العلاقة بين العملات الرقمية والبيئة هي واحدة من أكبر القضايا التي تمت إثارتها مؤخرا مع انتشار العملات الرقمية في جميع أنحاء العالم.
برنامج الكوكب 2050 يسأل هل العملات الرقمية تضر بالبيئة وتساهم في زيادة معدلات الكربون بالغلاف الجوي؟ خصوصا كما هو معروف من احتياج شبكات العملات الرقمية لكميات ضخمة من الكهرباء؟ .. هذا ما تناقشه حلقة البرنامج الأسبوعي الذي يقدمه إياد شعشاعة وتبثه منصات "العين الإخبارية".
وتحاول الحلقة اكتشاف العلاقة بين العملات الرقمية والبيئة من خلال استعراض الأسس التي بنيت عليها العملات الرقمية وفي مقدمتها التعدين والذي من خلاله تحتاج العملات الرقمية لشبكة واسعة من أجهزة الكمبيوتر والسيرفرات والتي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء بشكل دائم ومتواصل.
وتدلل الحلقة على ذلك من خلال نسب استهلاك الكهرباء لشبكة البيتكوين والتي تعادل ما تستهلكه دولتي بلجيكا وفنلندا.
ثم تستدرك بأن كمية الكهرباء التي تتطلب لإنجاز معاملة رقمية واحدة تعادل 1455 كيلووات في الساعة وهذا طبقا للإحصائيات ما يحتاجه بيت أمريكي كامل بكل أجهزته لمدة 50 يوما.
وتسلط الحلقة الضوء على أن مصادر توليد الكهرباء المطلوبة لعمل العملات الرقمية تحتاج لحرق كميات ضخمة من الوقود الأحفوري كالفحم والغاز والنفط، وتدلل على ذلك بآخر الإحصائيات والتي وجدت أن شبكة البيتكوين تساهم في توليد 73 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهذا ما يعادل البصمة الكربونية لدول مثل النمسا وتركمانستان.
وتستعرض حلقة "الكوكب 2050" تأثير آخر للعملات الرقمية على البيئة من خلال ما تنتجه من مخلفات إلكترونية كأجزاء وأجهزة الكمبيوتر التالفة والتي تصل سنويا إلى 38 ألف طن من النفايات.
وبذلك تتوصل الحلقة إلى جوهر المفارقة بين العملات الرقمية والتي يُطلق عليها عملات المستقبل وبين تأثيراتها على البيئة والتي يُمكن أن تهدد وجود المستقبل من الأساس.
وتتوقف الحلقة عند أنه لطالما لا توجد طريقة أخرى لعمل العملات الرقمية بعيدا عن الاستخدام الضخم للكهرباء ولأن الكهرباء مازالت تُنتج بشكل أساسي من الوقود الأحفوري ستظل العملات الرقمية خطر كبير على البيئة للحد الذي سنصل به إلى مستوى لا يُمكن الرجوع عنه من الاحتباس الحراري.