الكلمات المتقاطعة في زمن الحرب.. لغز حيّر الاستخبارات البريطانية

على مدار سنوات طويلة، كانت الكلمات المتقاطعة بابا مميزا في الصحف يجذب الكثير من القراء الذين يحاولون فك شفرتها.
وخلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، كانت الكلمات المتقاطعة مزيجًا من الألغاز المباشرة والغامضة لكن لغزا واحدا نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية في خضم الحرب العالمية الثانية أثار ضجة واسعة امتدت إلى مكتب الحرب.
الصحيفة البريطانية استذكرت القصة المثيرة المرتبطة بلغز "الميناء الفرنسي" ضمن الكلمات المتقاطعة المنشورة في أغسطس/آب 1942، فعلى الرغم من اللغز كان بسيطًا بما فيه الكفاية، إلا أنه وفي اليوم التالي لنشر إجابة هذا اللغز، كان الميناء الفرنسي نفسه المذكور في اللعبة هدفًا لغارة فاشلة لقوات الحلفاء.
أثارت الواقعة أسئلة كثيرة فهل كان الأمر مجرد مصادفة؟ أم أن هناك شيئًا أكثر خطورة يلوح في الأفق؟ لم تكن وزارة الحرب آنذاك متأكدة، لذا استعانت باللورد تويدسموير وهو ضابط استخبارات كبير وابن الروائي المغامر جون بوكان لطلب مساعدته للتحقيق في لغز الكلمات المتقاطعة ومؤلفه ليونارد داو.
ووفقا لـ"التليغراف" فإنه بعد إجراء "تحقيق فوري وشامل"، خلص تويدسموير إلى عدم وجود أي أمر غير مرغوب فيه وكشف أن الواقعة كانت ببساطة "صدفة لافتة للنظر".
ولم تكن "التليغراف" أو غيرها من الصحف البريطانية معتادة على نقل المعلومات الاستخباراتية العسكرية، لكن مُعدّي الكلمات المتقاطعة يُشاركون أحيانًا آراءهم وأفكارهم وروح دعابتهم من خلال ألغازهم وهو ما ظهر جليا خلال فترة الحرب حيث أشارت بعض الألغاز إلى السياق التاريخي للحرب العالمية الثانية.
وأخيرا، ربما تسبب لغز الميناء الفرنسي عن غير قصد، في بعض المشكلات لصاحبه لكن تزامنه مع غارة الحلفاء سيظل واقعة لا تُنسى.