السفن السياحية.. وحوش البحر الأنيقة تصارع أمواج كورونا
شركات الرحلات السياحية تسعى لاستعادة النشاط في ثوب كورونا الجديد من خلال انتهاج إجراءات احترازية صارمة
إذا سبق لك رؤية سفينة ركاب سياحية تبحر وسط الأمواج العاتية في المحيطات والبحار، سيكون لديك يقين بأنها ستستطيع عاجلا أم آجلا تخطي أمواج جائحة كورونا.
"وحوش البحر" هو اللقب المفضل لهذه السفن العملاقة التي يتجاوز طولها 10 طوابق في مبنى.
وتتصدر هذه السفن العملاقة، سفن شركة رويال كاريبيان التي يبلغ طول بعضها أكثر من 12 حوتا أزرق.
ويبلغ حجمها 5 أضعاف حجم سفينة تيتانيك، وبإمكانها استيعاب 6680 راكبا و2200 من أفراد الطاقم، لتعادل سعة قرية صغيرة.
توفر هذه السفن على متنها العديد من الأنشطة الترفيهية والتجارية مثل المسارح ودور السينما والمطاعم والكافيهات والنوادي الصحية ومتاجر بيع مختلف الماركات العالمية.
قبل جائحة كورونا، كانت هذه السفن تحقق أعمالا رائعة، إذ قدرت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) وهي أكبر منظمة تجارية تجمع شركات السفن السياحية، عدد الركاب في 2019 بنحو 30 مليون فرد على متن 272 سفينة، مقارنة بنحو 28.2 مليون راكب ارتادوا 250 سفينة.
وكان من المأمول أن تصل قاعدة الركاب إلى 32 مليون فرد تقلهم 278 سفينة سياحية تجوب أنحاء العالم، قبل أن يتعطل نشاطها مثل أغلب الأنشطة الاقتصادية في العالم بفعل فيروس كورونا.
وواجهت شركات السفن السياحية مأزقا صعبا الفترة الأخيرة حين تفشى الفيروس في عدد من السفن أثناء إبحارها، ما تسبب في رفض استقبالها من جانب العديد من الموانئ.
نصيب الأسد من الركاب
استحوذت 5 دول على قرابة 66% من ركاب السفن السياحية عالميا في 2019، في مقدمتها الولايات المتحدة التي تضم 11.9 مليون راكب، ثم الصين بعدد 2.4 مليون راكب، ثم ألمانيا بنحو 2.19 مليون راكب، وتساهم المملكة المتحدة بنحو 1.93 مليون راكب، ثم أستراليا بعدد 1.34 مليون راكب.
عائدات ضخمة
ووفقا لبيانات موثقة من موقع "thehustle" الأمريكي، فقد تجاوزت إيرادات سفن الركاب 46 مليار دولار في عام 2018.
وتأتي هذه العائدات من مصدرين رئيسيين، الأول بيع تذاكر حجز الرحلات والتي تساهم بنحو 62% في المتوسط، مقابل 38% مشتريات للسلع والعلامات ومقابل الخدمات المتاحة على متن السفن.
ويقدر متوسط هامش ربح سفن الركاب السياحية بنحو 17%.
3 شركات تتربع على العرش
تستحوذ 3 شركات عالمية على قرابة 75% من عائدات هذه السفن العملاقة، وهي كرنفال كوربريشين، رويال كاريبيان، ونورويجن كروز لاين.
ووفقًا للبيانات المالية المعلنة لنتائج أعمال الشركات السابقة في 2019، فإن شركة كرنفال كوربريشين تتربع على عرش الصناعة بإيرادات قدرها 20.8 مليار دولار، تليها شركة رويال كاريبيان بعائدات تبلغ 10.95 مليار دولار، ثم نورويجن كروز لاين البالغ عائداتها 6.5 مليار دولار.
استعادة النشاط
تسعى شركات سفن الركاب لاستعادة النشاط مجددا من خلال صياغة بروتوكولات صحية توفر إجراءات احترازية ووقائية للركاب، وتشمل إجراء فحوصات وقياس درجة الحرارة وخفض عدد الركاب بكل سفينة.
ونقل موقع ABC الأسترالي عن جويل كاتز، المدير الإداري لفرع الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية في أستراليا، أنه يتم حاليا دراسة التغييرات التي تطرأ على كل جانب من جوانب الرحلات البحرية لإقناع الحكومات بعودة النشاط، وفقا لآليات تحافظ على صحة الركاب.
وأكد كاتز أنه لا يوجد حل سريع وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها إجراء استبيانات صحية للركاب والفحص والاختبار وتقييم الإمكانيات الطبية المتوفرة بكل سفينة.
وأضاف أن الشركات تدرس أيضا طريقة تفاعل الركاب فيما بينهم أثناء التواجد بمختلف المواقع على متن السفن، فعلى سبيل المثال يمكن تقليل العدد المسموح به في المسارح ومد الوقت المحدد لتناول الوجبات حتى يمكن زيادة المسافات بين الطاولات والمقاعد.