وُصف بأنه الابن المدلل للكرملين، ولم يتردد يوما في دعوة روسيا إلى التفكير في استخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا، إنه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف.
سطع اسمه مجددًا، مع كسره الصمت حول وفاة قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، الأسبوع الماضي، إثر تحطم طائرة كان يستقلها، مما أدى إلى وفاته وجميع ركابها.
وناعيًا قائد قاغنر، قال الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، إن الأخير قدم مساهمة كبيرة في العملية العسكرية الخاصة، مبينا أن وفاته تعتبر خسارة كبيرة لروسيا.
وفي قناته على "تليغرام"، قال رئيس الشيشان عن بريغوجين: "مما لا شك فيه أنه قدّم مساهمة كبيرة في العملية العسكرية الخاصة، وهذا الفضل لا يمكن أن ينتزعه أحد منه. وفاته خسارة كبيرة للدولة بأكملها. أتقدّم بالتعازي الصادقة لعائلة وأصدقاء يفغيني فيكتوروفيتش".
وتابع قديروف عن بريغوجين: "لكنه في الآونة الأخيرة إمّا أنه لم ير أو لم يرغب في رؤية الصورة الكاملة لما يحدث في البلاد. لقد طلبت منه أن يتخلى عن الطموحات الشخصية في سبيل أمور ذات أهمية وطنية قصوى. وأن كل شيء آخر يمكن أن يتقرر في وقت لاحق، ولكنه كان كذلك، بشخصيته الحديدية ورغبته في تحقيق هدفه هنا وحال".
فمن هو قديروف؟
في عمر الـ30 عامًا، صعد قديروف إلى السلطة، بتوليه رئاسة الشيشان عام 2007، وعمره 30 عامًا، وجاء اسمه مقترنًا بالتصريحات التي وصفت بأنها عدائية تجاه أوكرانيا. وقديروف ابن انفصالي شيشاني أصبح مواليا للروس. وهو يتمتع بحماية فلاديمير بوتين ويتهم باستمرار بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.
وظهر قديروف بنفسه في منتصف مارس/آذار الماضي، في صورة وسط نحو ثلاثين رجلا مسلحا في مكان قال إنه ماريوبول.
ويؤكد قديروف على شبكاته أيضا أنه وجد و"عاقب" بنفسه أوكرانيا "عذب مواطنا روسيا"، في صورة قالت عنها أوريلي كامبانا المتخصصة في العنف السياسي وروسيا في جامعة لافال في كندا إنه في "الحرب النفسية" المحتدمة يشكل "الإعلان عن دخول قوات قديروف الحرب الأوكرانية، والدعاية التي تحيط بها، جزءا من هذا الجهد لزعزعة العدو".
وكتبت كامبانا في تحليل على موقع "ذي كونفرسيشن" الإلكتروني "إنهم معروفون بوحشيتهم"، لذلك "الحديث عن استخدام القوات الشيشانية هدفه إثارة الخوف بين السكان الأوكرانيين".
في بداية الحرب عندما كان فلاديمير بوتين يعول على إطاحة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسرعة، أشيع أن قوات قديروف مكلفة بقتله، ووتوعد رمضان قديروف الذي يحكم بقبضة من حديد الشيشان الكيان التابع للاتحاد الروسي، زيلينسكي بأنه سيصبح "الرئيس السابق لأوكرانيا" قريبا.
الولاء الكامل
وقال الباحث السياسي الروسي قسطنطين كالاتشيف إن "قديروف يشارك في العملية في أوكرانيا ليؤكد ولاءه الكامل لبوتين وليحافظ على نفوذه. بالنسبة له المشاركة في العملية دعاية شخصية".
ويشتبه بأن قديروف نفسه يقف وراء اغتيال عدد من معارضي الكرملين بمن فيهم بوريس نيمتسوف، والصحافية آنا بوليتكوفسكا التي كانت تنتقد السلطة، إلا أن تلك المعلومات لم يتم تأكيدها.
وفي أوكرانيا، يمكن أن يعمل رجال قديروف كقوة مساعدة لإخضاع المجموعات المتمردة بما في ذلك في الجيش الروسي، كما فعلوا في 2014 مع بعض الانفصاليين الموالين لروسيا المترددين.
وقالت كامبانا إن "تجربة قوات قديروف يمكن أن تكون مكسبا ليس للتغلب على المقاومة الأوكرانية محليا فقط بل ولتأديب القوات الروسية وأعوانها".
هل قديروف محبوب في روسيا؟
في موسكو ثمة أطراف لا تحبذ رجال قديروف؛ فما زالت الاستخبارات تشعر بالاستياء من الانفصاليين الشيشان الذين أوقفوا تقدم الجيش الروسي حتى فرض الأخير نفسه من خلال تدمير غروزني، وهذا ما تكرر في ماريوبول.
وقال أليكسي مالاتشينكو "لكن بوتين يثق بهم تماما. قديروف يقول دائمًا إنه "جندي لبوتين. بالنسبة له، المشاركة في العملية في أوكرانيا تعد نجاحا شخصيا" له.
إلا أنه بالنسبة لروسيا، فإن قيادة قديروف لجمهورية الشيشان عنصرًا مهمًا في حرب روسيا ضد الجماعات المسلحة في شمال القوقاز، حيث لعب المقاتلون الشيشان دورًا بارزًا في دعم القوات الروسية.