الثقافة والتراث.. سلاح مقاومة الحوثيين في اليمن
لسان حال أهالي منطقة يافع، شمال محافظة لحج (جنوبي اليمن)، يؤكد أن مقاومتهم للمليشيات الحوثية المتربصة يمكن أن تتخذ ألوانًا مختلفة.
ورغم نجاح أبناء يافع والقوات اليمنية في ردع هجمات مليشيا الحوثي على مناطق شمال لحج، إلا أنهم رأوا في التراث والثقافة سبيلاً آخر للمقاومة والتصدي للحوثيين.
كان ذلك من خلال مهرجانٍ ثقافي لإحياء التراث اليافعي في جميع مديريات يافع، المحاذية لمحافظة البيضاء التي تشهد معارك مع المليشيات الحوثية.
واختتمت منطقة يافع، بمحافظة لحج، فعاليات مهرجانها التراثي، الذي شهدته مديريات يافع الأربع (لبعوس – يهر – المفلحي – الحد).
المهرجان الذي يحرص أبناء المنطقة إقامته؛ يهدف للحفاظ على الموروث والعادات والتقاليد الشعبية، المتداولة عبر الأجيال منذ عهد الدولة الحميرية القديمة.
مستشار محافظة لحج للشؤون الإعلامية، منصور سيف سعيد، قال إن الهدف من إقامة المهرجان السنوي هو إحياء الموروث الشعبي والعادات، وتقاليد قبائل يافع في مختلف الفنون والرقصات والفلكلور عموماً.
وأضاف أن فعاليات المهرجان استمرت لمدة 3 أيام متتالية في مناطق التجمعات الرئيسية، وهي: الهُجر – الموسطة بمديرية لبعوس – القراعي بمديرية المفلحي.
وأشار سيف إلى أن الآلاف من أبناء قبائل يافع يشاركون سنوياً بإقامة المهرجان، في أماكن التجمعات في لبعوس – المحجبة – الموسطة، ويقام حفل الاختتام في منطقة القراعي بمديرية المفلحي شمال شرق محافظة لحج.
وأكد أن مهرجان التراث اليافعي السنوي يهتم بتقديم عروض من القصائد الشعرية والزوامل والأهازيج والرقصات الشعبية المعبرة عن أصالة العادات والتقاليد وعراقة تاريخ القبائل اليافعية.
كما يعمل المهرجان للحفاظ على الموروث والتراث القديم منذ زمن الدولة الحميرية، علاوةً على تنافس الشعراء بتقديم أفضل القصائد الشعبية، والتي يتم تحويلها إلى زوامل سماعية وترديدها بقالب موسيقي من قبل الحضور.
ويحضر المهرجان العديد من القيادات الرسمية في الدولة وقيادات بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة ويشاركهم الآلاف من مختلف المحافظات الجنوبية.
وأكد المشاركون في المهرجان أنهم متمسكون بإحياء فعاليات التراث الشعبي في مناطق يافع، كأحد أساليب المقاومة الثقافية ضد محاولات مليشيات الحوثيين التوغل إلى شمال لحج.
وأشاروا إلى أن العادات والتقاليد هما هوية وأصالة أبناء هذه المنطقة، وتشبثهم بهما يعني رفضهم لكل الثقافات الدخيلة على مجتمعنا، والتي يسعى الإنقلابيون الحوثيون إلى غرسها في الهوية المحلية، مشددين على أن سلاح الثقافة لا يقل أهمية وضراوة عن الأسلحة النارية أو العتاد العسكري.
وخلال الأسابيع الماضية، امتدت المواجهات العسكرية في محافظة البيضاء إلى مديريات يافع شمال محافظة لحج المجاورة، التي شهدت قصفًا حوثيًا على بعض المناطق هناك.
ويشتهر أهالي يافع برفد وإمداد جبهات القتال التي تواجه الحوثيين في مختلف محافظات البلاد، وعلى رأسها جبهة البيضاء، والضالع، والساحل الغربي من اليمن.