شريف جاد: زيارة بوتين للسعودية والإمارات تصحيح لمسار السياسة الروسية
شريف جاد يرى أن حركة الترجمة من العربية إلى الروسية والعكس، تشهد ازدهارا وتعيش مجدها هذه الأيام، خاصة مع زيادة حجم المنشور.
أكد شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي في القاهرة، أن هناك اهتماماً روسياً بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لأنهما من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي.
واعتبر أن اتجاه روسيا ناحية الدول العربية والخليجية هو تصحيح لمسار السياسة الخارجية الروسية، لافتاً إلى أن الثقافة الروسية كانت دائماً ذات مكانة في قلوب الشباب العربي.
ويشغل جاد منصب رئيس جمعية خريجي الجامعات الروسية في العالم العربي، بالإضافة إلى جهوده في تنمية العلاقات الثقافية بين العالم العربي وروسيا.
ويرى جاد، في حواره مع "العين الإخبارية"، أن حركة الترجمة من العربية إلى الروسية والعكس تشهد ازدهاراً وتعيش مجدها هذه الأيام، مشيراً إلى زيادة حجم المنشور من الأعمال الأدبية والمسرحية.
وقال إن العصر الذهبي للمسرح العربي في ستينيات القرن الماضي كان بفضل ازدهار حركة ترجمة النصوص المسرحية الروسية، وإلى نص الحوار..
كيف ترى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية والإمارات خلال اليومين المقبلين؟
أتصور أن زيارة الرئيس بوتين للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نابعة من أهمية منطقة الخليج بالنسبة للسياسة الروسية في الوقت الحالي، حيث تشهد المنطقة تحولات مهمة، كما أن الدولتين من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي.
وتقديري أن زيادة الاهتمام الروسي بالمنطقة هو تصحيح لمسار السياسة الخارجية الروسية التي انشغلت بهمومها الداخلية، بعد آثار تفكك الاتحاد السوفيتي، ما أحدث نوعاً من العزلة وقطع فرص التواصل مع المنطقة العربية لسنوات طويلة.
السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً روسياً كبيراً بالمنطقة العربية، وأتوقع زيادة ملحوظة في التعاون التجاري والعلاقات الاقتصادية ما بين روسيا والمملكة والإمارات خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الأثر الثقافي المتوقع من تمثيل روسيا في معرض أبوظبي للكتاب.
كيف ترى العلاقات العربية الروسية حالياً؟
هناك تعاون روسي مع أكثر من دولة عربية، حيث توجد الكثير من اتفاقيات التعاون المشترك، ويساعد على توقع المزيد من فرص النجاح، كون روسيا صاحبة رصيد كبير من العلاقات الطيبة مع الدول العربية، منذ دورها في مساندة حركات التحرر الوطني.
كما أن روسيا لها رصيد كبير من المشروعات الكبرى في المنطقة العربية، لعل أبرزها السد العالي في مصر، وقد آن الأوان لزيادة هذا الرصيد في إطار المصالح المشتركة، كما يجب ألا تخمد الشعلة التي أنارت هذا الطريق.
أعتقد أن الدب الروسي العملاق لديه الكثير لتطوير العلاقات مع الدول العربية، وعلى الجانب الروسي أن يعمق من علاقاته مع الجانب العربي استثماراً لماضيه في المنطقة.
متى تأسس المركز الثقافي الروسي في القاهرة وما أبرز أهدافه؟
المركز الثقافي الروسي بالقاهرة يمثل نافذة للثقافة الروسية علي مصر والعالم العربي، وكذلك لنا وجود كبير في بلد مثل سوريا، وله تاريخ طويل في مصر، حيث أسس عام 1956 من خلال برتوكول ما بين مصر والاتحاد السوفيتي، وحقق هدفه في مد جسور التعاون الإنساني والثقافي والعلمي ما بين البلدين.
أهم نشاطاته تحويل قاعاته لساحة حوار مباشر ما بين المثقفين المصريين والروس والفنانين أيضاً، بهدف تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، ويسعى المركز لهذا بشكل دائم على مدار سنواته الطويلة.
وهنا أتذكر الجملة الشهيرة للكاتب الكبير يوسف إدريس عندما قال: "عشت في المركز الثقافي الروسي أهم أيام حياتي"، وهي جملة لها الكثير من المعاني.
إجمالاً يمثل المركز نقطة للإشعاع الثقافي والتواصل القوي مع المبدعين العرب، كما نساعد الشباب على تنمية مهاراتهم الفردية والخاصة في مجالات عدة سواء كان في اللغة الروسية واللغات الأجنبية الأخرى والكمبيوتر بكل عناصره، وتقديم خدمات للشباب للتعرف على الثقافة الروسية من خلال السينما والمكتبة والإطلاع على الأدب الروسي المترجم إلى العربية، ونقدم خدمات للأطفال المصريين الحريصين على تعلم الموسيقى والباليه والفنون الرفيعة والرسم.
وأعتقد أن اهتمام الشباب العربي بنشاطات المركز يعكس الاهتمام بالثقافة الروسية وأهمية التواصل مع الآداب والفنون الروسية بشكل عام، ولا تزال الأعمال الأدبية الروسية مثل "الأخوة الأعداء" لفيودور دوستوفسكي، إلى جانب أعمال تولستوي وتشيكوف تتصدر اهتمامات الشباب لما تظهر من تقارب بين الشخصية الروسية والعربية.
علينا اليوم أن نتعرف على جيل جديد من المبدعين الروس الشباب، لأن الترجمات التي تمت لأعمالهم إلي اللغة العربية قليلة جداً ولا ترقى لمستوى العلاقات التاريخية بين الدول العربية وروسيا، كما أن علينا أيضا الاهتمام بالترجمة العكسية للأدب العربي للغة الروسية.
السفير الروسي الراحل بالقاهرة سرجي كيربتشينكو دعاك إلى كتابة مذكراتك هل فعلت ذلك؟
كان السفير الراحل أحد أهم السياسيين البارزين في السفارة الروسية بالقاهرة، وكان محباً لمصر والمصريين، وطلبه الذي أشرت إليه قاله في احتفالية مرور 30 عاماً على عملي بالمركز، وبالفعل بدأت أضع بعض الخطوط الأولى للبدء في كتابة المذكرات بعد أكثر من 30 سنة عمل في المركز الثقافي الروسي، وربما تكون مشروع عمل لتسجيل الدكتوراه من جامعة موسكو في كلية الإعلام وموضوعها "العلاقات الثقافية المصرية الروسية في الـ30 سنة الأخيرة وانعكاسها في الإعلام المصري" وستكون فرصة لكتابة المذكرات.
ما الجهات التي تتعاون في تمويل المركز؟
المركز له شقان في هذا المجال؛ الشق الأول أنه يتبع أحد أفرع وزارة الخارجية الروسية، وبالتالي هو جهة حكومية وتأتي الميزانية له من الحكومة الروسية كل عام لكنها لمحدوديتها نجد شقاً آخر لنشاط المركز يعتمد على بعض المجهودات الذاتية من خلال تحصيل بعض الرسوم الرمزية التي تحصل من دارسي اللغة والفنون والرسم والاستفادة من أنشطة أخرى مجانية مثل المكتبة والسينما وغيرها.
كيف ترى أهمية الثقافة الروسية وأسس التعاون العلمي بين الدول العربية وروسيا؟
الجامعات الروسية لديها تعاون كبير ووثيق مع الجامعات العربية، وهناك منح تقدم من روسيا الاتحادية لأغلب الدول العربية، ومصر وحدها تحصل على حوالي ١١٠ منحة كل عام، وستزيد خلال السنوات المقبلة.
والمركز الثقافي الروسي يوفر مع رابطة خريجي الجامعات الروسيه منحاً أخرى، وقبل أيام سافر من خلالنا عدد من الشباب في تخصصات مختلفة منها علوم الفضاء والطاقة النووية، بالإضافة إلى تخصصات أخرى، وهذه المنح تلعب دوراً كبيراً في تأهيل كوادر عربية شابة لإدارة شؤون البلاد في التخصصات كافة.
هل لديكم إحصاء بأعداد الطلاب الذين تلقوا تعليمهم فى روسيا عن طريق المنح؟
في الحقيقة لا يوجد رقم ثابت لعدد الخريجين العرب في الجامعات الروسية لكن روسيا لديها حوالي مليون طالب أجنبي يدرسون في الجامعات الروسية منذ بدأت سياسة المنح في الستينيات.
وتستقبل الجامعات هناك مئات الطلاب الأجانب وأول دفعة عربية سافرت إلى الاتحاد السوفيتي كانت عام ١٩٥٦ وكانت غير معلنة وبخطاب شخصي من الرئيس جمال عبدالناصر، وضمت ١٥ دارساً للطاقة النووية وكان من بينهم العالم المصري يحيى المشد الذي أغتيل بعد ذلك في باريس على يد الموساد الإسرائيلي.
والأكيد أن هناك أعداداً كبيرة من الدارسين العرب مثل سوريا ولبنان والأردن واليمن والمغرب العربي، فالرقم العربي بالجامعات الروسية غير عادي، ويصل إلى آلاف الطلاب.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز