"الملاسين ستوري" تروي حاجة أحياء تونس المهمشة إلى الثقافة (خاص)

تابع عشاق الفن الرابع، عرض مسرحية "الملاسين ستوري"، بطولة بلال بريكي وإخراج ريان القيرواني، في مدينة الثقافة وسط العاصمة تونس.
المسرحية من نوع المونودراما، وتسلّط الضوء على شغف شباب منطقة الملاسين (حي شعبي تونسي) بالمسرح من خلال شخصية بلال.
وتروي المسرحية قصة شاب تونسي يهوى التمثيل، وبدأت الأحداث منذ أحداث 14 يناير 2011 بعد سقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، ووصول الإخوان إلى الحكم.
وأقدم هذا الشاب على الاستحواذ على دار الثقافة بحي الطيران بمنطقة الملاسين، ليحولها من فضاء خال مهجور إلى فضاء يحمل مشروعا ثقافيا، ويستقطب شباب الجهة خوفا من استقطاب الفكر المتطرف الذي أصبح يتغلغل في هذا الحي.
وتوصف الأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة على غرار "الملاسين"، بأنها جيوب للفقر والبطالة ويقطنها آلاف السكان معظمهم من محدودي الدخل، حيث لا يتجاوز معدل دخل الفرد 50 دولارا شهريا.
وانطلق بطل المسرحية بلال، في العمل على هذا المشروع الثقافي وبدار الثقافة بالتحديد، حيث يتمثل أولا في فتح باب الترشحات لاستقطاب أبناء الجهة لتكوينهم مسرحيا ليتم فيما بعد الشروع في التحضير لمسرحية تحمل عنوان “ملاسين ستوري”.
ليلة تقديم العرض يتفاجأ بلال وبقية أصدقائه بقدوم الأمن ووالي الجهة وكل المسؤولين ومطالبتهم بإخلاء القاعة وتحويل دار الثقافة إلى مجمع تجاري، دون مراعاة الجانب الثقافي الذي يستحقه أي مواطن.
وترفض المجموعة تسليم دار الثقافة رغم التهديد والقمع الذي سُلط عليهم، على اعتبار أن هذا المشروع والاجتهاد الشخصي، أتى بأُكله على كامل الجهة التي أصبحت مؤمنة بضرورة ترسيخ الفعل الثقافي .
وقال الممثل بلال بريكي، بطل المسرحية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنّ العمل هو ثاني عمل مسرحي له بعد مسرحية "سلمى"، مضيفا: "المسؤولية كانت أكبر مع (ملاسين ستوري)، بعد أن عرفني الجمهور في مسلسل (النوبة) الذي عرف نجاحا كبيرا، ما يجعلني مطالبا بالقيام بالأفضل".
وأكد بريكي أن المسرحية كوميدية وتستعرض الكوميديا الموظفة، موضحا: "الملاسين لا يوجد فيها أي فضاء ثقافي، وهي مدينة تزخر بالمواهب والطاقات، فقررت باعتبار أنني ابن هذه المنطقة أن أسلط الضوء على هذه المعضلة في عمل مسرحي، من أجل الدعوة لتأسيس فضاء أو مركز ثقافي في هذه الجهة المهمشة".
وأشار إلى أن المسرحية تنتصر لقضايا عدة، لعل أبرزها التهميش الثقافي والبيروقراطية وقتل الطموح، وتحاول محاربة الجهل والتعصب الفكري.