العين الإخبارية" حول الدراما المصرية في رمضان، قائلاً: "أغلب الأعمال المعروضة من تأليف ورش الكتابة، لذلك لم نرَ أعمالاً متوهجّة وجذابة كما كان يحدث في الماضي، أيام أسامة أنور عكاشة ونجيب محفوظ، وللأسف فإن هذه الورش موضة لم تنهض بصناعة الدراما إطلاقاً، ومنَعت مؤلفين يمتلكون الموهبة من الظهور والانطلاق".
وأكد عبدالخالق: "المشكلة أيضاً أن الأعمال الدرامية يتم كتابتها على مقاس النجوم، ولذا لا يجب أن نندهش عندما نرى أغلب المسلسلات تدور في دائرة واحدة وتحمل نفس السمات".
وأوضح السيناريست بشير الديك: "لا بدّ من عودة التلفزيون المصري إلى الإنتاج مرة أخرى، وبكل أسف لا تُعبِّر هذه المسلسلات الساذجة عن واقعنا، ولا تتضمّن حواراً شيِّقاً أو قصةً جاذبةً فكلها إنتاجات تعتمد على الضرب و(الأكشن)، لكنّ الأصل في الفن أن يُعبِّر عن قضية حقيقية من خلال (حتوتة حلوة) ودون ابتذال".
وكانت الفنانة المصرية إلهام شاهين سبَق وأعربت لـ"العين الإخبارية" عن حزنها لحال الدراما المصرية، نتيجة اعتماد المسلسلات على أفكار متشابهة، وغياب إبداعات تحمل رؤية مختلفة ومتفرِّدة.
وأكدت أن غياب مسلسل يناقش قضية اجتماعية بأسلوب هادئ بعيداً عن العنف والإثارة، أصبح نقطة ضعف واضحة في المشهد الدرامي المصري.