7 رسائل روسية للسعودية قبيل زيارة تاريخية لبوتين
بوتين أكد أنه على ثقة بأن زيارته للمملكة العربية السعودية ستعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية
قبيل ساعات من زيارة تاريخية يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، الإثنين، وفي تصريحات صحفية بعثت موسكو بـ7 رسائل قوية تمثل الرؤية المشتركة بين البلدين في القضايا المختلفة.
ففي حوار مع فضائية "العربية" السعودية نشرته على موقعها الإلكتروني جدد الرئيس الروسي إدانة بلاده للهجوم الإرهابي على منشآت نفطية سعودية الشهر الماضي، كما تناول تطورات الوضع في سوريا في إطار الرؤية السعودية الروسية، وموضوعات أخرى.
دفعة للعلاقات الثنائية
أكد الرئيس الروسي تطور العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية في كافة الاتجاهات، وأنه على ثقة بأن زيارته للسعودية ستعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية.
وقال بوتين: "نولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة، وها نحن نرد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا"، في إشارة إلى الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وأشار إلى أن العلاقات بين الروسية السعودية، منذ الحقبة السوفيتية، لم تكن بالمستوى الذي يليق بمكانة الدولتين الكبيرتين، ولكن خلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية العلاقات تغيّرا جذريا، وأصبحت أكثر قوة، حيث تنظر روسيا إلى السعودية كدولة صديقة.
دور بارز لولي العهد السعودي
في إشارة قوية لدور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في تنمية العلاقات بين البلدين قال بوتين: "إن ولي العهد يلعب دوراً مهماً، وكان صاحب مبادرة في العديد من المشروعات المشتركة بين الرياض وموسكو"، ضاربا المثل بتحالف (أوبيك +)، مؤكدا أن الأساس في هذا التحالف كان مبادرة من الأمير محمد بن سلمان للتعامل مع روسيا، وهو من دعم إنشاء منصة لصندوق الاستثمارات الروسي.
وتحالف (أوبك+) يضم مجموعة دول من داخل وخارج "أوبك" تقوده روسيا والسعودية، قاد جولتين من تخفيضات إنتاج النفط منذ عام 2017، ما أسفر عن تدابير طارئة ومؤقتة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط، وامتصاص وفرة المعروض.
وعن ولي العهد السعودي تابع بوتين أن الأمير محمد بن سلمان هو من يطرح مسألة توسيع التعاون العسكري بين البلدين في المجال التقني العسكري، لافتا إلى وجود حزمة جيدة من الفعاليات المشتركة في هذا الاتجاه، معربا عن أمله أن يستمر توسيع التعاون في ها السياق.
استقرار أسواق النفط
أكد الرئيس الروسي أنه سيواصل العمل مع السعودية ومع الشركاء الآخرين في العالم العربي من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق.
وفي سياق حديثه، دعا بوتين إلى ضرورة تقليل حجم مخزونات النفط في العالم، إلى مستوى معقول، لمواجهة كل ما يزعزع استقرار أسواق النفط العالمية، مشددا على أن ما يتم القيام به ليس لمصلحة المنتجين فحسب، بل المستهلكين أيضاً، لأن كلاهما مهتم بالاستقرار في السوق العالمية أكثر من اهتمامه بالسعر المرتفع.
إدانة هجوم أرامكو
جدد الرئيس الروسي إدانة بلاده الحادث الإرهابي الذي تعرضت له منشآت أرامكو السعودية لإنتاج النفط، مبديا استعداد موسكو لتقديم المساعدة للجانب السعودي في التحقيقات الجارية في هذا الهجوم الإرهابي.
وأعاد بوتين التذكير بموقف بلاده المبدئي بإدانة أي عمل من هذا النوع، نافيا وجود أي معلومات حالية لدى موسكو حول منفذ الهجوم حسب ما أطلعه عليه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ووزير الدفاع الروسيين.
ضرورة الحوار
أعرب الرئيس الروسي عن تفاؤله إزاء توظيف روسيا لعلاقاتها الجيدة مع إيران والعالم العربي ومع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بشكل خاص لإيجاد ما يحقق المصلحة المشتركة لكل الأطراف.
وأكد بوتين أن بلاده لا تُقيم صداقات مع شخص ضد شخص ما، وأنها تبني علاقات ثنائية على أساس الاتجاهات الإيجابية، ولا تشكل تحالفاً لمحاربة أحد.
وقال: "إذا كنا نريد أجندة إيجابية فعلينا أن ننطلق من حقيقة أننا نعترف بالمصالح القانونية لشركائنا.. من الضروري إجراء حوار، إذ من دون الحوار لا يمكن على الإطلاق حل ولو مشكلة واحدة".
التسوية في سوريا
وفي الملف السوري، أكد الرئيس الروسي أن بلاده تقوم بعمل جيد في سوريا، ولولا دعم السعودية، لكان الأمر مستحيلاً تماماً، والجميع يدرك ذلك.
وقال بوتين: "لولا مساهمة المملكة العربية السعودية في عمليات التسوية في سوريا، ما كان بالإمكان مطلقاً، كما يبدو لي، التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية".
ولم يخف الرئيس الروسي وجود "ناقضات حادة" في الملف السوري، ولكنه استدرك بأن "هناك ما يجعلنا نتوحد ونتكاتف جميعاً لتحقيق الهدف المشترك".
السلام بالشرق الأوسط
في الملف الفلسطيني أكد الرئيس الروسي أن موقف بلاده المبدئي والثابت هو ضرورة الالتزام بصرامة بكل قرارات الأمم المتحدة، وضرورة تنفيذ خطة "حلّ الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال "بوتين": "إن العامل المهم في ذلك سيكون إعادة الوحدة الفلسطينية، لأن التحدث من مواقف مختلفة يضعف الموقف الفلسطيني العام"، حسب قوله.
وفي تناغم مع المبادرة العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال القمة العربية عام 2002 للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي ترتكز على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، أكد "بوتين" أن موسكو تعتبر حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بمثابة مفتاح لحل الكثير من مشاكل المنطقة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز