"الفضول".. كتاب يجمع خلاصة قراءات ألبرتو مانجويل

الكتاب يضم 17 فصلاً بعناوين جاءت في شكل أسئلةٍ مفتوحةٍ مثل "ما هو الفضول، "كيف نُفَكّر، ما الذي نفعله هنا؟"

لا يكف الكاتب الأرجنتيني الأصل ألبرتو مانجويل عن إبهار محبيه بغزارة معلوماته وسعة أفقه وتبحره في القراءة وسير الكتاب، ففي كتابه الصادر حديثا عن دار الساقي للنشر، والذي اختار له "الفضول" كعنوان، ونقله للعربية المترجم السوري إبراهيم قعدوني؛ يستطلع مانجويل، المقيم حاليا في فرنسا، تاريخ الفضول البشري منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا في قالبٍ ثريّ يجمع موسوعية المحتوى ببراعة الأسلوب القصصي الآسر، مُتّخذاً من قصيدة "الكوميديا الإلهية" لدانتي مَركَباً يسافر فيه إلى أقاصي الحكاية البشرية مع الفضول والعلم واللغة والأدب.

• «ذاكرة القراءة» لألبرتو مانغويل في نسخة عربية عن دار الساقي

يقول مانجويل في مقدمة كتابه ما يفيدُ أنّ الفضول لطالما كان له معنىً مزدوجٌ، محمودٌ ومذموم.

ينقلنا مانجويل عبر كل فصل من حكاية لأخرى كاشفا تفاصيل أهم الأحداث التي كتبت تاريخ البشرية الحديث كاشفا كواليسها وخفاياها، مستشهدا بكتابات أعظم وأهم المؤلفين في تاريخ البشرية حول العالم، فهو كاتب لا يتقيد بالثقافة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية بل ستجده ينهل منها جميعا ويهدي للقارئ خلاصتها.

اعتاد مانجويل أن ينشُر كتاباً كلّ عام، ومع أن كتابته قد تدخل تحت تصنيفاتٍ عديدة، فإن تخصصه الأبرز هو الكتابة عن الكتب والمكتبات وتاريخها وحكاياتها.

كتاب "الفضول" يعد خلاصة 30 ألف كتاب تضمها مكتبه مانجويل، فهو ليس مجرد كتاب تقتنيه أو تقرأه مرة واحدة بل مجموعة كتُبٍ في كتاب واحد يضارع أسئلة كُبرى ويجلب مقترحاتٍ لإجاباتٍ من بطون الملاحم والنقوش والموسوعات التي راكمتها البشرية منذ طفولتها.

يقول مانجويل في مقدمة كتابه ما يفيدُ أنّ الفضول لطالما كان له معنىً مزدوجٌ، محمودٌ ومذموم. ويقول المثل الإنجليزي الشائع إنَّ "الفضول أودى بحياة القطّ"، غيرَ أنَّ فضولَ مانجويل في كتابه هذا إنّما هو فضولٌ ممتعٌ بقدرِ ما هو مفيد.

يضم الكتاب 17 فصلاً بعناوين تشترك جميعها في إشارة الاستفهام التي تقف في نهاياتها كأسئلةٍ مفتوحةٍ من قبيل: "ما هو الفضول"، "كيف نُفَكّر؟"، "ما الذي نفعله هنا؟"، "ما هي اللغة؟" و "ما هو الحيوان"؟ وما هو الصحيح؟ وما شاكل ذلك من أسئلةٍ كانت وما تزال موضوع تساؤلٍ وبحثٍ علميّ وفلسفي متواصل، غير أن مانجويل لا يُبَشِّر بأجوبةٍ ولا يَعِدُ بها، إنّما يترك لأسئلته أن تقدح ما يشبه ومضاتٍ من الإلهام حول موضوعاتِ أسئلته مستعيناً بمُرشدين راسخين في تاريخ الذاكرة البشرية.