إدارة بايدن تتحرك بهدوء لإغلاق معتقل جوانتانامو
تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بهدوء للتمهيد لإطلاق سراح سجناء من معتقل جوانتانامو في خطوة تجعله قريبا من الإغلاق التام.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن مجلس مراجعة يضم مسؤولين عسكريين واستخباراتيين وجد أن أكثر من نصف المحتجزين، البالغ عددهم 39 معتقلًا، يقبعون دون تهمة في القاعدة الأمريكية في كوبا، ويمكن إطلاق سراحهم بأمان إلى أوطانهم أو إرسالهم إلى دولة أخرى.
ووفقا للوكالة، واجهت الإدارة انتقادات من جماعات حقوق الإنسان لعدم بذل المزيد من الجهد لإغلاق معتقل جوانتانامو، وإطلاقها سراح سجين واحد فقط خلال العام الماضي،
وتابعت الوكالة "لم يصدر قرار بإطلاق سراح جميع السجناء، إلا أن هناك الآن 20 سجينا يُعتبرون مؤهلين للإفراج عنهم أو نقلهم إلى أوطانهم، حيث ستنتهي قريبا عقوباتهم بعد إدانتهم من قبل لجنة عسكرية في صفقة إقرار بالذنب".
وأضافت "لا يزال هناك الكثير مما يجب أن يحدث، مثل العثور في بعض الحالات على دول مستعدة لقبول السجناء وفرض ضوابط أمنية عليهم. لكن قد يبدأ البعض في المغادرة في الأسابيع والأشهر القادمة".
وترى الوكالة أنه من الناحية النظرية يمكن إغلاق المعتقل بشكل دائم، مضيفة أنه حتى لو تم إطلاق سراح الـ20 شخصًا، فإن هذا يترك السؤال حول ما يجب فعله بالباقي، موضحة أنه لا يزال هناك 10 أشخاص يواجهون المحاكمة أمام لجنة عسكرية من بينهم 5 متهمين بالتخطيط والمساعدة في هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وافتتح مركز الاعتقال في عهد الرئيس جورج دبليو بوش أوائل عام 2001، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول وغزو أفغانستان، وذلك لاحتجاز واستجواب السجناء المشتبه في صلتهم بتنظيم القاعدة أو حركة طالبان في ذلك الوقت.
واستقبل معتقل جوانتانامو حوالي 780 رجلا، ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد اشتهر بقوله إن الرجال المحتجزين هم ”أسوأ الأسوأ“.
لكن العديد منهم كانوا من المقاتلين من ذوي الرتب المنخفضة، وبعضهم ليس له علاقة بالإرهاب على الإطلاق، ولم يُتهم سوى القليل منهم بارتكاب جريمة، وفق الوكالة.
وأطلق بوش سراح 532 سجينا خلال رئاسته، لكنه ترك الأمر لخليفته باراك أوباما، لمعرفة ما يجب فعله مع البقية.
وتعهد الرئيس الأسبق باراك أوباما بإغلاق معتقل جوانتانامو عند توليه الرئاسة، لكن أعضاء في الكونجرس عارضوا فكرة نقل السجناء إلى الولايات المتحدة، حتى لو من أجل محاكمتهم في محكمة فيدرالية.
كما ذكرت الوكالة أن إدارة أوباما أنشأت مجلس مراجعة لتقييم السجناء وتحديد ما إذا كان بالإمكان إطلاق سراحهم دون تشكيل تهديد للأمن القومي، مشيرة إلى أن 197 سجينا غادروا جوانتانامو في عهد أوباما.
وفي عهد الرئيس دونالد ترامب تم إطلاق سراح سجين واحد ضمن صفقة الإقرار بالذنب، ليصل العدد الإجمالي في جوانتانامو إلى 40 معتقلا، قبل أن تطلق إدارة بايدن سجينا آخر.