هل تحل لعنة بريغوجين على الروس؟.. اختراق في الجنوب
لم يعد مصير إمبراطورية فاغنر، الشركة العسكرية الروسية الخاصة، الشيء الوحيد على المحك منذ مقتل قائدها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرته المثير للجدل.
ولعبت قوات فاغنر التي قادها في الميدان الأوكراني دورا بارزا في وقف تقدم القوات الأوكرانية المدعومة غربيا، كما حقق انتصارا رمزيا في باخموت، المدينة التي استمات الأوكرانيون في الدفاع عنها، رغم الرفض الغربي.
واليوم السبت، قال قائد عسكري أوكراني لوكالة "رويترز" إن قوات بلاده اخترقت أصعب خطوط الدفاع الروسية في جنوب البلاد، وستتمكن الآن من التقدم بسرعة أكبر.
ومنذ الربيع تراهن كييف ومن خلفها دول حلف شمال الأطلسي على تحقيق تقدم على حساب الجيش الروسي يعيد المشهد في أوكرانيا إلى المربع الأول، لكن التقارير الواردة من جبهات القتال أكدت فشل الهجوم الأوكراني المضاد على مدار الشهور الماضية.
وشنت أوكرانيا هجوما مضادا في يونيو/حزيران، ولكن خطوط الدفاع الروسية التي تتمتع بجاهزية عالية ومدعومة بحقول ألغام أبطأت تقدم القوات الأوكرانية جنوبا نحو بحر آزوف.
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن الأسبوع الماضي السيطرة على قرية روبوتين بمنطقة زابوريجيا في الجنوب، على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف الواقعة على خط المواجهة.
ويعتقد القائد، الذي كان على رأس بعض القوات إلى روبوتين ويستخدم الاسم المستعار سكالا، أن الاختراق يسمح لقواته بالتقدم، مؤكدا أنه "لن يتوقف عند هذا الحد".
وأضاف "بعد ذلك لدينا (بلدة) بيرديانسك، ثم المزيد. أوضحت لقواتي قبل ذلك أن هدفنا ليس روبوتين، هدفنا هو (بحر) آزوف".
وتبعد روبوتين نحو مئة كيلومتر عن ميناء بيرديانسك على ساحل بحر آزوف وتبعد 85 كيلومترا عن مدينة ميليتوبول الاستراتيجية.
ولم تؤكد موسكو أن أوكرانيا تقدمت إلى روبوتين، وتشير في المقابل أن الهجوم المضاد فشل في تحقيق أي من أهدافه.
وأكد القائد الأوكراني أن قواته عبرت الطرق الرئيسية الملغومة ووصلت إلى الخطوط التي تمكنها من التقدم إلى الأمام، قائلا: "أنا متأكد من أننا سنتقدم بشكل أسرع من هنا".
وطالما شكك قائد فاغنر الذي قضى في تحطم الطائرة في قدرات الجيش الروسي وشن هجوما حادا على قيادته.
وقال القائد الأوكراني الذي تحدث إلى رويترز إن القوات الأوكرانية دخلت الآن مناطق لا توجد فيها سوى مجموعات "لوجستية روسية"، وأوضح أنه لا يتوقع أن يكون اختراق الدفاعات الروسية صعبا هناك.
وبخروج قوات فاغنر من الميدان الروسي منذ تمردها الخاطف ربما تواجه موسكو عثرات في الجبهة الأوكرانية، لكن الزمن وحده كفيل بكشف هذا الأمر.