«ثقافة أبوظبي» تطلق منتدى «التراث الثقافي والنهوض بالمعرفة»

انطلقت اليوم أعمال المنتدى الدولي بعنوان "التراث الثقافي والنهوض بالمعرفة: تعزيز ثقافة الحماية المتكاملة".
وتنظم المنتدى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على مدى يومين في منارة السعديات أبوظبي.
ويُشارك في فعاليات المنتدى، الذي يُنظم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، مجموعة من المنظمات الدولية، من ضمنها، المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص “يونيدروا”، والمجلس الدولي للمتاحف “ايكوم”، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع “ايكوموس”، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية “إيكروم” والمنظمة العالمية للجمارك، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “UNODC”، والتحالف الدولي لحماية التراث “مؤسسة أليف”، وتحالف الآثار ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإسيسكو”.
ويجمع المنتدى نخبة من صناع السياسات، والأكاديميين، والمُعلمين، والخبراء في التراث الثقافي، والقانونيين، والمتخصصين في التكنولوجيا والفنانين، لمناقشة العلاقة بين الثقافة والمعرفة والحفاظ على التراث.
ومن المقرر أن تُسلط الجلسات النقاشية الضوء على القيمة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية للتراث الثقافي في التنمية المستدامة، بالإضافة إلى استكشاف الأساليب المبتكرة للنهوض بالمعرفة ودعم النظم التعليمية، والصناعات الإبداعية، والاستفادة من التكنولوجيا في جهود حماية التراث الإقليمية والعالمية.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن هذا المنتدى يعد منصة مثالية لجمع الخبراء من حول العالم لضمان استدامة جهود حفظ وحماية التراث، وإنجازاً محوريًا في مسيرتنا نحو تعزيز التعليم الثقافي، ونؤمن في دائرة الثقافة والسياحة بأنّ الثقافة والمعرفة تشكلان ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتنا في هذا المجال.
وأضاف أنه من خلال شراكتنا الوثيقة وتعاوننا البناء والمثمر مع اليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى، نواصل جهودها المتكاملة سواءً في الإمارات أو خارجها من أجل تعزيز دورها الريادي للمبادرات التي تمكّن الأجيال الحالية والمستقبلية من فهم وتقدير تراثهم الثقافي والاعتزاز به بوصفه محركًا رئيسيًا وأحد روافد التنمية المستدامة ونتعهد بمواصلة الالتزام بقيادة إستراتيجيات التعليم الثقافي وتنفيذ المبادرات النوّعية والرائدة التي تُسهل تبادل المعرفة وتعزز الهوية الثقافية وترتكز هذه الجهود على التعاون الدولي والإقليمي والوطني، مما يضمن بقاء التراث الثقافي جزءًا لا يتجزأ من مستقبلنا.
ويتضمن البرنامج المكثف للمنتدى 7 جلسات، من ضمنهم الجلسة الافتتاحية والجلسة الختامية .
وستغطي الجلسات التي تستمر على مدار يومين عدة محاور من بينها، إطار عمل اليونسكو لتطبيق تعليم الثقافة والفنون وتطبيقه، التحول الرقمي في تعليم الثقافة والفنون، تعزيز السياسات والحوكمة والتعاون والأطر القانونية لحماية التراث، التراث الثقافي في الأزمات والخطر – إستراتيجيات الحماية والتعافي، ومستقبل التراث الثقافي – تنمية المجتمع.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى استجابةً لتوصيات مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي استضافته أبوظبي في فبراير 2024. والذي جمع وزراء الثقافة والتعليم من جميع أنحاء العالم، حيث تم خلاله استكمال عملية وضع إطار عمل اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، والتي بدأت في مارس 2021 من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو، والتي أقّرت النسخة النهائية من هذا الإطار لدعم الدول الأعضاء والدول المنتسبة في تنفيذه.
وبتنفيذ إطار عمل اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، مع التركيز بشكل خاص على حماية التراث الثقافي، وبما يتماشى مع ما تقتضيه الاتفاقيات الثقافية الدولية لليونسكو، تلتزم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتحديد الدور المركزي للتراث الثقافي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الثقافة بوجه عام ومرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بالإبداع الإنساني المعاصر. وسيكون الهدف الرئيسي للمنتدى متمثلًا في استكشاف دور وأهمية التراث الثقافي كأداة للتعليم الثقافي.
وسيُمكن هذا النهج متعدد التخصصات الذي أضافه المنتدى من تقدير التراث الثقافي من خلال فهم قيمته التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، وتمكين الجميع من أن يصبحوا مشاركين نشطين في حمايته. ومن خلال إيجاد أوجه التداخل والتآزر بين التعليم الثقافي والدراسات المتعمقة حول حماية التراث، كما يمكننا تطوير نهج أكثر شمولية وفعالية للحفاظ على الثقافة، مما يضمن نقلها وبقائها للأجيال القادمة.
يذكر أنّ المنتدى سيليه خمسة برامج تعليمية مخصصة لكل من اتفاقيات اليونسكو والآليات القانونية ذات الصلة، والتي ستُنظم في مايو، يونيو، وسبتمبر 2025.