بقيادة العمة إيفا.. هل تنهي "عائلة كرواتيا" حلم ميسي في كأس العالم؟
يقدم منتخب كرواتيا رحلة مبهرة في كأس العالم للنسخة الثانية على التوالي، حيث نجح لوكا مودريتش ورفاقه في بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخ الفريق.
ونجحت كرواتيا في بلوغ نصف النهائي من كأس العالم المقامة حاليا في قطر بعد أن سجلت مفاجأة كبرى بإقصاء منتخب البرازيل، أحد المرشحين الأوائل للفوز باللقب، بالفوز عليه بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
وتتباين الآراء حول المستوى الذي يقدمه المنتخب الكرواتي في البطولة، فالبعض يظن أن ما يقدمه هو بمثابة كرة مملة، بينما يؤمن البعض الآخر بأن الفوز هو الأهم في الأدوار الإقصائية.
لكن أكثر ما يميز منتخب كرواتيا هو إيمان لاعبيه بفكرة "العائلة" في الفريق، فالكل على قلب رجل واحد، ولا مجال لأي بؤرة للخلافات.
منتخب كرواتيا.. وجوه جديدة
عندما بلغت كرواتيا النهائي في 2018، كان المهاحم برونو بيتكوفيتش لاعبًا في صفوف بولونيا الإيطالي، ولم يكن يظهر بشكل كاف للانضمام لقائمة بلاده، وكان أكبر آماله أن يحجز مقعده في الملاعب ضمن الجماهير في مونديال روسيا.
قبل أيام، هز بيتكوفيتش شباك البرازيل ليدفع بمباراة ربع النهائي إلى ركلات الترجيح، وتضرب كرواتيا مفاجأة كبرى.
هذا هو الفارق بين نسختي كرواتيا في كأسي عالم متتاليتين، أما المبادئ والتقارب بين الأفراد فيسيران على نفس النهج.
بيتكوفيتش ليس الفرد الوحيد الجديد في القائمة، فبطل كرواتيا الأول دومينيك ليفاكوفيتش في حراسة المرمى يُعد إضافة جديدة، وكذلك الظهير الأيمن لنادي سيلتيك الاسكتلندي جوسيب يورانوفيتش، وقلب دفاع لايبزيج الألماني المتألق جوسكو جفارديول.
وجميع هؤلاء يمثلون عناصر جديدة في الفريق الكرواتي، لكنك لن تشعر بذلك إن لم تكن مطلعا، واكتفيت بمشاهدة مباراة على الأقل لكرواتيا في كل نسخة من بطولتي كأس العالم الأخيرتين.
فالجميع يدور في فلك لاعبي الخبرة، بقيادة لوكا مودريتش وإيفان بيرزيتش بشكل أساسي، ويليهما ديان لوفرين الذي يُعد أحد المخضرمين كذلك.
لا صوت عال في الكواليس، لا تعال أو تعليمات، فقط يكفي وجود أصحاب الخبرة بعقلياتهم الكبيرة وخبراتهم المتراكمة خلال سنوات اللعب المتتالية، وهذا الأمر برمته يحث على الطمأنينة والهدوء.
قبضة قوية
مع بلوغ كرواتيا لنهائي النسخة الماضية لا يتذكر الكثيرون في زخم هذا الإنجاز الأزمة التي كان بطلها المهاجم المخضرم نيكولا كالينيتش في مرحلة المجموعات.
جلس كالينيتش بديلًا في مباراة ضد نيجيريا، وعندما طُلب منه أن يستعد للنزول في الدقائق الأخيرة من المباراة كانت إجابته الرفض، ليكون مصيره العودة إلى زغرب وعدم استكمال البطولة مع كرواتيا.
نظريًا بدت خسارة لخط الهجوم، ولكن عمليًا حافظت العائلة على ثباتها، وسارت نحو المباراة النهائية ليتناسى الجميع أزمة كالينيتش برمتها.
ويقول الظهير الأيمن يورانوفيتش في تصريحات أبرزتها صحيفة "الجارديان": "نشعر جميعًا بأننا عائلة واحدة هنا.. عندما تبدأ المباراة نبذل كل أنفاسنا في سبيل بعضنا البعض، وأظن أن هذا باختصار هو سر نجاحنا".
العمة إيفا.. عرابة التقارب
منتخب مثل البرازيل انتقل إلى ملعب مباراة ربع النهائي على متن حافلتين، نظرًا لكثرة عدد الأفراد والأطقم الفنية، وهذا أمر لا يحبذه المدير الفني الكرواتي زلاتكو داليتش.
توظف كرواتيا محللا فنيا واحدا للأداء، كما أن الاعتماد الإداري بالكامل يقع على السيدة "إيفا أوليفاري"، أو كما يلقبونها اللاعبون بـ "العمة إيفا".
تسهم إيفا بشكل كبير في دمج الوجوه الجديدة في الفريق بشكل سريع، كما أن المدير الفني لمنتخب كرواتيا يلقبها بالزعيمة، حيث إنها على رأس تلك المهمة منذ عام 2016، وتنال تقدير الجميع في هيكل منتخب كرواتيا.
هذه الصورة من التقارب تسهم في خلق عقليات قوية وفي قمة التركيز والتجانس. وبخلاف الأسماء الرنانة التي تحترف في الأندية الكبرى في أوروبا، لا يمكن إنكار دور الأسماء الشابة القادمة من الدوري المحلي في كرواتيا.
التنافس قد يكون شديدا بين دينامو زغرب وهيدويك سبيليت في الدوري المحلي، لكن داخل المنتخب، وبفضل نظام "العمة إيفا" والهيكلة التي يفرضها المدير الفني داليتش، فإن أي رواسب من التنافس المحلي لا وجود لها داخل معسكر المنتخب الكرواتي.
في 2018، كان الفوز على الأرجنتين في مرحلة المجموعات بثلاثية نظيفة إحدى المحطات المهمة التي أثبتت قوة المنتخب الكرواتي في النسخة السابقة، والآن تتكرر المواجهة بعد 4 سنوات لكن في نصف النهائي، فهل تنجح العائلة في تخريب الظهور الأخير لليونيل ميسي قائد راقصي التانجو في المونديال؟
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز