التراث في زمن الرقمنة.. نقاشات علمية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

جلسة حوارية بعنوان "التراث والرقمنة" في معرض أبوظبي للكتاب تناقش سبل حفظ التراث الثقافي باستخدام أدوات العصر الرقمي.
شهدت فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جلسة حوارية بعنوان "التراث والرقمنة: دور التقنية في حفظ التراث"، تناولت مختلف الجوانب المرتبطة بكيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة في الحفاظ على الذاكرة الثقافية للشعوب.
شارك في الجلسة كل من الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وأنيتا هوس-إكيرهولت، الأمين العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النشر، فيما أدار الحوار الدكتور أحمد السعيد، الكاتب والمترجم والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة.
جهود الاتحاد الدولي لحماية التراث
افتتحت الجلسة بمداخلة من أنيتا إكيرهولت، استعرضت فيها جهود الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النشر في مجال صون التراث الثقافي في أكثر من 90 دولة حول العالم، من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال شبكة من الممثلين المتخصصين.
أعربت إكيرهولت عن امتنانها للمشاركة في هذه الجلسة مع مجموعة من الخبراء المتخصصين، مؤكدة التزام الاتحاد بحماية الملكية الفكرية والمحافظة على تنوع التراث الأدبي والثقافي، باستخدام تقنيات متعددة ومبتكرة تسهم في تعزيز هذا الدور.
مكتبة الإسكندرية: رقمنة وتوثيق متعدد الأوجه
من جانبه، تناول الدكتور أحمد زايد تجربة مكتبة الإسكندرية في توثيق التراث ورقمنته، موضحًا أن المكتبة منذ إنشائها تولي اهتمامًا متزايدًا لحفظ التراث المادي وغير المادي والطبيعي.
وأشار إلى أن المكتبة نفذت عددًا من المشاريع الكبرى، من بينها أرشفة أحياء القاهرة التاريخية، وتوثيق سير شخصيات مصرية بارزة مثل رؤساء الجمهورية السابقين، فضلاً عن رقمنة التراث الحرفي والفني من خلال إنتاج أفلام قصيرة ضمن سلسلة بعنوان "عارف".
وأكد زايد أن المكتبة تتبنى استراتيجية شاملة في نشر التراث من خلال الوسائل الرقمية والورقية، كالمطبوعات والأفلام الوثائقية والخرائط، موضحًا أن حفظ التراث ليس عملية جامدة، بل مسار مستمر تتكامل فيه أدوار المؤسسات مع المبادرات الفردية.
أرشيف رقمي متكامل لمعهد الشارقة للتراث
أما الدكتور عبدالعزيز المسلم، فقد استعرض تجربة معهد الشارقة للتراث، مشيرًا إلى أن المعهد منذ تأسيسه قبل نحو عشرة أعوام يعمل على إنشاء أرشيف رقمي يضم تسجيلات صوتية وصورًا تاريخية موثقة لرواة وحرفيين من دولة الإمارات ومنطقة الخليج، يسجلون التراث غير المادي بكافة مكوناته.
وأوضح أن المعهد ينفذ مشروع "مكنز التراث العربي" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، وقد تم توقيع اتفاقية تعاون رسمية بين الطرفين، إلى جانب تنظيم عدد من الورش الفنية المتخصصة ضمن هذا الإطار.
كما أشار إلى أن المعهد يولي اهتمامًا كبيرًا بالمتاحف النوعية مثل متحف الحرف ومتحف الأزياء الشعبية، فضلاً عن إصدار أكثر من مائة مجلة وكتابين سنويًا، يتم رقمنتها بشكل منتظم بهدف تسهيل إتاحتها للجمهور محليًا وعالميًا.
دعوة للحفاظ على التوازن بين التقنيات والوسائط الأصلية
اختتم المسلم حديثه بالتأكيد على أهمية تحقيق توازن دقيق بين الاستفادة من التقنيات الحديثة في توثيق التراث، وبين المحافظة على الوسائط الأصلية كالأشرطة والتسجيلات والوثائق الورقية، معتبرًا أنها تمثل عناصر لا تنفصل عن الهوية الثقافية للمنطقة.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTAuMTg1IA== جزيرة ام اند امز